حافظت شركة “إستراتيجي” (Strategy)، المعروفة باستراتيجيتها المتمثلة في الاحتفاظ بأصول من عملة البيتكوين (BTC) في ميزانيتها العمومية، على مكانتها في مؤشر ناسداك 100 على الرغم من الجدل المتزايد حول نموذج أعمالها. يأتي هذا في وقت يشهد فيه سوق العملات الرقمية تقلبات كبيرة، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الشركات التي تعتمد بشكل كبير على هذه الأصول.

مستقبل “إستراتيجي” في مؤشر ناسداك 100: نظرة على استراتيجية البيتكوين

أعلنت ناسداك، في تحديثها الأخير للمؤشر، عن بقاء الشركة ضمن قائمة أكبر 100 شركة غير مالية مدرجة في البورصة. يأتي هذا القرار بعد ما يقرب من عام كامل من انضمام “إستراتيجي” إلى المؤشر، مما يعكس ثقة ناسداك الحالية في الشركة على الرغم من المخاوف.

يرى بعض المحللين الماليين أن نموذج “الشراء والاحتفاظ بالبيتكوين” الذي تتبعه “إستراتيجي” أقرب إلى صناديق الاستثمار منه إلى الشركات التشغيلية التقليدية. وقد أدى هذا النهج إلى ظهور عدد من الشركات المماثلة في السنوات الأخيرة، مما أثار مخاوف بشأن استدامة الشركات التي تعتمد على الاحتفاظ بالعملات الرقمية كجزء أساسي من استراتيجيتها المالية.

تعتبر حساسية أسهم هذه الشركات الشديدة لتقلبات أسعار البيتكوين عاملاً رئيسياً في استمرار النقاش حول المخاطر المرتبطة بهذا النموذج. فأي انخفاض كبير في سعر البيتكوين يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على القيمة السوقية لهذه الشركات.

أعلنت ناسداك أيضًا عن إزالة شركات مثل بيوجين (Biogen)، و CDW Corporation، و GlobalFoundries، و Lululemon Athletica، و On Semiconductor، و Trade Desk من المؤشر. في المقابل، تمت إضافة شركات Alnylam Pharmaceuticals، و Ferrovial، و Insmed، و Monolithic Power Systems، و Seagate Technology، و Western Digital.

تحول “إستراتيجي” من شركة برمجيات إلى مستثمر في البيتكوين

بدأت “إستراتيجي” مسيرتها كشركة برمجيات تحت اسم MicroStrategy، ثم قامت بتحويل تركيزها إلى الاستثمار في البيتكوين في عام 2020. وقد اتخذت الشركة هذا القرار بناءً على رؤيتها للبيتكوين كأصل استراتيجي يمكن أن يحقق عوائد مجدية على المدى الطويل.

تم إدراج الشركة في مؤشر ناسداك 100 ضمن الفئة الفرعية للتكنولوجيا في ديسمبر الماضي. ويعكس هذا الإدراج اعترافًا بأهمية الشركة في قطاع التكنولوجيا، على الرغم من تركيزها المتزايد على البيتكوين.

بالإضافة إلى ذلك، تعبر شركة MSCI، وهي مزود عالمي للمؤشرات، عن قلقها بشأن وضع الشركات التي تحتفظ بمحافظ من الأصول الرقمية في مؤشراتها. وتدرس MSCI إمكانية إزالة شركات مثل “إستراتيجي” من مؤشراتها في قرار متوقع في شهر يناير القادم.

تأتي هذه التغييرات في مؤشر ناسداك 100 في ظل حالة من عدم اليقين في أسواق المال العالمية، حيث تتأثر الأسهم بتقلبات أسعار الفائدة والتضخم والتوترات الجيوسياسية. كما أن مستقبل العملات الرقمية لا يزال غير واضح، مما يزيد من المخاطر المرتبطة بالاستثمار في هذا القطاع.

من الجدير بالذكر أن استراتيجية “إستراتيجي” أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط المالية، حيث يرى البعض أنها استراتيجية جريئة ومبتكرة، بينما يرى البعض الآخر أنها استراتيجية محفوفة بالمخاطر. ويعتمد نجاح هذه الاستراتيجية على استمرار ارتفاع أسعار البيتكوين، وهو أمر لا يمكن ضمانه.

تُظهر هذه التطورات مدى تعقيد تقييم الشركات التي تتبنى استراتيجيات استثمارية غير تقليدية، مثل الاحتفاظ بأصول رقمية كبيرة. ويجب على المستثمرين أن يكونوا على دراية بالمخاطر المرتبطة بهذه الشركات قبل اتخاذ أي قرار استثماري.

من المتوقع أن يتم تطبيق هذه التغييرات على مؤشر ناسداك 100 في 22 ديسمبر. وينبغي مراقبة قرار MSCI بشأن إمكانية إزالة الشركات التي تحتفظ بأصول رقمية من مؤشراتها، بالإضافة إلى التطورات في سوق البيتكوين وتقلبات الأسعار. ستكون هذه العوامل حاسمة في تحديد مستقبل “إستراتيجي” والشركات المماثلة في الأسواق المالية.

*هذا ليس نصيحة استثمارية.

شاركها.