أطلقت شركة OpenAI، الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، تحديثًا رئيسيًا لنظامها اللغوي، GPT-5.2، يوم الخميس، مؤكدةً أنه “أكثر النماذج قدرة حتى الآن على المهام المعرفية الاحترافية”. يمثل هذا الإصدار خطوة مهمة في تطور الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث تسعى OpenAI لتعزيز مكانتها في سوق تنافسي متزايد. يأتي هذا التحديث بعد فترة من التطورات السريعة في هذا المجال، مما يثير تساؤلات حول مستقبل العمل وتأثير هذه التقنيات على مختلف الصناعات.
أعلنت الشركة أن GPT-5.2 يوفر تحسينات كبيرة في مجالات متعددة، بما في ذلك إنشاء جداول البيانات، وتصميم العروض التقديمية، وكتابة التعليمات البرمجية، وفهم الصور، ومعالجة النصوص الطويلة، واستخدام الأدوات، وإدارة المشاريع المعقدة. هذه القدرات الجديدة تهدف إلى زيادة القيمة الاقتصادية للمستخدمين، وتقديم حلول أكثر فعالية للمهام التي تتطلب مهارات متخصصة. بدأ طرح التحديث اليوم لمشتركي خطط ChatGPT المدفوعة.
GPT-5.2 يتفوق في اختبارات الأداء ويُظهر تقدمًا ملحوظًا في الذكاء الاصطناعي
أظهرت اختبارات الأداء، وخاصةً اختبار GDPval، أن GPT-5.2 يتفوق على “المحترفين في الصناعة” في إنجاز مهام معرفية محددة في 44 مجالًا وظيفيًا. وذكرت OpenAI أن النموذج الجديد أتم هذه المهام بسرعة تزيد عن 11 ضعفًا مقارنةً بالمتخصصين البشريين. هذا التحسن الكبير في السرعة والكفاءة يجعله أداة جذابة للشركات والمؤسسات التي تسعى إلى أتمتة العمليات وتحسين الإنتاجية.
بالنسبة لقطاع الخدمات المالية، أظهر GPT-5.2 نتائج واعدة بشكل خاص. في اختبار داخلي لمهام تحليل الاستثمار المصرفي، مثل إعداد نماذج مالية ثلاثية البيانات لشركات Fortune 500 أو بناء نماذج استحواذ بالرافعة المالية، حقق النموذج الجديد درجة أعلى بنسبة 9.3٪ من GPT-5.1، حيث ارتفعت من 59.1٪ إلى 68.4٪ في المتوسط. هذا يشير إلى إمكانية استخدام GPT-5.2 لتحسين دقة وكفاءة التحليلات المالية، وتقليل الأخطاء البشرية.
تحسينات في القدرات البرمجية
بالإضافة إلى ذلك، ركزت OpenAI على تطوير قدرات GPT-5.2 في مجال البرمجة. وأشارت الشركة إلى أن النموذج الجديد يتمتع بقدرة محسنة على إنشاء التعليمات البرمجية وتنفيذها، مما يجعله أداة قيمة للمطورين والمهندسين. هذه التحسينات في القدرات البرمجية تعزز من مكانة GPT-5.2 كحل شامل للمهام المتعلقة بالتكنولوجيا.
أعرب سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، عن حماسه للإصدار الجديد، واصفًا إياه بأنه “أكبر ترقية شهدناها منذ فترة طويلة”. وأشار إلى أنه على الرغم من أن GPT-5.2 لا يزال غير قادر على إنتاج ملفات مصقولة بشكل كامل، إلا أنه يمثل تقدمًا كبيرًا في الأداء العام.
ستوفر OpenAI للمستخدمين المدفوعين إمكانية الوصول إلى GPT-5.1 لمدة ثلاثة أشهر كخيار قديم قبل إيقاف دعمه. وأكدت الشركة أنها ستواصل نشر GPT-5.2 تدريجيًا لضمان استمرار سلاسة وموثوقية ChatGPT. هذه الاستراتيجية تهدف إلى تجنب أي تعطيل في الخدمة أثناء عملية التحديث.
في سياق متصل، أعلنت فيدجي سيمو، الرئيس التنفيذي للتطبيقات في OpenAI، عن خطط لإضافة ميزات جديدة في العام المقبل، بما في ذلك التحقق من العمر وإطلاق “وضع للبالغين” لـ ChatGPT في الربع الأول من عام 2026. تهدف هذه الإجراءات إلى ضمان استخدام ChatGPT بشكل مسؤول وتلبية احتياجات المستخدمين المختلفة.
يأتي هذا الإطلاق بعد فترة وجيزة من إعلان ألتمان عن حالة “الرمز الأحمر” في رسالة خاصة للموظفين، وحشد المزيد من الموارد لـ ChatGPT في مواجهة المنافسة المتزايدة من شركات مثل Google. وأكدت سيمو أن حالات “الرمز الأحمر” ليست غير شائعة، وأن نتائج هذا الإعلان ستكون واضحة قريبًا.
التعلم الآلي شهد تطورات كبيرة مؤخرًا، حيث تعتبر Google منافسًا قويًا لـ OpenAI مع إطلاقها نموذج Gemini 3. يُظهر Gemini 3 قدرات متقدمة في فهم اللغة وإنشاء المحتوى، مما يجعله تهديدًا مباشرًا لـ ChatGPT. هذه المنافسة الشديدة تدفع كلا الشركتين إلى الابتكار المستمر وتقديم نماذج أكثر تطوراً.
بالتزامن مع إعلان GPT-5.2، أبرمت OpenAI صفقة كبيرة مع شركة Disney، حيث حصلت على استثمار بقيمة مليار دولار وإمكانية الوصول إلى الملكية الفكرية القيمة والشائعة لـ Disney. تتيح هذه الشراكة لـ OpenAI استخدام شخصيات Disney وقصصها في تطوير تطبيقات جديدة، مما يعزز من جاذبية ChatGPT.
اختتم ألتمان تغريدته على X بالإشارة إلى أن العقد الماضي كان “رائعًا” بالنسبة لـ OpenAI، وأن العمل على هذه التقنيات كان “أكثر تميزًا مما يمكن أن أتخيله”.
من المتوقع أن تستمر OpenAI في تطوير وتحسين نماذجها اللغوية، مع التركيز على تعزيز قدراتها في مجالات مثل البرمجة والتحليل المالي. سيراقب المراقبون عن كثب أداء GPT-5.2 في السوق، وكيفية استجابته للمنافسة المتزايدة من Google وغيرها من الشركات. كما سيكون من المهم متابعة التطورات المتعلقة بالتحقق من العمر وإطلاق “الوضع للبالغين” لـ ChatGPT، وتقييم تأثيرها على استخدام المنصة.
