تواجه شركة نفيديا (Nvidia) ضغوطًا في الأسابيع الأخيرة مع إعادة تقييم التجارة في مجال الذكاء الاصطناعي، إلا أن أحد البنوك الرائدة يرى أن المستثمرين ليس لديهم ما يدعو للقلق بشأن هذه الشركة العملاقة في صناعة الرقائق. وذلك على الرغم من تراجع سهم نفيديا بنسبة 9٪ خلال الشهر الماضي.
حتى أرباح الربع الثالث القياسية للشركة لم تثير حماسًا جديدًا في السوق، سواء بالنسبة للشركة نفسها أو لقطاع الذكاء الاصطناعي الأوسع. وقد قام مستثمرون بارزون مثل بيتر ثيل وسوفت بانك ببيع أسهمهم، مما زاد من الضغوط على سعر السهم.
نظرة متفائلة لسهم نفيديا في ظل منافسة الذكاء الاصطناعي
إلا أن جوزيف مور من مورجان ستانلي (Morgan Stanley) قدم هذا الأسبوع وجهة نظر مضادة للتقييمات السلبية، حيث رفع البنك هدفه للسعر إلى 250 دولارًا من 235 دولارًا في يوم الاثنين. يعتبر هذا الهدف من بين الأعلى في وول ستريت، ويشير إلى ارتفاع محتمل بنسبة تصل إلى 40٪ عن المستويات الحالية.
يرى مور أن التهديدات التي تواجه حصة الشركة في السوق، وخاصة تلك القادمة من الأسواق الآسيوية، مبالغ فيها. وقد أثارت تقارير حديثة مخاوف بشأن قدرة منافسين صينيين على تحدي هيمنة نفيديا في مجال معالجات الذكاء الاصطناعي.
لم يظهر أي من صانعي الرقائق الآخرين تهديدًا كبيرًا لشركة نفيديا، على الرغم من أن الصين تعطي الأولوية لبناء سلسلة توريد أشباه موصلات محلية خاصة بها. وقد زار محللو مورجان ستانلي آسيا مؤخرًا وشاركوا رؤيتهم حول سبب عدم قلق نفيديا بشأن المنافسة من الشرق.
تقييم القدرات الصينية
وذكر المحللون في مذكرة صدرت يوم الاثنين: “بينما يتركز الكثير من الاهتمام على حلول الذكاء الاصطناعي الصينية، نعتقد أنها محدودة للغاية على مستويات متعددة، بما في ذلك حجم الكتلة وتقنيات التوسع، ولا تزال برامج الصين ترغب في الوصول إلى الحلول الغربية”. تشير هذه النقطة إلى أن الاعتماد على التكنولوجيا الغربية في مجال الذكاء الاصطناعي سيظل قائمًا على المدى القصير والمتوسط.
بالإضافة إلى ذلك، قام مور بتسوية التقدير الطموح البالغ 500 مليار دولار لإيرادات الرقائق الذي ذكره الرئيس التنفيذي لشركة نفيديا، جينسن هوانغ، في مؤتمر GTC في أكتوبر. وذكر أنه بعد اجتماعات مع عدد من جهات الاتصال في كل من آسيا والولايات المتحدة، يشعر فريقه بالراحة في زيادة التقديرات لتحقيق هذا المستوى من الإيرادات.
أبدى المحللون ثقتهم في أن نفيديا ستحافظ على أفضل نسبة أداء للتكلفة وستتمكن من الوصول إلى نطاق أوسع من تطبيقات وأعباء عمل الذكاء الاصطناعي مقارنة بمنافسيها، حتى مع اشتداد المنافسة في سوق رقائق الذكاء الاصطناعي.
وقد رفع المحللون أهداف أسعارهم لكل من نفيديا وشركة برودكوم (Broadcom) المنافسة، لكنهم أكدوا أن نفيديا لا تزال الفائز الواضح في هذا القطاع. وذكروا أن النمو في إيرادات معالجات الذكاء الاصطناعي لـ AMD و AVGO قد يكون أسرع قليلاً من نفيديا في عام 2026، لكن هذا يعكس بشكل أساسي قيود سلسلة التوريد – حيث أن جميع المنتجات الرئيسية محدودة في العرض حتى عام 2026.
تعتبر شركة نفيديا حاليًا الرائدة في مجال تصنيع وحدات معالجة الرسومات (GPUs) المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ولكن الشركات الأخرى، بما في ذلك AMD و Intel، تستثمر بشكل كبير لتطوير تقنياتها الخاصة. ويشمل التنافس أيضًا الشركات الناشئة التي تركز على تصميم رقائق مخصصة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي المتخصصة.
يُذكر أن منافسة في مجال أشباه الموصلات (Semiconductors) آخذة في التزايد، لكن تقرير مورجان ستانلي يوضح أن نفيديا تتمتع بميزة تنافسية واضحة، مما يجعلها اختيارًا استثماريًا جذابًا على الرغم من التقلبات الأخيرة في السوق. تشمل العوامل الأخرى التي تدعم هذه النظرة، القيادة التكنولوجية للشركة، وشراكاتها القوية مع الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وطلب السوق المتزايد على حلول الذكاء الاصطناعي.
في الختام، يتوقع المحللون استمرار نمو شركة نفيديا في قطاع الذكاء الاصطناعي، مع بقاء سهم نفيديا واعدًا. ومع ذلك، من المهم مراقبة التطورات في المنافسة، وتقييم أداء الشركة على أساس مستمر، وتتبع أي تغييرات في الظروف الاقتصادية أو التنظيمية التي قد تؤثر على آفاقها المستقبلية. سيكون التقرير التالي للشركة، والمقرر في نهاية الربع الأول من العام المقبل، مؤشرًا رئيسيًا على قدرتها على الحفاظ على ريادتها في السوق.
