تتجه أنظار الأسواق المالية نحو بيتريش هاماك، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، مع تزايد تأثيرها المحتمل على سياسة أسعار الفائدة في الولايات المتحدة. هاماك، التي تولت منصبها في عام 2024 بعد مسيرة مهنية في جولدمان ساكس، تُعرف بموقفها المتشدد تجاه التضخم، ومن المتوقع أن تلعب دورًا أكثر بروزًا في تحديد مسار السياسة النقدية الأمريكية في عام 2026.
تأثير هاماك المتزايد على سياسة أسعار الفائدة
في عام 2026، ستنضم هاماك إلى اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC)، وهي الهيئة المسؤولة عن تحديد سياسة أسعار الفائدة في الولايات المتحدة. تتكون اللجنة من 12 عضوًا، بما في ذلك أربعة رؤساء لبنوك الاحتياطي الفيدرالي الإقليمية، يتغيرون سنويًا. هذا يعني أن هاماك ستحظى بحق التصويت في قرارات اللجنة، مما يزيد من تأثيرها على مستقبل أسعار الفائدة.
أكدت هاماك في تصريحات لصحيفة وول ستريت جورنال أنها ترى ضرورة الحفاظ على أسعار الفائدة الحالية لفترة من الوقت، حتى يتم الحصول على أدلة واضحة على انخفاض التضخم إلى المستوى المستهدف أو ضعف سوق العمل بشكل كبير. وتعرب هاماك عن تحفظها تجاه التقارير الأخيرة التي تشير إلى انخفاض التضخم، معتبرةً أنها قد تكون مشوهة بسبب عوامل خارجية مثل الإغلاق الحكومي السابق.
تباين في وجهات النظر مع مسؤولين آخرين في الفيدرالي
في المقابل، يرى كريستوفر والر، أحد المرشحين لمنصب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، أن مستوى أسعار الفائدة الحالي يتجاوز المستوى المحايد بمقدار 50 إلى 100 نقطة أساس. هذا يعني أن والر يعتقد أن السياسة النقدية الحالية لا تزال مقيدة إلى حد ما.
ومع ذلك، ترى هاماك أن نطاق أسعار الفائدة الحالي “أقل بقليل” من المستوى المحايد، مما يشير إلى أنها تعتقد أن السياسة النقدية الحالية محفزة إلى حد ما. هذا الاختلاف الكبير في وجهات النظر بين هاماك ور والر، وهما من بين الشخصيات الرئيسية التي ستشارك في تحديد السياسة النقدية في عام 2026، قد يؤدي إلى خلافات في وجهات النظر داخل اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة.
قد يواجه رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي القادم صعوبة في حشد سبعة أصوات ضرورية لتحديد السياسة النقدية في كل اجتماع، نظرًا للاختلافات المحتملة في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة. هذا الوضع قد يؤدي إلى حالة من عدم اليقين في الأسواق المالية.
تأثيرات محتملة على الأسواق المالية
عادةً ما يُنظر إلى السياسة النقدية الأكثر مرونة على أنها إيجابية بالنسبة للأصول ذات المخاطر مثل الأسهم والسلع والعملات المشفرة. وقد شهدت الأسهم والسلع مثل الذهب والفضة أداءً قويًا هذا العام، حيث وصلت إلى مستويات قياسية أو قريبة منها.
ومع ذلك، شهدت العملة المشفرة بيتكوين (BTC) صعوبات، حيث بدأت في الانخفاض بعد أول تخفيض لأسعار الفائدة من قبل الفيدرالي في سبتمبر. يشير هذا إلى أن السوق قد يكون قد توقع بالفعل تخفيضات في أسعار الفائدة، وأن أي تأخير أو عدم وجود تخفيضات قد يؤدي إلى ضغوط على أسعار بيتكوين. سعر البيتكوين حاليًا هو 87,909.30 دولار.
بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر وجهة نظر هاماك المتشددة على توقعات المستثمرين بشأن مسار التضخم وسوق العمل، مما قد يؤدي إلى تقلبات في الأسواق المالية. من المهم مراقبة تصريحات هاماك وتحركاتها المستقبلية عن كثب.
مراقبة التطورات الاقتصادية
من المتوقع أن يواصل الفيدرالي مراقبة البيانات الاقتصادية الواردة، بما في ذلك تقارير التضخم والتوظيف، لتحديد مسار السياسة النقدية المناسب. من المرجح أن يعتمد الفيدرالي على مجموعة متنوعة من المؤشرات الاقتصادية لاتخاذ قراراته، وليس فقط على تقرير واحد.
في الختام، من المرجح أن تلعب بيتريش هاماك دورًا حاسمًا في تحديد مستقبل السياسة النقدية الأمريكية في عام 2026. من المهم مراقبة تطورات الاقتصاد الأمريكي وتصريحات هاماك عن كثب لتقييم المخاطر والفرص المحتملة في الأسواق المالية. الخطوة التالية ستكون متابعة بيانات التضخم والتوظيف القادمة، والتي ستساعد الفيدرالي في اتخاذ قراراته المستقبلية.
