على الرغم من الانخفاض الحاد في سعر البيتكوين (BTC)، تشير بيانات السوق إلى تحول ملحوظ في نشاط عقود الخيارات. يراقب المستثمرون عن كثب هذه التطورات، خاصة مع تزايد الاهتمام بتقلبات البيتكوين واحتمالية حدوث تغيير في ديناميكيات السوق. هذا التحول يأتي في ظل تراجع السعر وتزايد المخاوف بشأن اتجاهه المستقبلي.

تزايد الاهتمام بعقود الخيارات على البيتكوين

أفاد جيف بارك، الرئيس التنفيذي للاستثمار في ProCap ومستشار Bitwise، بزيادة كبيرة في حجم الفائدة المفتوحة لعقود البيع (Put Options) على عقود البيتكوين الآجلة في نهاية شهر ديسمبر. كما عاد التقلب الضمني إلى مستويات مماثلة لتلك التي سبقت إدراج صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة (ETFs) للبيتكوين. يشير هذا إلى أن المستثمرين يتخذون مواقف دفاعية متزايدة.

وفقًا للبيانات التي شاركها بارك، فإن مركز البيع بسعر 85,000 دولار أمريكي يمتلك أكبر حجم فائدة مفتوحة بين خيارات البيتكوين التي تنتهي صلاحيتها في 26 ديسمبر، حيث بلغ حجمه ما يقرب من مليار دولار أمريكي. يتجاوز هذا الرقم 620 مليون دولار أمريكي لعقود الشراء (Call Options) بسعر 125,000 دولار أمريكي، و950 مليون دولار أمريكي لعقود الشراء بسعر 140,000 دولار أمريكي، و720 مليون دولار أمريكي لعقود الشراء بسعر 200,000 دولار أمريكي لنفس تاريخ الاستحقاق.

أسباب تراجع سعر البيتكوين

أشار بارك إلى أن البيتكوين انخفض بأكثر من 40,000 دولار أمريكي في الأسابيع الستة الماضية بسبب عدة عوامل، بما في ذلك تدفقات الأموال الخارجة من صناديق الاستثمار المتداولة، وخصم Coinbase، والبيع الهيكلي، وتصفية المراكز الشرائية. ومع ذلك، ظل التقلب الضمني منخفضًا نسبيًا منذ ذروة تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة في مارس 2024، لكنه بدأ يظهر اتجاهًا صعوديًا في آخر 60 يومًا.

يعتبر هذا الارتفاع في التقلب الضمني بالتزامن مع انخفاض سعر البيتكوين أمرًا بالغ الأهمية. وفقًا لبارك، يمثل هذا الارتباط، الذي نادرًا ما يحدث في حقبة ما بعد صناديق الاستثمار المتداولة، إشارة إلى أن السوق قد يعود إلى نظامه السابق من التقلبات العالية للبيتكوين. بالإضافة إلى ذلك، يشير انخفاض انحراف عقود البيع لمدة 30 يومًا إلى أدنى مستوى له هذا العام إلى زيادة الطلب على المراكز الدفاعية.

على الرغم من ذلك، لا تزال خيارات الشراء تهيمن على مراكز الخيارات في نهاية العام من حيث القيمة الاسمية الإجمالية، مما يشير إلى أن المستثمرين المؤسسيين الكبار لا يزالون مهتمين بخيارات الصعود. هذا يشير إلى أن هناك توقعات متفائلة لا تزال موجودة في السوق، على الرغم من المخاوف الحالية.

تأثير التقلبات على مستقبل البيتكوين

يؤكد بارك أنه من السابق لأوانه الجزم بحدوث تغيير دائم في النظام الحالي للسوق. ويضيف أن الاتجاه الهبوطي الذي يترافق مع ارتفاع مستمر في التقلبات يمكن أن يمهد الطريق لارتداد قوي في الأسعار. في المقابل، إذا تراجع التقلب، فقد يدخل السوق في اتجاه هبوطي أكثر وضوحًا. هذا يعني أن مسار التقلب سيكون له تأثير كبير على اتجاه سعر البيتكوين.

تعتبر مراقبة تدفقات الأموال إلى صناديق الاستثمار المتداولة أمرًا حيويًا أيضًا. فإذا تسارعت هذه التدفقات مرة أخرى، فقد يؤدي ذلك إلى دعم سعر البيتكوين. ومع ذلك، إذا استمرت التدفقات الخارجة، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من الضغط على السعر. بالإضافة إلى ذلك، يجب مراقبة كيفية تفاعل التقلب الضمني مع أي انخفاض إضافي في السعر.

تتأثر أسواق العملات الرقمية بشكل عام، بما في ذلك البيتكوين، بعوامل متعددة مثل التطورات التنظيمية، والأخبار الاقتصادية الكلية، والمعنويات العامة للمستثمرين. تعتبر هذه العوامل مهمة في تحديد اتجاه السوق على المدى القصير والطويل. كما أن التطورات في مجال تقنية البلوك تشين (Blockchain) يمكن أن تؤثر على قيمة البيتكوين.

في الختام، يظل مستقبل سعر البيتكوين غير مؤكدًا. سيكون من المهم مراقبة تطورات التقلب الضمني وتدفقات صناديق الاستثمار المتداولة عن كثب في الأسابيع القادمة. من المتوقع أن توفر البيانات الاقتصادية القادمة مزيدًا من الوضوح حول اتجاه السوق، ولكن يجب على المستثمرين أن يكونوا مستعدين لتقلبات كبيرة. سيحدد رد فعل السوق على هذه العوامل ما إذا كان البيتكوين سيتجه نحو التعافي أو سيستمر في مساره الهبوطي.

شاركها.