:

يتساءل العديد من المستثمرين في سوق العملات الرقمية عما إذا كان قد بدأ بالفعل **سوق هبوطي للبيتكوين**. قدم المحلل الصيني الشهير، لي وي، رؤى حديثة حول هذا الموضوع، مستندًا إلى تحليلات فنية واقتصادية عالمية. جاءت هذه التصريحات في ظل تقلبات ملحوظة تشهدها العملة الرقمية الرائدة خلال الأسابيع الأخيرة، مما زاد من قلق المتعاملين.

لي وي، وهو محلل مالي وخبير في أسواق رأس المال الآسيوية، قدم تحليله خلال ندوة افتراضية حول مستقبل العملات المشفرة، مُخاطبًا جمهورًا من المستثمرين والمحللين من مختلف أنحاء العالم. ركزت مناقشته على العوامل الاقتصادية العالمية وتأثيرها المحتمل على أداء البيتكوين ومستقبل العملات الرقمية بشكل عام.

تحليل لي وي: هل بدأت حقًا **سوق هبوطي للبيتكوين**؟

وفقًا لتحليل لي وي، فإن الأوضاع الاقتصادية العالمية الحالية تشير إلى زيادة احتمالية حدوث تصحيح كبير في أسعار البيتكوين. يرى أن ارتفاع معدلات الفائدة من قبل البنوك المركزية الرئيسية، مثل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، يقلل من جاذبية الأصول الخطرة مثل العملات المشفرة، ويدفع المستثمرين نحو أصول أكثر أمانًا. هذا التحول في السياسة النقدية يؤثر بشكل كبير على السيولة في الأسواق.

العوامل الاقتصادية العالمية المؤثرة

يرى لي وي أن عدة عوامل اقتصادية تساهم في الضغط على أسعار البيتكوين. من بين هذه العوامل التضخم المستمر في العديد من الدول، الذي يجبر البنوك المركزية على اتخاذ إجراءات صارمة للسيطرة عليه. كما أن المخاوف المتزايدة بشأن الركود الاقتصادي العالمي تزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق.

أشار لي وي أيضًا إلى أن قوة الدولار الأمريكي تلعب دورًا في هذا السياق. ارتفاع قيمة الدولار يجعل الاستثمار في الأصول المقومة بالبيتكوين أكثر تكلفة بالنسبة للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى، مما قد يؤدي إلى بيع وشراء أقل.

التحليل الفني للبيتكوين

بالإضافة إلى العوامل الاقتصادية، استند لي وي في تحليله إلى مؤشرات فنية. لاحظ أن البيتكوين قد كسر مستويات دعم رئيسية في الأسبوع الماضي، مما يشير إلى ضغط بيع قوي. كما أشار إلى أن مؤشر القوة النسبية (RSI) يشير إلى أن البيتكوين في منطقة ذروة الشراء، مما يزيد من احتمالية التصحيح.

ومع ذلك، أكد لي وي على أن هذه المؤشرات الفنية ليست دائمًا دقيقة، وأن السوق يمكن أن يتصرف بشكل غير متوقع. خاصةً مع تأثير البلوك تشين وتقنياتها المتطورة.

في المقابل، أشار بعض المحللين الآخرين إلى أن البيتكوين لا يزال يحتفظ بمستويات دعم قوية، وأن الانخفاض الأخير قد يكون مجرد تصحيح مؤقت. إلا أن لي وي يرى أن هذه المستويات قد لا تصمد أمام الضغوط الاقتصادية المتزايدة.

أشار لي وي إلى أهمية مراقبة مؤشرات التداول الرئيسية، مثل حجم التداول، ومستويات الدعم والمقاومة، وأنماط الشموع اليابانية. فهم هذه المؤشرات يمكن أن يساعد المستثمرين على اتخاذ قرارات مستنيرة.

يشير تقرير صادر عن شركة أبحاث صينية رائدة إلى أن تدفقات رؤوس الأموال الخارجة من السوق الصيني قد يكون لها تأثير سلبي على أسعار البيتكوين. تتعلق هذه التدفقات بالقيود المتزايدة على تداول العملات الرقمية في الصين.

وبالرغم من التحذيرات، يرى لي وي أن البيتكوين يظل أصلًا جذابًا على المدى الطويل، خاصةً في ظل تزايد الاهتمام به كمخزن للقيمة. لكنه يحذر من أن المستثمرين يجب أن يكونوا حذرين وأن يستعدوا لمزيد من التقلبات في الأسعار.

تتزايد المناقشات حول التنظيمات الجديدة للعملات الرقمية في مختلف البلدان. هذه التنظيمات يمكن أن تؤثر بشكل كبير على مستقبل البيتكوين والعملات المشفرة الأخرى.

هناك أيضًا عامل أساسي آخر يدور حول اعتماد المؤسسات الكبيرة للبيتكوين. بحسب ما ورد، فإن زيادة اعتماد البيتكوين من قبل الشركات والمؤسسات المالية يمكن أن تدعم سعره على المدى الطويل. التعليم الإقليمي حول تداول البيتكوين يكاد يكون معدومًا، مما يزيد من المخاطر.

بصفة عامة، يعتقد لي وي أن السيناريو الأكثر ترجيحًا هو أن تشهد أسعار البيتكوين مزيدًا من الانخفاض في الأشهر المقبلة. ومع ذلك، ينصح المستثمرين بعدم الذعر، وأن ينظروا إلى هذا الانخفاض كفرصة للشراء.

من المتوقع أن يقدم لي وي تحليلًا أكثر تفصيلاً لأسواق العملات المشفرة في مؤتمر صحفي الشهر المقبل. سيركز هذا التحليل على توقعات أسعار البيتكوين، بالإضافة إلى تقييم المخاطر والفرص الاستثمارية المتاحة. ومع ذلك، لا يزال أداء البيتكوين يعتمد بشكل كبير على التطورات الاقتصادية العالمية، والقرارات التي تتخذها البنوك المركزية، والتنظيمات الحكومية.

شاركها.