شهدت الأسواق الأوروبية انخفاضًا طفيفًا يوم الثلاثاء، مواصلةً بذلك الاتجاه الهبوطي المحدود الذي بدأ في اليوم السابق. وتعد هذه التطورات جزءًا من حالة تقلبات الأسواق المالية الأوروبية التي يراقبها المستثمرون عن كثب.

تراجع مؤشرات الأسهم الرئيسية وتباين أداء البورصات

انخفض المؤشر الرئيسي الأوروبي، STOXX 600، بنسبة 0.1%، مما يعكس حالة الحذر السائدة في السوق. ومع ذلك، شهدت البورصات الرئيسية في كل من ألمانيا وفرنسا ارتفاعًا طفيفًا، حيث كسبت حوالي 0.1% لكل منهما. هذا التباين يعكس اختلاف الأداء بين القطاعات المختلفة والشركات الفردية.

قطاع الرعاية الصحية يقود الانخفاض

كان قطاع الرعاية الصحية هو المحرك الرئيسي للانخفاض العام، حيث تراجع بنسبة 0.3% بسبب الخسائر التي تكبدتها شركات كبرى مثل AstraZeneca و Novo Nordisk. ومع ذلك، تم احتواء خسائر القطاع بفضل الارتفاع الكبير في أسهم شركة Bayer الألمانية للأدوية.

صعود أسهم Bayer بعد قرار محتمل من المحكمة العليا الأمريكية

قفزت أسهم Bayer بنحو 15% بعد تشجيع إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للمحكمة العليا على الاستماع إلى استئناف الشركة لإيقاف آلاف الدعاوى القضائية المتعلقة بمنتج Roundup لقتل الأعشاب الضارة، والذي يُزعم أنه يسبب السرطان. هذا القرار يمثل تطورًا إيجابيًا للشركة ويقلل من المخاطر القانونية المحتملة.

تطورات جيوسياسية تؤثر على معنويات المستثمرين

بالإضافة إلى أداء الشركات، تؤثر التطورات الجيوسياسية بشكل كبير على معنويات المستثمرين. يراقب السوق عن كثب الاجتماع المقرر بين المبعوث الخاص للرئيس ترامب، ستيف ويتكوف، وصهره جاريد كوشنر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة وقف إطلاق النار المحتمل في أوكرانيا. هذه المحادثات تحمل أهمية كبيرة ويمكن أن تؤثر على أسعار النفط والأسواق العالمية بشكل عام.

تراجع أسهم FDJ United وتأثير تقييم J.P. Morgan

على صعيد الأسهم الفردية، انخفضت أسهم FDJ United بنسبة 4.2% بعد أن خفضت J.P. Morgan تقييمها لشركة اليانصيب والألعاب عبر الإنترنت. هذا التخفيض في التقييم أثار قلق المستثمرين وأدى إلى بيع الأسهم.

أداء العملات وتأثير التطورات الاقتصادية والسياسية

على جبهة العملات، ظل الدولار الأمريكي مستقرًا يوم الثلاثاء، مدعومًا ببيع ناجح لسندات الحكومة اليابانية، مما طمأن المستثمرين بعد عمليات البيع في السندات على مستوى العالم في وقت سابق من هذا الأسبوع. ارتفع الدولار بنسبة 0.1% مقابل الين الياباني، ليصل إلى 155.72، بعد مزاد قوي لسندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات.

استقرار الدولار الأمريكي وتأثير محادثات السلام في أوكرانيا

شهد مؤشر الدولار الأمريكي العام، الذي يقيس قوته مقابل العملات الرئيسية الأخرى، تقلبات طفيفة ولكنه أنهى اليوم مرتفعًا قليلًا عند 99.441، منهيًا بذلك سلسلة خسائر استمرت سبعة أيام. بينما ظل اليورو ثابتًا عند 1.1610 دولار مع استمرار محادثات السلام بشأن الحرب في أوكرانيا. أظهر القادة الأوروبيون دعمًا قويًا للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خاصة بعد أن بدا أن خطة السلام المدعومة من الولايات المتحدة تميل لصالح روسيا.

أداء الجنيه الإسترليني والدولار الأسترالي والنيوزيلندي

ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.1% إلى 1.3217 دولار، وظل بالقرب من أعلى مستوى له في شهر، على الرغم من استقالة رئيس هيئة المراقبة المالية في بريطانيا بعد أن قامت وكالته عن طريق الخطأ بنشر تفاصيل ميزانية الحكومة قبل إعلان وزير المالية عنها. كما ارتفع الدولار الأسترالي بنسبة 0.2% إلى 0.6553، بينما ظل الدولار النيوزيلندي (كيوي) ثابتًا عند 0.57264. هذه التحركات في أسعار الصرف تعكس التغيرات في المخاطر العالمية والتوقعات الاقتصادية.

نظرة مستقبلية: بيانات التضخم الأولية لمنطقة اليورو

ينتظر المستثمرون الآن صدور بيانات التضخم الأولية لمنطقة اليورو في وقت لاحق اليوم. هذه البيانات ستوفر رؤى مهمة حول مسار التضخم في المنطقة ويمكن أن تؤثر على قرارات البنك المركزي الأوروبي بشأن السياسة النقدية. من المتوقع أن يكون لهذه البيانات تأثير كبير على الاستثمار في أوروبا.

في الختام، شهدت الأسواق الأوروبية يومًا مضطربًا، مع تراجع طفيف في مؤشرات الأسهم الرئيسية وتأثير التطورات الجيوسياسية وأداء الشركات الفردية. ينصب تركيز المستثمرين الآن على بيانات التضخم الأولية لمنطقة اليورو ومحادثات السلام في أوكرانيا، والتي يمكن أن تشكل مسار الأسواق في الأيام المقبلة. نوصي بمتابعة هذه التطورات عن كثب لاتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة.

شاركها.