شهدت الأسواق الأوروبية هدوءًا نسبيًا يوم الخميس، مع انخفاض طفيف بشكل عام. كان السبب الرئيسي لهذا الانخفاض هو التوقعات المخيبة للآمال من شركة Oracle الأمريكية المتخصصة في الحوسبة السحابية، مما أدى إلى تراجع أسهم شركات التكنولوجيا. وقد طغت هذه الأخبار السلبية على الارتياح الذي شعر به المستثمرون بعد تصريحات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي التي كانت أقل تشددًا بشأن رفع أسعار الفائدة في المستقبل مما كان متوقعًا.
الأسواق الأوروبية تتأثر بتوقعات Oracle السلبية
انخفض المؤشر الأوروبي STOXX 600 العام، بالإضافة إلى الأسواق الرئيسية مثل لندن وفرنسا، بنسبة تتراوح بين 0.1% و 0.3%. وشهد قطاع التكنولوجيا على وجه الخصوص انخفاضًا بنسبة 0.9%، حيث انخفضت أسهم شركة SAP الألمانية للبرمجيات بنسبة 2.5% بسبب توقعات Oracle المخيبة للآمال للمبيعات والأرباح، بالإضافة إلى خطط زيادة الإنفاق. وقد أعادت هذه التطورات إلى الأذهان المخاوف بشأن التقييمات المرتفعة والعائد على الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي.
تأثير Oracle على قطاع التكنولوجيا
تعتبر Oracle من الشركات الرائدة في مجال الحوسبة السحابية، وبالتالي فإن توقعاتها السلبية لها تأثير كبير على ثقة المستثمرين في القطاع بأكمله. الخوف من تباطؤ النمو في هذا القطاع الحيوي دفع المستثمرين إلى بيع أسهمهم، مما أدى إلى الانخفاض الملحوظ الذي شهدناه يوم الخميس. هذا الانخفاض يذكرنا بأهمية تحليل أداء الأسهم بعناية قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.
تصريحات الفيدرالي الأمريكي لم تكن كافية لتعويض الخسائر
على الرغم من أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي أشار إلى أنه قد لا يضطر إلى خفض أسعار الفائدة على الفور حتى يستقر سوق العمل، وهو ما كان إشارة إيجابية للمستثمرين، إلا أن ذلك لم يكن كافيًا لتعويض انخفاض قطاع التكنولوجيا. يبدو أن المستثمرين ما زالوا حذرين بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي، ويراقبون عن كثب أي علامات على تباطؤ النمو. هذا الحذر انعكس على أسعار الصرف و أسواق المال بشكل عام.
أخبار الشركات الأخرى وتأثيرها على الأسواق
بالإضافة إلى تأثير Oracle، شهدت الأسواق بعض التطورات الأخرى. انخفضت أسهم Delivery Hero بنسبة 5% بعد تخفيض تقييمها من قبل Citigroup، بينما ارتفعت أسهم Drax في لندن بنسبة 2.2% بعد توقعها تحقيق أرباح سنوية أعلى من المتوقع. وكانت RS Group هي الأفضل أداءً في STOXX 600، حيث ارتفعت بنسبة 3% بعد ترقية من قبل المحللين. هذه التطورات تظهر أن الاستثمار في الأسهم يتطلب متابعة دقيقة لأخبار الشركات وتقارير المحللين.
تطورات أسعار الصرف وتأثيرها على الأسواق
تلقى الدولار الأمريكي بعض الدعم يوم الخميس بسبب تجنب المخاطر في الأسواق بشكل عام. ومع ذلك، لم يتمكن من استعادة كامل الأرض التي خسرها في اليوم السابق مقابل العملات الرئيسية الأخرى مثل اليورو والين والجنيه الإسترليني، ويرجع ذلك أساسًا إلى أن إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي لم يكن متشددًا كما كان يتوقعه بعض المستثمرين.
- ظل اليورو مستقرًا عند 1.1704 (أعلى مستوى له منذ شهرين) بعد مكاسب كبيرة يوم الأربعاء.
- واستقر الجنيه الإسترليني عند 1.13374 بعد ارتفاع مماثل.
- واستمر الدولار في الانخفاض مقابل الين الياباني، حيث انخفض بنسبة 0.14% إلى 155.8 ين.
- وصل الفرنك السويسري إلى أقوى مستوى له مقابل الدولار في ما يقرب من شهر، حيث بلغ 0.7992 للدولار.
- وتعرض الدولار الأسترالي لنفس اتجاه تجنب المخاطر، حيث انخفض بنسبة 0.5% إلى 0.6644.
تراجع شهية المخاطرة وتأثيرها على العملات الرقمية
تعكس هذه التطورات انخفاضًا عامًا في شهية المخاطرة في الأسواق. وانعكس ذلك أيضًا على العملات الرقمية، حيث انخفضت Bitcoin لفترة وجيزة إلى ما دون مستوى 90,000 دولار، وانخفضت Ether بأكثر من 4% إلى 3,200 دولار. هذا يؤكد أن العملات الرقمية لا تزال تعتبر أصولًا عالية المخاطر، وأنها تتأثر بشكل كبير بتقلبات الأسواق العالمية.
في الختام، شهدت الأسواق الأوروبية يومًا هادئًا نسبيًا، تأثرت بشكل كبير بتوقعات Oracle السلبية. على الرغم من أن تصريحات الفيدرالي الأمريكي كانت إيجابية إلى حد ما، إلا أنها لم تكن كافية لتعويض الخسائر في قطاع التكنولوجيا. من المهم للمستثمرين أن يراقبوا عن كثب تطورات الأسواق العالمية وأن يتخذوا قرارات استثمارية مستنيرة بناءً على تحليل دقيق للبيانات والأخبار. نوصي بمتابعة تحليل الأسواق المالية للحصول على رؤى أعمق حول هذه التطورات. هل لديك أي أسئلة حول هذه التطورات أو ترغب في معرفة المزيد عن الاستثمار في الأسهم؟
