مع انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء، يشارك الرئيس التنفيذي لشركة ماكدونالدز، كريس كيمبزينسكي، بعض الحقائق الصارخة حول التطوير الوظيفي. صرح كيمبزينسكي، البالغ من العمر 57 عامًا، في مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع على إنستغرام، بأنه قد تكون نصيحته المهنية الأولى “مؤلمة”. وأكد أن “لا أحد يهتم بمسيرتك المهنية بقدر اهتمامك أنت بها”.

وأضاف كيمبزينسكي أن فكرة وجود شخص ما يهتم بتقدمك الوظيفي ويضمن حصولك على الفرص المناسبة هي فكرة قد تكون صحيحة في بعض الأحيان، لكنها ليست مضمونة. وأوضح أن النجاح المهني يتطلب مبادرة شخصية وجهدًا ذاتيًا لتحقيق الأهداف والطموحات. يأتي هذا التصريح في سياق نقاش أوسع حول التغيرات في علاقة الموظفين بأصحاب العمل.

نصيحة الرئيس التنفيذي: تحمل مسؤولية مسارك المهني

لم يكن كيمبزينسكي أول من أشار إلى هذه الملاحظة. فمنذ سنوات، يوصي هنري بلودجيت، مؤسس موقع Business Insider، العمال بـ “أن يكونوا الرؤساء التنفيذيين لمسيرتهم المهنية”. ويرى بلودجيت أن الكثيرين يدخلون سوق العمل متوقعين أن يكون نجاحهم المهني مسؤولية طرف آخر.

في الماضي، كانت بعض البيئات التعليمية والمهنية توفر هيكلًا واضحًا للتطور الوظيفي، مع وجود مرشدين يقدمون الدعم والتوجيه. ومع ذلك، غالبًا ما يتغير هذا النموذج مع مرور الوقت، مما يترك الفرد مسؤولاً بالكامل عن تحديد اتجاهه المهني. هذا التحول يتطلب من الأفراد تبني عقلية استباقية.

تغيير في ولاء الموظفين لأصحاب العمل

تعليقات كيمبزينسكي تأتي أيضًا في وقت يشهد فيه سوق العمل تحولًا ملحوظًا في مفهوم الولاء بين الموظفين وأصحاب العمل. وقد تجسد هذا التحول في مذكرة صدرت مؤخرًا عن الرئيس التنفيذي لشركة AT&T، جون ستانكي.

أوضح ستانكي أن الشركة قد تخلت عن بعض العناصر التقليدية في “صفقة التوظيف” التي كانت تعتمد على الولاء والأقدمية، واتجهت نحو ثقافة أكثر تركيزًا على السوق، حيث يتم مكافأة القدرات والمساهمات والالتزام. هذا يعني أن الموظفين يجب أن يثبتوا قيمتهم باستمرار من خلال أدائهم.

أهمية التنظيم في تحقيق النجاح المهني

في مقطع فيديو سابق، شارك كيمبزينسكي نصيحة أخرى مهمة لمساعدة العاملين على التحكم في وقتهم وطاقتهم وتركيزهم: “كن منظمًا”. وأكد على أهمية الحفاظ على صندوق بريد إلكتروني وكمبيوتر ومساحة عمل مرتبة.

وأضاف أن التنظيم يساعده على البقاء مركزًا على المهام والأهداف الرئيسية. هذه النصيحة البسيطة يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الإنتاجية والكفاءة في العمل. التخطيط وإدارة الوقت هما عنصران أساسيان في هذا السياق.

بشكل عام، يمكن القول إن من الضروري تتبع ما تحتاج إلى القيام به في حياتك المهنية، لأن لا أحد سيفعل ذلك نيابة عنك. هذا يتطلب تحمل المسؤولية، والمبادرة، والتركيز على تحقيق الأهداف الشخصية والمهنية.

ماذا بعد؟

من المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه نحو زيادة المسؤولية الفردية في سوق العمل. سيكون من المهم مراقبة كيفية استجابة الشركات والموظفين لهذه التغييرات، وما إذا كانت ستظهر نماذج جديدة للعلاقات الوظيفية. كما يجب على الأفراد الاستثمار في تطوير مهاراتهم وقدراتهم لزيادة فرصهم في النجاح في بيئة عمل تنافسية.

شاركها.