يقول المستثمر المخضرم توم روسو أن بناء المرونة أمر حيوي، وأن الديون خطيرة، وأن الاستثمار هو لعبة للشباب والكبار على حد سواء. كما حذر مدير الصندوق المخضرم من المقامرة المفرطة واستبعد التقاعد في أي وقت قريب. تأتي هذه التصريحات في وقت يزداد فيه القلق بشأن الديون الشخصية وتأثيرها على الاستقرار المالي للأفراد.
روسو هو العضو المنتدب في شركة جاردنر روسو آند كوين، وهي شركة استثمارية تبلغ قيمة محفظة الأسهم الأمريكية لديها 9.3 مليار دولار أمريكي اعتبارًا من 30 سبتمبر، وفقًا لأحدث ملف 13F الخاص بها. ويرى روسو أن تعليم المرونة للأطفال يبدأ بالسماح لهم بالسقوط في ملعب اللعب، حتى يتعلموا النهوض والمضي قدمًا.
أهمية المرونة وإدارة الديون في الاستثمار
يؤكد روسو أن هذه التجارب ضرورية لأن “أكبر الدروس تُستقى من محاولة الخروج من موقف لا يسير على ما يرام. وأسوأ شيء يمكنك فعله هو تجنب هذه المواقف التي تحدث بشكل طبيعي.” ويضيف أن بناء المرونة يبدأ في سن مبكرة ويستمر طوال الحياة.
عندما يتعلق الأمر بالشباب، يحذر روسو من مخاطر الديون، مشيرًا إلى تحذيرات وارن بافيت من أن بطاقات الائتمان هي “سلسلة على ظهرك” تزداد إحكامًا حتى تخنقك. ويضيف أن خيارات “اشترِ الآن وادفع لاحقًا” تشكل تهديدًا جديدًا، حيث تغري الناس بإنفاق أموال ليس لديهم.
مخاطر المقامرة وتأثيرها على القرارات المالية
كما حذر روسو من المقامرة المفرطة، واصفًا إياها بأنها “لعبة خاسرة منذ البداية” و “ربما لن تطور تفكيرك وحكمتك وعقلك”. ويشير إلى أن الوقت والمال المستثمرين في المقامرة يمكن أن يكون لهما استخدامات أكثر إنتاجية.
بالإضافة إلى ذلك، يرى روسو أن كبار السن لديهم بعض المزايا عندما يتعلق الأمر بالتغلب على السوق. بينما قد يكون لدى المستثمرين الشباب المزيد من الوقت والطاقة للسفر والبحث المتعمق في الاستثمارات المحتملة، فإن كبار السن “يكتسبون الحكمة، وأنت أقل تهورًا، وأكثر صبرًا، وربما أكثر نعاسًا”، على حد تعبيره.
ويرى روسو أن الصبر والانضباط هما مفتاح النجاح في الاستثمار على المدى الطويل، وهما صفتان غالبًا ما تتطوران مع التقدم في العمر والخبرة. كما يشدد على أهمية التفكير بعقلانية وتجنب القرارات المتسرعة بناءً على العواطف أو الضغوط الخارجية.
الاستثمار في عالم متغير
يأتي هذا التحليل في وقت يشهد فيه العالم تحولات اقتصادية وتكنولوجية سريعة. مع ظهور الذكاء الاصطناعي والتهديد المحتمل لفقدان الوظائف، يزداد القلق بشأن المستقبل المالي للشباب. ومع ذلك، يؤكد روسو على أهمية الاستعداد المالي واتخاذ قرارات استثمارية حكيمة بغض النظر عن الظروف الاقتصادية.
ويشير إلى أن الاستثمار ليس مجرد لعبة للأثرياء، بل هو أداة متاحة للجميع لبناء مستقبل مالي آمن. ويحث الأفراد على البدء في الاستثمار في أقرب وقت ممكن، حتى بمبالغ صغيرة، والاستفادة من قوة الفائدة المركبة على المدى الطويل.
من المتوقع أن يستمر روسو في تقديم رؤيته حول الأسواق المالية والاستثمار في المستقبل القريب. وسيتابع المستثمرون عن كثب تحليلاته ونصائحه، خاصة في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي الحالية. وسيكون من المهم مراقبة تطورات السوق وتقييم تأثيرها على استراتيجيات الاستثمار المختلفة.
