شهدت الأسواق الأوروبية ارتفاعًا طفيفًا يوم الأربعاء، مدفوعة بشكل أساسي بتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية وتشجيعات بشأن تقدم محادثات السلام الأوكرانية. هذا الارتفاع، وإن كان متواضعًا، يعكس تحسنًا في أسواق الأسهم الأوروبية ويزيد من زخم المكاسب التي حققتها يوم الثلاثاء. واصل المستثمرون أيضًا مراقبة التطورات الاقتصادية والسياسية، وعلى رأسها الإعلان عن ميزانية المملكة المتحدة المتوقع في وقت لاحق من اليوم.
العوامل المحركة لارتفاع أسواق الأسهم الأوروبية
ارتفع المؤشر الرئيسي للأسهم الأوروبية، STOXX 600، بنسبة 0.4%، مواصلًا بذلك الاتجاه الصاعد القوي الذي بدأه يوم الثلاثاء. وشهدت الأسواق الألمانية والفرنسية مكاسب مماثلة، حيث ارتفع كلا المؤشرين بنسبة 0.5%. في المملكة المتحدة، ارتفع مؤشر FTSE 100 بنسبة 0.2%، بينما تستعد البلاد للإعلان عن الميزانية، والتي من المتوقع أن تتضمن زيادات ضريبية بمليارات الجنيهات الإسترلينية.
تأثير توقعات خفض الفائدة الأمريكية
تلعب توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية دورًا حاسمًا في هذا التحسن. البيانات الاقتصادية الأمريكية الضعيفة التي صدرت يوم الثلاثاء عززت التفاؤل بين المستثمرين العالميين، مما زاد من احتمالية قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة في ديسمبر. وهذا بدوره يجعل الاستثمار في الأسهم أكثر جاذبية مقارنة بالسندات ذات العائد المنخفض.
الأمل في حل الأزمة الأوكرانية
بالتوازي مع ذلك، ساهمت الآمال في التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا في تحسين ثقة المستثمرين. تصريحات الرئيس الأوكراني بإظهار استعداده للتقدم ضمن إطار عمل مدعوم من الولايات المتحدة لإنهاء الصراع، أدت إلى تخفيف حدة التوترات الجيوسياسية. هذا الأمر يقلل من المخاطر المرتبطة بالمنطقة، وهو ما يترجم إلى شهية أكبر للمخاطرة في الأسواق المالية.
أداء القطاعات المختلفة والشركات الفردية
على الرغم من الأخبار الإيجابية حول السلام، شهدت أسهم الدفاع مكاسب ملحوظة بارتفاع قدره 0.8%. هذا يشير إلى أن المستثمرين لا يزالون يتوقعون استمرار الحاجة إلى الإنفاق العسكري، حتى في ظل الجهود الدبلوماسية.
أما بالنسبة لأخبار الشركات، فقد ارتفعت أسهم شركة بومـا (Puma) الألمانية للملابس الرياضية بنسبة 1.9% بعد أن أعلنت شركة Urban Outfitters المنافسة في الولايات المتحدة عن مبيعات أفضل من المتوقع في الربع الثالث. يعكس هذا الأداء القوي لشركة Urban Outfitters إقبال المستهلكين على العلامات التجارية للملابس الرياضية، مما أثر إيجابًا على أسهم بومـا.
تقلبات أسعار الصرف العالمية
لم تقتصر التطورات على أسواق الأسهم، بل امتدت لتشمل أسواق العملات. شهد الين الياباني تعزيزًا ملحوظًا يوم الأربعاء مدفوعًا بتوقعات محتملة لرفع أسعار الفائدة من قبل بنك اليابان (BOJ) في أقرب وقت ممكن، ربما في ديسمبر.
قفز الدولار النيوزيلندي بعد أن أشار البنك المركزي في نيوزيلندا إلى أنه من المرجح أن يكون قد أنهى دورة خفض أسعار الفائدة. كما ارتفع الدولار الأسترالي بنسبة 0.57% إلى 0.6506 بعد أن أظهر تقرير التضخم لشهر أكتوبر ارتفاعًا غير متوقع، مما يقلل من احتمالية مزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأسترالي.
تحرك اليورو نحو 1.16، ووصل إلى 1.1590، بدعم جزئي من الإشارات الإيجابية المتعلقة بالتقدم نحو اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا.
بشكل عام، كان الدولار الأمريكي أضعف مقابل العملات الرئيسية الأخرى، حيث انخفض بنسبة 0.2% إلى 99.65. هذا الانخفاض في قوة الدولار يعكس التوجه العام نحو تقليل المخاطر وزيادة الإقبال على الأصول الأوروبية والعملات المرتبطة بها.
نظرة مستقبلية وتوقعات
يهدف إعلان ميزانية المملكة المتحدة التي طال انتظارها إلى توفير مزيد من الوضوح بشأن المسار الاقتصادي للبلاد. من المتوقع أن يعلن وزير المالية عن إجراءات تقشفية، بما في ذلك زيادات ضريبية كبيرة. ومع ذلك، قد يرى المستثمرون أن هذه الإجراءات ضرورية لتهدئة المخاوف بشأن الدين العام وتعزيز الاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل.
من المرجح أن تستمر أسواق الأسهم الأوروبية في التفاعل مع التطورات الاقتصادية والسياسية العالمية. بيانات التضخم القادمة وقرارات البنوك المركزية الرئيسية، بالإضافة إلى أي تطورات جديدة في الأزمة الأوكرانية، ستكون عوامل رئيسية تؤثر على معنويات المستثمرين وأداء السوق.
في الختام، شهدت أسواق الأسهم الأوروبية ارتفاعًا طفيفًا يوم الأربعاء مدفوعًا بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية والآمال في السلام الأوكراني. بينما يترقب المستثمرون إعلان الميزانية البريطانية، من المهم مراقبة التطورات العالمية واستعدادها لتقلبات السوق المحتملة. لمزيد من التحليلات، تابعوا آخر الأخبار من الأسواق المالية العالمية وقيّموا فرص الاستثمار بناءً على أهدافكم ومستوى المخاطرة المقبول لديكم.
