شهد سوق العملات المشفرة انخفاضًا حادًا في القيمة، حيث فقد أكثر من تريليون دولار من قيمته السوقية. وقد أثر هذا الانهيار بشكل كبير على ثروة الرئيس السابق دونالد ترامب وعائلته، الذين استثمروا في هذا المجال، خاصةً بعدما كان من المتوقع أن تشهد العملات المشفرة نموًا مدفوعًا بدعم إيجابي من البيت الأبيض.
فقدت ثروة عائلة ترامب حوالي مليار دولار منذ سبتمبر الماضي، لتنخفض من 7.7 مليار دولار إلى 6.7 مليار دولار، وفقًا لمؤشر بلومبرج للمليارديرات. ويعزى هذا الانخفاض بشكل أساسي إلى تراجع أسعار العملات المشفرة، وخاصةً البيتكوين التي سجلت أعلى مستويات لها في 6 أكتوبر.
تأثير انهيار سوق العملات المشفرة على ثروة ترامب
لم يكن المستثمرون في عملة “ترامب كوين” (Trump Coin) بمنأى عن هذا الانهيار. فقدت هذه العملة الرقمية، التي أُطلقت قبل فترة وجيزة من تنصيب الرئيس السابق، أكثر من 90٪ من قيمتها منذ ذروتها في 19 يناير، حيث تراجعت من 75.35 دولارًا إلى 6.25 دولارًا في وقت كتابة هذا المقال.
بالإضافة إلى ذلك، تواجه شركة “أمريكان بيتكوين” (American Bitcoin)، وهي شركة تعدين عملات مشفرة يدعمها أبناء ترامب، صعوبات كبيرة بعد إدراجها في بورصة ناسداك في 3 سبتمبر. فقد انخفضت أسهم الشركة بنسبة 30٪ منذ ذلك الحين.
كما أن “مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا” (Trump Media & Technology Group)، وهي الشركة الإعلامية التي أسسها الرئيس السابق، تتأثر بدورها بالوضع العام لسوق العملات المشفرة. فقد انخفضت أسهم الشركة بنسبة 30٪ خلال الشهر الماضي، وهي حاليًا قريبة من أدنى مستوى لها على الإطلاق، حيث تراجعت بنسبة 70٪ في عام 2025.
أسباب تراجع أسعار العملات المشفرة
شهد سوق العملات المشفرة ستة أسابيع صعبة، حيث انخفضت أسعار البيتكوين بشكل ملحوظ. ويعزى هذا الانخفاض إلى عدة عوامل، بما في ذلك موجة تصفية المراكز المفتوحة برافعة مالية، وزيادة حالة عدم اليقين بشأن مستقبل أسعار الفائدة.
ويرى خبراء السوق أن التقلبات الشديدة في أسعار العملات المشفرة قد أثرت سلبًا على ملفات المخاطر الاستثمارية بشكل عام. وتشير التقديرات إلى أن تراجع أسعار البيتكوين قد يكون امتد ليشمل أسهم الشركات الأخرى، مما أدى إلى حالة من البيع المكثف في الأسواق.
البيتكوين لم يكن وحده المتضرر, إذ أن التوقعات حول الاستثمار في العملات الرقمية أصبحت أكثر حذرًا. وكانت هناك مخاوف بشأن تعدين البيتكوين وتأثيره على البيئة. ويعتبر هذا التراجع بمثابة تذكير بالمخاطر الكامنة في هذا السوق الناشئ.
الجدير بالذكر أن استثمار ترامب في العملات المشفرة كان يعتبر مؤشرًا على تزايد الاهتمام بهذا المجال من قبل الشخصيات البارزة في الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن الخسائر التي تكبدتها عائلة ترامب قد تؤثر سلبًا على هذا الاتجاه.
من جهة أخرى، من المرجح أن يؤدي هذا الانخفاض إلى زيادة التدقيق التنظيمي في سوق العملات المشفرة. وقد تسعى الجهات الحكومية إلى وضع المزيد من القواعد واللوائح لحماية المستثمرين ومنع عمليات الاحتيال.
في الختام، من المتوقع أن يستمر تقلب سوق العملات المشفرة في المدى القصير. وسيكون من المهم متابعة تطورات أسعار الفائدة، والقرارات التنظيمية، وأداء الشركات الكبرى العاملة في هذا المجال لتقييم المخاطر والفرص الاستثمارية المحتملة. ويتعين على المستثمرين توخي الحذر وإجراء أبحاثهم الخاصة قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.
