شهدت البيتكوين انخفاضًا بنسبة 20٪ خلال الأشهر الثلاثة الماضية، و10٪ على أساس سنوي. ومع انخفاض مؤشر القوة النسبية (RSI) إلى ما دون متوسطاته طويلة الأجل، تتزايد المخاوف من أن هذا التراجع قد يتطور إلى فترة هبوطية أطول. يراقب المحللون عن كثب هذه التطورات لتقييم المخاطر المحتملة في سوق العملات الرقمية.

تحليل مؤشر القوة النسبية للبيتكوين: هل نشهد تحولاً هبوطياً؟

وفقًا للمحلل في CryptoQuant، أكسل أدلر جونيور، فقد وصل مؤشر القوة النسبية للبيتكوين، الذي يقيس قوة تحركات الأسعار الأخيرة لتقييم ما إذا كانت الأصول في حالة شراء مفرط أو بيع مفرط، حاليًا إلى 56.5. وهذا أقل من المتوسط ​​خلال 12 شهرًا البالغ 67.3، وقريب من مستوى 4 سنوات البالغ 58.7. يعتبر هذا الانخفاض إشارة مهمة للمتداولين والمستثمرين.

يشير المحلل إلى أنه عندما ينخفض مؤشر القوة النسبية الشهري إلى ما دون المتوسط ​​خلال 4 سنوات، فإنه غالبًا ما يشير إلى أن التصحيح الروتيني قد يتحول إلى اتجاه هبوطي أعمق. هذا التحليل يعتمد على دراسة الأنماط التاريخية لسلوك البيتكوين.

الأنماط التاريخية وتأثيرها على السوق

يذكر المحلل أن “في دورات 2018 و 2022، غالبًا ما تزامن كسر مؤشر القوة النسبية لهذا المستوى مع التحولات إلى مراحل هبوطية أعمق”. هذا يشير إلى أن الانخفاض الحالي قد يكون أكثر من مجرد تصحيح مؤقت. فهم هذه الأنماط التاريخية أمر بالغ الأهمية لاتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة.

في بداية العام، شهدت البيتكوين قوة دافعة، ولكن هذا الزخم تضاءل مع تحول المستثمرين نحو التحوطات في الأصول الصلبة. شهد الذهب والفضة ارتفاعات كبيرة خلال عام 2025، مما جعل البيتكوين متخلفًا عن الركب بحلول نهاية العام. هذا التحول في تفضيلات المستثمرين يعكس تغيرًا في المخاطر.

ارتفع سعر الفضة إلى حوالي 72 دولارًا للأونصة، وهو ما يمثل مكسبًا بنسبة 148٪ دفع القيمة السوقية للفضة إلى أكثر من 4 تريليون دولار. كما ارتفع الذهب بنحو 70٪ ويتجه نحو تسجيل أحد أفضل أعوام له على الإطلاق. هذا الأداء القوي للأصول التقليدية يضع ضغوطًا إضافية على البيتكوين.

تأثير العوامل الاقتصادية على سوق العملات الرقمية

بالإضافة إلى تحليل مؤشر القوة النسبية، هناك عوامل اقتصادية أخرى تؤثر على سوق البيتكوين. تشمل هذه العوامل أسعار الفائدة، والتضخم، والظروف الاقتصادية العالمية. تؤثر هذه العوامل على شهية المستثمرين للمخاطرة وتدفقات رأس المال إلى سوق العملات الرقمية. التحليل الشامل لهذه العوامل ضروري لتقييم المخاطر والفرص.

يعتبر التضخم أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على سوق العملات المشفرة. في أوقات التضخم المرتفع، يبحث المستثمرون عن أصول يمكن أن تحافظ على قيمتها. الذهب، على سبيل المثال، يعتبر تقليديًا ملاذًا آمنًا في أوقات التضخم. ومع ذلك، فإن البيتكوين قد اكتسب أيضًا شعبية كأصل تحوط ضد التضخم، على الرغم من أن هذا الأمر لا يزال محل نقاش.

تعتبر أسعار الفائدة أيضًا عاملاً مهمًا. عندما ترتفع أسعار الفائدة، يصبح الاقتراض أكثر تكلفة، مما قد يقلل من الإنفاق الاستهلاكي والاستثمار. يمكن أن يؤدي ذلك إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة المخاطر في الأسواق المالية. في هذه الظروف، قد يميل المستثمرون إلى الابتعاد عن الأصول الأكثر خطورة، مثل العملات الرقمية، والتحول نحو الأصول الأكثر أمانًا.

في المقابل، يمكن أن يؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى تحفيز النمو الاقتصادي وزيادة شهية المستثمرين للمخاطرة. يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة الطلب على الأصول الأكثر خطورة، مثل البيتكوين. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن العلاقة بين أسعار الفائدة وسوق العملات الرقمية معقدة ويمكن أن تتأثر بعوامل أخرى.

من المهم أيضًا مراقبة الظروف الاقتصادية العالمية. يمكن أن تؤثر الأحداث الجيوسياسية، مثل الحروب والصراعات التجارية، على الأسواق المالية العالمية، بما في ذلك سوق العملات الرقمية. يمكن أن تؤدي هذه الأحداث إلى زيادة عدم اليقين وتقلبات الأسعار.

في الختام، يتطلب تقييم مستقبل البيتكوين تحليلًا دقيقًا لمؤشر القوة النسبية، والعوامل الاقتصادية، والظروف العالمية. من المتوقع أن يستمر المحللون في مراقبة هذه العوامل عن كثب في الأشهر المقبلة لتقييم المخاطر والفرص المحتملة. سيتم التركيز بشكل خاص على تطورات مؤشر القوة النسبية وما إذا كان سيستمر في الانخفاض إلى ما دون مستوى 58.7، وهو ما قد يشير إلى فترة هبوطية أطول.

شاركها.