على الرغم من بعض الإشارات المقلقة التي تشير إلى أننا في المراحل المتأخرة من الدورة الاقتصادية، إلا أن مورغان ستانلي يعتقد أن المستثمرين يجب أن يتجاهلوا الضوضاء وأن يستعدوا لمزيد من النمو في المستقبل. تشير البيانات الأخيرة إلى تباطؤ في سوق العمل وارتفاع في معدلات البطالة، ولكن البنك يرى أن الأسوأ قد ولى بالفعل. يركز تحليل مورغان ستانلي على عدة عوامل تدعم توقعاتهم بنمو اقتصادي مستمر، مما يؤثر بشكل إيجابي على أرباح الشركات وأسواق الأسهم، ويوصي بالاستعداد لـ دورة اقتصادية صاعدة.
أظهرت بيانات الرواتب الخاصة لشركة ADP انخفاضًا في نوفمبر، بينما تشير بيانات Challenger إلى أعلى مستويات تسريح العمال منذ عقدين. وارتفع معدل البطالة بشكل ملحوظ في العديد من الدول. ومع ذلك، يرى محللو مورغان ستانلي أن هذه المؤشرات لا تعكس الصورة الكاملة وأن هناك عوامل أخرى تشير إلى أن الاقتصاد لا يزال في مرحلة التعافي.
تحليل مورغان ستانلي: لماذا نتوقع استمرار النمو في الدورة الاقتصادية
أوضح أندرو باوكر، استراتيجي الأسهم لدى البنك، أربعة أسباب رئيسية تدعم رؤيتهم بأن الاقتصاد – وبالتالي أرباح الشركات وأسواق الأسهم – في “مرحلة مبكرة” من الدورة. هذه الأسباب تشير إلى تحسن في الظروف الاقتصادية وقدرة الشركات على النمو.
ارتفاع مراجعات الأرباح
أشار باوكر إلى أن هناك انتعاشًا ملحوظًا في مراجعات الأرباح للشركات المدرجة في مؤشر S&P 500. فقد انخفضت هذه المراجعات إلى -25% في أبريل، ولكنها ارتفعت الآن إلى حوالي +15%. هذا النوع من الارتفاع لا يحدث عادة إلا في المراحل الأولى من الدورات الاقتصادية، مما يشير إلى تحسن ثقة الشركات.
تباطؤ نمو الأجور
بالإضافة إلى ذلك، لوحظ تباطؤ في نمو الأجور، مما يمنح الشركات مجالاً لتوسيع هوامش أرباحها. أظهرت بيانات تتبع نمو الأجور الصادرة عن بنك أتلانتا أن متوسط نمو الأجور على مدى ثلاثة أشهر بلغ 4.1% على أساس سنوي، وهو أقل من 6.7% في يوليو 2022. عادة ما يحدث هذا التباطؤ خلال فترات الركود الاقتصادي، ولكن باوكر يرى أنه في هذه الحالة يشير إلى تحسن في كفاءة سوق العمل.
تسارع الطلب الاستهلاكي
وأشار باوكر أيضًا إلى أن الطلب الاستهلاكي يبدو مستعدًا للتسارع. أحد المؤشرات على ذلك هو أن الشركات بدأت تظهر قدرة أكبر على تحديد الأسعار، مما يعني أنها تستطيع رفع الأسعار دون التأثير بشكل كبير على الطلب. هذا يشير إلى أن المستهلكين لا يزالون على استعداد للإنفاق، مما يدعم النمو الاقتصادي.
تخفيضات أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي
أخيرًا، ذكر باوكر أن الاحتياطي الفيدرالي يقوم بتخفيض أسعار الفائدة، وهي خطوة تهدف إلى تحفيز النشاط الاقتصادي. بعد تخفيض سعر الفائدة في ديسمبر، يتوقع هو وفريقه تخفيضين آخرين في عام 2026. ويعتقدون أن سوق العمل سيستمر في إظهار بعض الضعف المعتدل الذي سيشجع على هذه التخفيضات، ولكن ليس بالقدر الذي يدفع الاقتصاد إلى الركود.
استثمارات واعدة في بيئة الدورة الاقتصادية المبكرة
يتوقع بنك مورغان ستانلي أن يرتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 14% في عام 2026، ليصل إلى 7,800 نقطة. كما حدد باوكر بعض المجالات المحددة في السوق التي يتوقع أن تتفوق على غيرها من حيث الأداء. تشمل هذه المجالات قطاع السلع الاستهلاكية الاختيارية، والأسهم الصغيرة، والقطاع المالي.
أحد أهم توصيات باوكر، والتي تختلف عن الإجماع العام، هو زيادة الاستثمار في أسهم السلع الاستهلاكية الاختيارية بعد أن قام بتصنيفها على أنها “أقل من الوزن” على مدار السنوات الأربع الماضية. يعتبر هذا القطاع تاريخيًا دوريًا، حيث يؤدي أداءً جيدًا خلال فترات التعافي الاقتصادي. يشمل هذا القطاع الشركات التي تستفيد من إنفاق المستهلكين على السلع غير الضرورية، مثل شركات الملابس الرياضية مثل Nike وشركات الفنادق مثل Marriott. الاستثمار في الأسهم يعتبر خيارًا جيدًا في هذه المرحلة.
بالتوازي مع ذلك، يتوقع باوكر أداءً جيدًا للأسهم الصغيرة. تميل الأسهم الصغيرة إلى أن تكون دورية وتستفيد من انخفاض أسعار الفائدة، والتي تكون أكثر حساسية لها من الشركات الكبيرة. كما أن هوامش أرباحها يجب أن تحصل على دفعة من انخفاض نمو الأجور. أشار إلى ارتفاع نمو الأرباح للأسهم المتوسطة في مؤشر Russell 2000، الذي يتتبع الأسهم الصغيرة.
وأخيرًا، يبدي باوكر تفاؤلاً بشأن القطاع المالي. تشير بيانات استطلاعات قروض كبار المسؤولين إلى أن نمو القروض التجارية والصناعية من المرجح أن يتحسن العام المقبل، مما سيفيد البنوك. بالإضافة إلى ذلك، فإن مراجعات الأرباح والتقييمات والمواقف تعتبر جذابة للقطاع المالي. القطاع المالي يشهد تحسنًا ملحوظًا.
ينضم مورغان ستانلي إلى بنوك أخرى مثل HSBC و Bank of America و JPMorgan في التوصية بتفوق الأسهم الدورية. يمكن للمستثمرين الحصول على تعرض لهذه المجالات الثلاثة في السوق من خلال صناديق مثل Vanguard Consumer Discretionary ETF (VCR) و iShares Russell 2000 ETF (IWM) و iShares U.S. Financials ETF (IYF).
من المتوقع أن يواصل بنك مورغان ستانلي مراقبة المؤشرات الاقتصادية عن كثب لتقييم مسار الاستثمار. سيتم تحديث التوقعات بناءً على البيانات الجديدة والتطورات في السوق. يجب على المستثمرين متابعة هذه التطورات وتقييم المخاطر المحتملة قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية. الوضع الاقتصادي لا يزال يتطلب الحذر والمتابعة المستمرة.
