أبدى عملاق التكنولوجيا نيفيديا استياءه من تقارير تشير إلى أن شركة جوجل تسعى لتطوير رقاقات خاصة بها لمنافسة نيفيديا في سوق الذكاء الاصطناعي المتنامي. يأتي هذا الرد بعد انخفاض أسهم نيفيديا بشكل ملحوظ، إثر نشر تقرير مفاده أن شركة ميتا (فيسبوك) تجري محادثات مع جوجل لإنفاق مليارات الدولارات على رقاقات جوجل لتشغيل مراكز بياناتها. وتعتبر هذه الخطوة بمثابة تحدٍ مباشر لسيطرة نيفيديا على هذا القطاع الحيوي.

أكدت نيفيديا في بيان نشر على منصة “إكس” أن الشركة “تتفوق على الصناعة بجيل كامل”، وأنها “المنصة الوحيدة التي تدعم كل نموذج للذكاء الاصطناعي وتعمل في كل مكان يتم فيه الحوسبة”. جاء رد جوجل مقتضبًا، حيث أكد متحدث باسم الشركة التزامهم بدعم كل من الرقاقات الخاصة بهم ورقاقات نيفيديا، مشيرًا إلى أنهم يشهدون “طلبًا متزايدًا” على كلا النوعين.

منافسة نيفيديا وجوجل في سوق الرقاقات

تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه صناعة الذكاء الاصطناعي منافسة شرسة، حيث تسعى الشركات الكبرى إلى تطوير قدراتها في هذا المجال. تعتبر الرقاقات المكون الأساسي في أنظمة الذكاء الاصطناعي، والسيطرة على هذا السوق تمنح الشركات ميزة تنافسية كبيرة. تعتمد العديد من الشركات الناشئة والعملاقة على وحدات معالجة الرسوميات (GPUs) من نيفيديا لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.

ومع ذلك، فإن جوجل، بفضل قدراتها الهائلة في البحث والتطوير، تعمل على تطوير رقاقات خاصة بها، والمعروفة باسم وحدات معالجة Tensor (TPUs). تتميز هذه الرقاقات بتصميمها المخصص لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، مما يجعلها أكثر كفاءة في بعض المهام مقارنة برقاقات نيفيديا. تتمتع جوجل بميزة “التكامل الرأسي” حيث تسيطر على كل جانب من جوانب الذكاء الاصطناعي، بدءًا من البحث والتطوير وصولًا إلى البنية التحتية السحابية التي تستضيف هذه النماذج.

في المقابل، واجهت نيفيديا بعض التحديات في الأسابيع الأخيرة. على الرغم من أن الشركة أعلنت عن أرباح قياسية للربع الثالث، إلا أن بعض المخاوف بشأن “فقاعة الذكاء الاصطناعي” بدأت في الظهور. كما أن هناك قلقًا متزايدًا بشأن قدرة نيفيديا على تلبية الطلب المتزايد على رقاقاتها، خاصة مع القيود المفروضة على الإنتاج.

تأثير محادثات ميتا وجوجل

أثار تقرير محادثات ميتا وجوجل مخاوف بشأن فقدان نيفيديا لحصة سوقية مهمة. تعتبر ميتا واحدة من أكبر عملاء نيفيديا، وإذا قررت ميتا التحول إلى رقاقات جوجل، فقد يكون لذلك تأثير كبير على إيرادات نيفيديا. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن هذه المحادثات لا تزال في مراحلها الأولية، ولم يتم اتخاذ أي قرار نهائي بعد.

بالإضافة إلى ذلك، فإن جوجل لا تزال تعتمد على نيفيديا في بعض الجوانب. على سبيل المثال، تستخدم جوجل وحدات معالجة الرسوميات من نيفيديا في بعض خدماتها السحابية. لذلك، من المرجح أن تستمر جوجل في شراء رقاقات نيفيديا، حتى لو قررت تطوير رقاقات خاصة بها على نطاق واسع.

تعتبر المنافسة في مجال الرقاقات أمرًا إيجابيًا للمستهلكين، حيث أنها تدفع الشركات إلى الابتكار وتقديم منتجات أفضل بأسعار أكثر تنافسية. من المتوقع أن يستمر هذا التنافس في السنوات القادمة، حيث تسعى الشركات إلى تطوير قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي.

من المرجح أن تشهد الأسابيع والأشهر القادمة المزيد من التطورات في هذا المجال. سيكون من المهم مراقبة التقارير المالية لنيvidia وجوجل، بالإضافة إلى أي إعلانات جديدة حول تطوير الرقاقات. كما سيكون من المهم متابعة أي تغييرات في استراتيجيات الشراء لشركات مثل ميتا، التي يمكن أن تؤثر على ديناميكيات السوق.

شاركها.