تشهد الأسواق المالية ترقبًا شديدًا هذا الأسبوع، مع توقع صدور بيانات اقتصادية رئيسية قد تحدد مسار الأسهم حتى نهاية العام وخلال عام 2026. وتتركز الأنظار بشكل خاص على تقرير الوظائف و بيانات التضخم في الولايات المتحدة، وهما من أهم المؤشرات التي يراقبها المستثمرون حاليًا في ظل محاولاتهم لتقييم التوقعات الخاصة بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
شهدت الأسهم الأمريكية مكاسب في بداية الأسبوع، حيث نظر المستثمرون إلى الأمام في انتظار حزمة من البيانات الاقتصادية و تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي. وقد شهدت المؤشرات الرئيسية تقلبات ملحوظة خلال تعاملات يوم الاثنين، حيث ارتفعت في البداية قبل أن تتخلى عن بعض مكاسبها.
توقعات الأسواق و تأثير بيانات التضخم
تعتبر قوة سوق العمل من أهم العوامل التي يراقبها الاحتياطي الفيدرالي. وقد خفض البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع الماضي، وأشار إلى أنه سيركز جهوده على دعم سوق العمل بدلاً من كبح التضخم.
من المتوقع أن يحظى تقرير الوظائف باهتمام خاص، نظرًا لتأخر صدوره لشهر نوفمبر بسبب الإغلاق الحكومي. ويرى المحللون أن الأسواق قد تكون في وضع “النتائج السلبية جيدة”، بمعنى أن البيانات الضعيفة لسوق العمل قد تكون إيجابية للأسهم، حيث تزيد من التوقعات بتبني سياسات نقدية أكثر تخفيفًا.
ووفقًا لتقديرات Morgan Stanley، فإن بيانات الوظائف لهذا الأسبوع قد تكون أكثر أهمية من اجتماع لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة (FOMC) الأسبوع الماضي، من حيث تأثيرها على تصورات المستثمرين لسياسة أسعار الفائدة. ويشير البنك إلى أن أي ضعف معتدل في سوق العمل من المرجح أن يُنظر إليه على أنه إيجابي بالنسبة للأسهم.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تؤثر بيانات التضخم الصادرة يوم الخميس أيضًا على التوقعات الخاصة بخفض أسعار الفائدة. يقول ريك جاردنر، الرئيس التنفيذي للاستثمار في RGA Investments، إن تقرير مؤشر أسعار المستهلك (CPI) المتأخر يوفر تحديثًا مهمًا حول أداء التضخم في الأشهر الأخيرة. ويضيف أن الأسواق لا تزال متعطشة لبيانات التضخم، على الرغم من أن الاحتياطي الفيدرالي يبدو حاليًا أكثر تركيزًا على سوق العمل.
البيانات الاقتصادية المتوقعة هذا الأسبوع:
- تقرير الوظائف لشهر نوفمبر (الثلاثاء): من المتوقع إضافة 50 ألف وظيفة.
- مطالبات البطالة الأولية (الخميس): من المتوقع تسجيل 223 ألف مطالبة أولية.
- تقرير التضخم لشهر نوفمبر (الخميس): من المتوقع نمو التضخم الرئيسي بنسبة 3.1٪ على أساس سنوي، ونمو التضخم الأساسي بنسبة 3.0٪.
- مؤشر ثقة المستهلك (الجمعة): من المتوقع تسجيل قراءة عند 53.8.
تتزامن هذه البيانات الاقتصادية مع سلسلة من التصريحات التي سيصدرها مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع، والتي من المتوقع أن تلقي الضوء على مسار السياسة النقدية في العام المقبل.
يرى المستثمرون أن خفضًا في أسعار الفائدة أمر مؤكد في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في يناير، ويقدرون احتمالية إصدار البنك المركزي تخفيضًا كبيرًا في أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في ذلك الشهر بنسبة 26٪، وفقًا لأداة CME FedWatch.
ومع ذلك، لا تزال الأسهم تكافح لتحقيق مكاسب كبيرة بعد أداء ضعيف في شهر نوفمبر. ويواجه قطاع التكنولوجيا ضغوطًا مع تقييم المستثمرين للقيم المرتفعة وتخوفهم من فقاعة الذكاء الاصطناعي (التحليل الفني).
أضاف جاردنر من RGA Investments أن عمليات البيع التي شهدتها الأسواق يوم الجمعة تشير إلى أن المستثمرين يقومون بتحقيق بعض الأرباح في أسهم التكنولوجيا وإعادة تخصيص الأموال إلى الأسهم ذات القيمة. ويوضح أن هذا التحول ليس مفاجئًا، خاصة مع اقتراب نهاية العام.
تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع:
- الاثنين
- ستيفن ميران، محافظ الاحتياطي الفيدرالي
- جون ويليامز، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك
- الأربعاء
- كريس والر، محافظ الاحتياطي الفيدرالي
- جون ويليامز، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك
- رافائيل بوستيك، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا
في الختام، من المتوقع أن تكون البيانات الاقتصادية و تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع حاسمة في تحديد مسار الأسهم. سيراقب المستثمرون عن كثب هذه التطورات لتقييم التوقعات الخاصة بأسعار الفائدة و اتجاهات السوق. يبقى الترقب قائمًا لمعرفة ما إذا كانت البيانات ستؤكد التوقعات الحالية أو ستشير إلى تغييرات غير متوقعة في السياسة النقدية.
