ما الذي يجعل الفيديو ينتشر بشكل كبير على الإنترنت؟ هذا هو السؤال الذي يشغل بال جاي نيو، الشاب البالغ من العمر 21 عامًا والذي يصف نفسه بأنه “مهووس بالمحتوى” والذي عمل سابقًا لدى أشهر منشئ محتوى على يوتيوب، السيد بيست. يسعى نيو، من خلال شركته الناشئة Palo، إلى فك شفرة انتشار الفيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي، مما يوفر أدوات للمبدعين لتحليل محتواهم وتحسينه.
قضى نيو سنوات مراهقته في إدارة خوادم Discord لألعاب مثل Minecraft وإنشاء محتوى فيديو قصير. ركز بشكل خاص على مقياس رئيسي: معدل الاحتفاظ بالمشاهد. هل يشاهد الناس الفيديو بأكمله، أم أنهم يتصفحونه بسرعة؟ هذا السؤال هو الذي دفعه للبحث عن الأنماط التي تؤدي إلى انتشار الفيديو.
كيف يفكك الذكاء الاصطناعي خوارزميات الانتشار؟
بعد فترة عمله في MrBeast، أطلق نيو شركة Palo AI، وهي أداة مدعومة بالذكاء الاصطناعي مصممة خصيصًا لمنشئي المحتوى. تعمل المنصة عن طريق تحليل كتالوج المحتوى الكامل للمبدع، وتقديم رؤى حول الأنماط التي تؤدي إلى زيادة المشاهدات والاحتفاظ بالجمهور. يعتمد Palo AI على نماذج لغوية كبيرة، بما في ذلك OpenAI و Google Gemini.
وفقًا لنيو، فإن الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً للمبدع، بل هو أداة تحليلية قوية. تساعد المنصة المبدعين على فهم العناصر الحاسمة مثل “الخطاف” – الثواني القليلة الأولى التي يجب أن تجذب انتباه المشاهد – وتقديم توصيات لتحسين المحتوى. تساعد هذه التحليلات في تحسين استراتيجيات الفيديو.
من MrBeast إلى Palo AI: رحلة البحث عن الصيغة
أثناء عمله في MrBeast، اكتشف نيو وفريقه أن هناك “صيغًا” وراء مقاطع الفيديو الناجحة. على سبيل المثال، فيديو “هل تطير إلى باريس من أجل خبز الباغيت؟” حقق أكثر من مليار مشاهدة، ويعتمد على مفهوم “التصعيد” – زيادة العرض تدريجيًا لجذب انتباه المشاهد. قام الفريق بتعديل هذه الصيغة من مقاطع الفيديو الشائعة على TikTok، مضيفًا إليها لمسة “عبثية” خاصة بهم.
كان الهدف في MrBeast، كما يذكر نيو، هو إنشاء فيديو يرغب مليار شخص في مشاهدته. هذا الطموح دفعهم إلى جمع وتحليل كميات هائلة من البيانات لتحديد العوامل التي تساهم في نجاح المحتوى.
حصلت Palo AI على تمويل بقيمة 3.8 مليون دولار من PeakXV و NFX و EdgeCase Capital، بالإضافة إلى مستثمرين ملائكيين. سيتم استخدام هذا التمويل لتغطية تكاليف الحوسبة للذكاء الاصطناعي وتوظيف المزيد من المهندسين.
تتوفر المنصة حاليًا للمبدعين الذين لديهم أكثر من مليون متابع، وتخطط Palo AI لتوسيع نطاقها لتشمل المبدعين الذين لديهم 100 ألف متابع أو أكثر. تعتزم الشركة تقديم نموذج اشتراك شهري بقيمة 250 دولارًا.
أدوات إضافية للمبدعين
بالإضافة إلى تحليل المحتوى الحالي، يساعد Palo AI المبدعين في كتابة نصوص لمقاطع الفيديو القصيرة وإنشاء لوحات قصصية. كما أن لديها شبكة خاصة بها حيث يمكن للمبدعين التواصل مع بعضهم البعض. تخطط الشركة لتوسيع هذه الشبكة، بما في ذلك ربط المبدعين في مجالات مماثلة وتوفير أدوات لربطهم بالشركاء المحتملين للإعلانات. يهدف Palo AI إلى أن يكون أداة شاملة لدعم نمو المحتوى.
يرى جوش كونستين، أحد المستثمرين في Palo AI، أن المنصة تحل مشكلة كبيرة يواجهها المبدعون: الحاجة إلى قضاء ساعات طويلة في البحث عن أحدث التقنيات والاتجاهات الفيروسية. يقول كونستين إن Palo AI يقوم بهذا العمل الشاق نيابة عن المبدعين، مما يسمح لهم بالتركيز على إبداعهم.
على الرغم من وجود العديد من الشركات الناشئة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي للمساعدة في إنشاء المحتوى، يركز نيو على مساعدة المبدعين الحاليين على تحليل محتواهم الحالي لتحقيق نتائج أفضل. يعد هذا النهج فريدًا من نوعه ويستهدف شريحة محددة من السوق.
من المتوقع أن تواصل Palo AI تطوير قدراتها، مع التركيز على توفير رؤى أكثر دقة وقابلة للتنفيذ للمبدعين. سيراقب المراقبون عن كثب مدى قدرة المنصة على تحقيق وعودها بفك شفرة خوارزميات الانتشار وتحسين أداء المحتوى. من المرجح أن يكون التوسع في قاعدة المستخدمين وتقديم ميزات جديدة من بين الخطوات الرئيسية التي ستحدد نجاح Palo AI في المستقبل القريب.
