مع استئناف الحكومة الأمريكية لعملها بعد فترة توقف، تستعد الأسواق لفيضان معلوماتي بعد أشهر من العمل في ظروف غير مؤكدة. هذا التحليل يقدم نظرة عامة على أسواق أمريكا الشمالية، ويستعرض الأداء الحالي للأسهم والعملات، مع التركيز على التطورات الأخيرة التي تؤثر على التوقعات.
استئناف عمل الحكومة الأمريكية وتوقعات البيانات الاقتصادية
بعد طول انتظار، عادت الحكومة الأمريكية للعمل، مُخلصةً بذلك جمودًا طال أشهرًا. هذا الحدث يمهد الطريق لإطلاق كم هائل من البيانات الاقتصادية التي تأخرت بسبب الإغلاق، وهو ما تأخذه الأسواق على محمل الجد. وحدة إحصاءات العمل (BLS) تعمل الآن على قدم وساق لتسوية المتراكم، وسوف نشهد غدًا، الخميس 20 أكتوبر، إصدار بيانات وظائف غير زراعية لشهر سبتمبر (NFP).
بيانات الوظائف ومؤشر أسعار المنتجين (PPI)
بالإضافة إلى بيانات الوظائف غير الزراعية، من المقرر أيضًا إطلاق بيانات مؤشر أسعار المنتجين (PPI) يوم 25 أكتوبر. هذه البيانات، جنبًا إلى جنب مع المطالبات الأولية العاطلين عن العمل التي ستصدر غدًا، ستشكل ضغطًا كبيرًا على الأسواق. يسعى المستثمرون لمعرفة ما إذا كانت البيانات ستدعم سيناريو “الهبوط الناعم” الذي يتم الترويج له، أم أنها ستكشف عن تشققات أعمق في الاقتصاد الأمريكي. الترقب الشديد لهذه الأرقام يعكس التساؤلات حول إمكانية خفض أسعار الفائدة في ديسمبر المقبل.
محضر اجتماع لجنة السوق الفيدرالية (FOMC) والتوجهات المستقبلية لأسعار الفائدة
في تطور لافت، قد يكون محضر اجتماع لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة (FOMC) قد قدم إشارة حول سياسة الفائدة المستقبلية. وكشف المحضر أن اللجنة “ستعتبر على الأرجح أنه من المناسب الحفاظ على النطاق المستهدف دون تغيير لبقية العام”. هذه التصريحات تبعث على الهدوء في درجة ما، خاصة وأنها تأتي في وقت يشهد فيه السوق حالة من القلق بشأن مسار السياسة النقدية.
تباطؤ زخم الذكاء الاصطناعي وخطاب الفيدرالي المتشدد
على الرغم من الأداء القوي لقطاع التكنولوجيا المدفوع بالذكاء الاصطناعي، يبدو أن هذا الزخم بدأ في التباطؤ. بالتزامن مع ذلك، صرح بعض مسؤولي الفيدرالي بتوجهات أكثر تشددًا، مما يحد من أي ارتفاع حاد في الأصول ذات المخاطر. هذه العوامل تعزز من حالة عدم اليقين التي تسود الأسواق المالية.
التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على أسعار السلع والدولار الأمريكي
لا يزال الرئيس الأمريكي يلعب دورًا محوريًا في المشهد الجيوسياسي، حيث يبذل الوسطاء جهودًا مكثفة للتوصل إلى حل للحرب الروسية الأوكرانية، والتي قد تشمل اجتماعات رفيعة المستوى. هذا التطور أدى إلى تقلبات كبيرة في أسعار السلع، وعزز الثقة في الدولار الأمريكي كملاذ آمن.
الدولار الأمريكي يستمد قوته من هذه الأجواء المضطربة، ويتجه نحو مستوى 100.00، وهو مستوى نفسي هام. في المقابل، يتمكن الدولار الكندي (CAD) من استعادة بعض الزخم. بشكل عام، يمكن أن يكون التحول المتوقع في تدفقات رأس المال في عام 2025 بمثابة دفعة للعملات الأمريكية الشمالية، لكن النتائج النهائية ستعتمد بشكل كبير على البيانات الاقتصادية القادمة. يشير المحللون إلى أن أداء الدولار الكندي يعتمد بشكل كبير على أسعار النفط.
أداء المؤشرات الرئيسية
شهدت الأسواق خلال الأسبوع الحالي تذبذبات ملحوظة. مؤشر S&P 500 يتراوح بين الدعم والمقاومة، بينما يحاول مؤشر Nasdaq استعادة بريقه بعد فترة من التصحيح. في كندا، أظهر مؤشر TSX Composite أداءً مختلطًا، متأثرًا بأسعار السلع وقطاع الطاقة. يستمر المستثمرون في تقييم المخاطر والمكافآت في كل من هذه الأسواق الأسهم.
نظرة فاحصة على أداء العملات
بينما يواصل الدولار الأمريكي تعزيز مكانته، يواجه اليورو والجنيه الإسترليني ضغوطًا بسبب المخاوف بشأن النمو الاقتصادي في منطقة اليورو والمملكة المتحدة. الين الياباني أيضًا لا يزال تحت المراقبة الدقيقة، مع تدخلات محتملة من بنك اليابان للحفاظ على استقرار العملة. يؤثر أداء هذه العملات بشكل مباشر على التجارة والاستثمار في أمريكا الشمالية.
الخلاصة والتوقعات المستقبلية
باختصار، تشهد أسواق أمريكا الشمالية فترة مليئة بالتحديات والفرص. إطلاق البيانات الاقتصادية المتراكمة، وتصريحات الفيدرالي، والتوترات الجيوسياسية، كلها عوامل تعمل على تشكيل مسار الأسواق. على الرغم من حالة عدم اليقين، تظل هناك فرص للمستثمرين الذين يتمتعون بالرؤية والقدرة على التكيف.
نوصي بمراقبة دقيقة لبيانات الوظائف غير الزراعية ومؤشر أسعار المنتجين (PPI) المقرر إطلاقهما هذا الأسبوع. بالإضافة إلى ذلك، يجب متابعة التطورات الجيوسياسية عن كثب، وتقييم تأثيرها المحتمل على أسعار السلع وأسعار الصرف. يمكنك متابعة المزيد من تحليلاتنا حول الأسواق المالية والاقتصاد العالمي من خلال [رابط داخلي لمدونة أو صفحة ذات صلة على الموقع]. نتطلع إلى مشاركتكم لآرائكم وتحليلاتكم حول هذه التطورات.
