استقرار الجنيه الإسترليني أمام الدولار الأمريكي رغم البيانات الاقتصادية الضعيفة في المملكة المتحدة
ظل الجنيه الإسترليني في موقف هجومي ضد الدولار الأمريكي، على الرغم من سلسلة البيانات السلبية في المملكة المتحدة التي استمرت حتى صباح اليوم. شهدت البيانات الاقتصادية في المملكة المتحدة خيبة أمل كبيرة، حيث نما الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.1% فقط بين يوليو وسبتمبر 2025، وهو أقل من توقعات المشاركين في السوق الذين توقعوا نموًا بنسبة 0.2%.
بيانات الناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة تثير القلق
كان السبب الرئيسي وراء هذا الأداء الضعيف هو القطاع الصناعي، مثل المصانع والتعدين، الذي تقلص بنسبة 0.5%. كما تأثر قطاع التصنيع بشكل سلبي، حيث انخفض إنتاج السيارات بأكثر من 10% بعد هجوم إلكتروني في سبتمبر تسبب في مشاكل كبيرة لشركة جاغوار لاند روفر. على الرغم من نمو قطاع الخدمات، الذي يشمل أشياء مثل الترفيه والعقارات، إلا أنه كان بوتيرة أبطأ من الربع السابق، حيث بلغ نموه 0.2%. كما شهد قطاع البناء نموًا طفيفًا بنسبة 0.1%، معظمها من أعمال الإصلاح، حيث انخفضت مشاريع البناء الجديدة.
وعند النظر إلى العام بأكمله، نما الاقتصاد بنسبة 1.3% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وهو أيضًا أقل قليلاً من التوقعات. من المتوقع أن تؤدي هذه البيانات الضعيفة إلى زيادة التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا في شهر ديسمبر. كما تشير التسعير الحالي إلى احتمال بنسبة 75% لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.
التضخم في المملكة المتحدة يظل مرتفعًا
ومع ذلك، يظل التضخم في المملكة المتحدة مرتفعًا عند 3.8%، وهو أعلى بكثير من الهدف المحدد بنسبة 2%. هذا يبقي المشاركين في السوق على حافة التوتر وسيظلون يراقبون بنك إنجلترا بعناية قبل حلول شهر ديسمبر.
ردة فعل السوق ودور الدولار الأمريكي
ظل زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي (كابل) مرنًا منذ البيع الذي انتهى في 5 نوفمبر، بعد أن تجاوز مستوى الدعم الحر 1.3000. وقد أعقب ذلك ارتفاع حاد قبل فترة من التوطيد منذ يوم الجمعة 7 نوفمبر. جزء من سبب ارتفاع كابل يمكن أن يُعزى إلى ضعف الدولار الأمريكي حيث توقع المشاركون في السوق خفضًا لأسعار الفائدة، بالإضافة إلى انخفاض التدفقات إلى الملاذات الآمنة مع اقتراب حل أزمة إيقاف تمويل الحكومة الأمريكية.
الميزانية البريطانية المقبلة
تواجه وزيرة الخزانة راشيل ريفز تحديًا كبيرًا في معالجة عجز مالي يبلغ حوالي 25 مليار جنيه إسترليني سنويًا. مهمتها الأساسية هي تقديم ميزانية “صديقة للسوق” تغلق هذه الفجوة دون إثارة قلق المستثمرين أو إضافة إلى التضخم. من المتوقع أن تتجنب الخزانة أي زيادات ضريبية، مثل تلك المفروضة على ضريبة القيمة المضافة، التي يمكن أن تؤجج التضخم وتحد من قدرة بنك إنجلترا على خفض أسعار الفائدة في المستقبل. هذا يجبر ريفز على إيجاد توازن صعب بين زيادة الإيرادات، من خلال تدابير مثل تجميد عتبات الضرائب وزيادة الضرائب على البنوك، وتنفيذ تخفيضات إنفاق حساسة سياسيًا، وهو أمر يشكك فيه السوق.
تحليل فني لزوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي
من الناحية الفنية، كان زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي في حالة توطيد منذ يوم الجمعة 7 نوفمبر. على إطار الأربع ساعات، هناك كتلة حمراء بين 1.3180 و1.3100، وإغلاق شمعة الأربع ساعات فوق هذا النطاق قد يفتح إمكانية التحرك في أي اتجاه. تشير الصورة الكبيرة إلى مزيد من الاتجاه الصعودي، ولكن قد يظل المضاربون على الارتفاع حذرين بعض الشيء قبل الميزانية البريطانية. المقاومة الفورية تكمن عند المتوسط المتحرك لـ 100 يوم عند 1.31927، يليه خط الاتجاه الهابط طويل الأجل. بالإضافة إلى ذلك، يقع المتوسط المتحرك لـ 200 يوم عند 1.3300 ومقاومة حول مستويات 1.3333.
خاتمة
في الختام، يبدو أن الجنيه الإسترليني سيظل في موقف قوي مقابل الدولار الأمريكي، مدعومًا بضعف الدولار وتوقعات خفض أسعار الفائدة. ومع ذلك، فإن الميزانية البريطانية المقبلة ستكون محركًا رئيسيًا لحركة الجنيه الإسترليني في الفترة القادمة. يجب على المستثمرين مراقبة الوضع عن كثب لاتخاذ قرارات استثمارية مدروسة.
