تراجعت الأسهم الأوروبية يوم الاثنين، لتفقد مكاسبها بعد شهر نوفمبر القوي. تحول المستثمرون إلى الحذر، مما أدى إلى موجة من “نفور المخاطر” عبر الأسواق. يركز هذا المقال على الأسهم الأوروبية وأسباب هذا الانخفاض، بالإضافة إلى نظرة على أداء العملات الرقمية وسوق الصرف الأجنبي.

تراجع الأسهم الأوروبية: نهاية شهر نوفمبر القوي

شهدت الأسواق الأوروبية تراجعًا ملحوظًا يوم الاثنين، منهية بذلك سلسلة مكاسب حققتها خلال شهر نوفمبر. انخفض المؤشر الرئيسي الأوروبي، STOXX 600، بنسبة 0.4%. وشهدت الأسواق الوطنية الرئيسية في ألمانيا وفرنسا انخفاضات مماثلة بلغت 0.5%. بعد أداء قوي في نوفمبر، والذي خفف من المخاوف بشأن فقاعة محتملة في أسهم الذكاء الاصطناعي (AI)، يبحث المتداولون الآن عن أسباب جديدة للشراء.

التركيز على البيانات الاقتصادية ومبيعات الجمعة السوداء

سيكون التركيز الرئيسي هذا الأسبوع على التقارير الاقتصادية الجديدة والإشارات الأولية حول حجم الإنفاق خلال فترة عطلة الجمعة السوداء والاثنين السيبراني. تعتبر هذه البيانات حاسمة لتقييم قوة الإنفاق الاستهلاكي، وهو محرك رئيسي للنمو الاقتصادي. يتوقع المحللون أن تقدم هذه الأرقام نظرة ثاقبة حول صحة الاقتصاد الأوروبي في بداية الربع الأخير من العام.

القطاع الصناعي يقود الانخفاض

كان القطاع الصناعي هو السبب الرئيسي للانخفاض العام في السوق، حيث انخفض بنسبة 1.3%. يعزى هذا الانخفاض بشكل أساسي إلى شركتين رئيسيتين: إيرباص وشركات الدفاع.

إيرباص تواجه تحديات فنية

شهدت أسهم شركة إيرباص، صانعة الطائرات، انخفاضًا بنسبة 2.1% بعد اضطرارها إلى سحب 6000 طائرة وإصلاح البرامج بشكل عاجل، وهو ما يمثل أكثر من نصف أسطولها العالمي. هذا السحب يثير مخاوف بشأن تكاليف الإصلاح المحتملة وتأثيرها على أرباح الشركة المستقبلية.

تراجع أسهم شركات الدفاع

كما انخفضت أسهم شركات الدفاع الرئيسية، بما في ذلك Hensoldt و Rheinmetall و Leonardo، بأكثر من 3% لكل منها. لا يزال سبب هذا الانخفاض غير واضح تمامًا، لكنه قد يكون مرتبطًا بتغيرات في التوقعات بشأن الإنفاق الدفاعي أو مخاوف بشأن العقود المستقبلية. تعتبر أسهم شركات الدفاع من بين القطاعات التي شهدت نموًا قويًا في الأشهر الأخيرة، لكنها تواجه الآن بعض الضغوط.

أداء شركات أخرى

شهدت شركة Impax Asset Management، المدرجة في لندن، أيضًا انخفاضًا في أسهمها بنسبة 3.6% بعد الكشف عن نتائجها المالية السنوية. لم يتم الكشف عن تفاصيل محددة حول سبب هذا الانخفاض، لكنه قد يكون مرتبطًا بتوقعات أقل من المتوقع بشأن الأداء المستقبلي للشركة.

التطورات الجيوسياسية وتأثيرها على الأسواق

عقد مسؤولون من الولايات المتحدة وأوكرانيا محادثات مشجعة يوم الأحد حول صفقة سلام محتملة مع روسيا، على الرغم من أن المسؤولين الأمريكيين ظلوا حذرين متفائلين نظرًا للعقبات التي تعترض إنهاء الصراع الذي استمر لمدة ثلاث سنوات. يمكن أن تؤثر أي تطورات إيجابية في هذا الصدد بشكل كبير على سوق الأسهم، حيث أن الاستقرار الجيوسياسي يعتبر عاملاً رئيسيًا في ثقة المستثمرين.

سوق الصرف الأجنبي والعملات الرقمية

على صعيد سوق الصرف الأجنبي، ارتفع الين الياباني يوم الاثنين. يعزى ذلك إلى إشارة قوية من حاكم بنك اليابان، كازوو أوييدا، إلى أن البنك المركزي قد يفكر في رفع أسعار الفائدة في اجتماعه للسياسة في ديسمبر. تسبب هذا الاحتمال غير المتوقع في ارتفاع الين، مما أدى إلى انخفاض الدولار الأمريكي بنسبة 0.4% مقابل الين إلى 155.51 ين.

ضعف الدولار وصعود اليورو

واجه الدولار الأمريكي صعوبات بشكل عام بسبب تزايد الرهانات على أن البنك المركزي الأمريكي سيخفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا الشهر. ساعد هذا الوضع اليورو على الارتفاع إلى أعلى مستوى له في أسبوعين عند 1.16155 دولار. في المقابل، انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.2% إلى 1.3211 دولار، بعد أن حقق أفضل أداء أسبوعي له في أكثر من ثلاثة أشهر، عقب الإعلان عن الميزانية البريطانية الأخيرة.

انخفاض حاد في العملات الرقمية

شهدت العملات الرقمية انخفاضًا حادًا، حيث انخفضت قيمة البيتكوين بنسبة 5.7% إلى 85,949 دولارًا، وانخفضت قيمة الإيثريوم بنسبة 6.4% إلى 2,828.41 دولارًا. يعزى هذا الانخفاض إلى مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك نفور المخاطر العام في الأسواق وتصريحات حديثة من المسؤولين التنظيميين بشأن الرقابة على العملات الرقمية. تعتبر العملات الرقمية من بين الأصول الأكثر تقلبًا في الأسواق المالية، ويمكن أن تشهد تقلبات كبيرة في الأسعار في فترة زمنية قصيرة.

الخلاصة

شهدت الأسهم الأوروبية تراجعًا يوم الاثنين، مدفوعة بنفور المخاطر وتراجع القطاع الصناعي. من المهم مراقبة البيانات الاقتصادية القادمة ومبيعات الجمعة السوداء والاثنين السيبراني للحصول على مزيد من الأدلة حول صحة الاقتصاد الأوروبي. بالإضافة إلى ذلك، يجب على المستثمرين الانتباه إلى التطورات الجيوسياسية وأداء العملات الرقمية وسوق الصرف الأجنبي، حيث يمكن أن تؤثر هذه العوامل أيضًا على أداء الأسواق المالية. نوصي بمتابعة آخر الأخبار والتحليلات الاقتصادية لاتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة.

شاركها.