اليوم، وبعد قرار الفائدة الصادر عن لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة (FOMC)، شهدت الأسواق الأمريكية تقلبات حادة، مع تحركات مفاجئة في أسعار الأصول وتدفقات رأسمالية غير متوقعة. هذا التحليل يقدم نظرة شاملة على أداء السوق في جلسة 11 ديسمبر، مع التركيز على حركة أسعار الفائدة وتأثيرها على مختلف القطاعات. سنستعرض أيضاً التطورات في أسواق المعادن، والدولار الأمريكي، ونتوقع السيناريوهات المحتملة للأيام القادمة.

تحليل أداء السوق الأمريكي بعد قرار الفائدة

عادةً ما تكون الجلسة التي تلي اجتماع لجنة FOMC مثيرة للاهتمام، وغالباً ما تكون مضطربة. فالأخبار تتدفق بسرعة، والخوارزميات تدفع الأسواق صعوداً وهبوطاً، وهناك شعور عام بالارتباك حول ما إذا كانت الأحداث قد تم تسعيرها بالفعل، وإذا كان الأمر كذلك، فهل تم تسعيرها بشكل كافٍ؟ هذا الارتباك يتجسد بوضوح في الارتفاع المفاجئ في أسعار الفضة.

الضغط على الفضة ورفع هوامش التداول

شهدت الفضة ارتفاعاً مذهلاً تجاوز 10% منذ بداية الأسبوع. وبشكل متزامن، قررت بورصة COMEX رفع هوامش التداول على الفضة بنسبة 10% أيضاً. هذا التزامن يثير تساؤلات حول دوافع هذا القرار، وما إذا كان يهدف إلى تهدئة المضاربات أو استغلالها. هذه التحركات تشير إلى أن الأسواق المالية تشهد تدفقات غير عادية، مما يؤكد أن عام 2025 سيكون عاماً صعباً ومليئاً بالفرص للتداول.

“تداول الانخفاض في قيمة العملة” وتدوير القطاعات

استمر “تداول الانخفاض في قيمة العملة” (The Debasement Trade) اليوم، ولكن مع ميل نحو القطاعات الدفاعية. تفوق أداء مؤشر داو جونز الصناعي على أداء مؤشراته، بينما تعرض قطاع التكنولوجيا لضغوط بيعية كبيرة. أغلق مؤشر داو جونز على ارتفاع بنسبة 1.34%، بينما أغلق مؤشر ناسداك على انخفاض بنسبة 0.34%. هذا يمثل تدويرًا كبيراً في الاستثمارات، حيث يفضل المستثمرون الآن القطاعات الأكثر أماناً في ظل حالة عدم اليقين السائدة. هذا التدوير يعكس قلق المستثمرين بشأن مستقبل النمو الاقتصادي وارتفاع التضخم.

التوقعات المستقبلية وتقلبات الأسبوع

التدفقات الناتجة عن خفض الفائدة بدأت في التطور، ولكنها لا تزال في مراحلها الأولى. من المتوقع أن تشهد الأسواق تقلبات حادة حتى نهاية الأسبوع. بعد ذلك، يمكن توقع فترة هدوء نسبي حتى 16 ديسمبر، عندما سيتم الإعلان عن تقرير وظائف القطاعات غير الزراعية لشهر نوفمبر. هذا التقرير سيكون له تأثير كبير على توقعات سياسة البنك المركزي المستقبلية.

أداء الدولار الأمريكي والسندات الحكومية

شهد الدولار الأمريكي انخفاضاً حاداً، وكأنه يسقط في حفرة لا قاع لها. وقد أجر معه السندات الحكومية، حيث ارتفعت عوائد السندات طويلة الأجل بينما انخفض سعر الدولار. هذا المزيج صعب للغاية بالنسبة لخزينة الولايات المتحدة، حيث يزيد من تكلفة الاقتراض ويضعف القدرة الشرائية للدولار. الضعف المستمر للدولار قد يدفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة أخرى، مثل الذهب والعملات الأجنبية الأخرى.

ردة فعل الرئيس الأمريكي

على الرغم من هذه التطورات، يبدو أن الرئيس الأمريكي قد احتوى استياءه من خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس فقط. هذا يشير إلى أن الإدارة الأمريكية قد تكون راضية عن هذا المستوى من التيسير النقدي، أو أنها تدرك أن المزيد من التخفيضات قد يؤدي إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية. من المهم متابعة تصريحات الرئيس الأمريكي عن كثب، حيث يمكن أن يكون لها تأثير كبير على معنويات السوق.

في الختام، شهدت جلسة اليوم تقلبات كبيرة في الأسواق الأمريكية، مدفوعة بقرار الفائدة الصادر عن لجنة FOMC. شهدنا ارتفاعاً مذهلاً في أسعار الفضة، وتدويرًا في القطاعات، وانخفاضًا حادًا في قيمة الدولار الأمريكي. من المتوقع أن تستمر هذه التقلبات حتى نهاية الأسبوع، قبل أن تهدأ الأسواق في انتظار تقرير وظائف القطاعات غير الزراعية لشهر نوفمبر. نوصي المستثمرين بالحذر ومراقبة التطورات عن كثب، واتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة بناءً على تحليل دقيق للوضع الحالي. تابعونا لمزيد من التحليلات والتحديثات حول أسعار الفائدة وتأثيرها على الأسواق العالمية. لا تترددوا في مشاركة آرائكم وتوقعاتكم في قسم التعليقات أدناه.

شاركها.