مع اقتراب نهاية العام، يراقب خبراء المال والاقتصاد آفاق عام 2026 بحثًا عن مؤشرات حول التطورات المستقبلية. يرى تورستن سلوك، كبير الاقتصاديين في شركة أبوللو جلوبال مانجمنت، خمسة مخاطر رئيسية تواجه الأسواق والاقتصاد العالمي. وتتركز هذه المخاطر حول تباطؤ النمو، والسياسات النقدية المحتملة، وتقلبات التكنولوجيا، وزيادة المعروض من السندات، مما يستدعي الحذر في التوقعات الاقتصادية.
مخاطر محتملة تواجه الأسواق في عام 2026
حدد تورستن سلوك خمسة سيناريوهات رئيسية محتملة لعام 2026، والتي يجب على المستثمرين التركيز عليها. تشمل هذه السيناريوهات استعادة الاقتصاد الأمريكي لزخمه، والانتعاش العالمي في قطاع التصنيع، وتسييس السياسة النقدية من قبل رئيس البنك الفيدرالي الجديد، واحتمال انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي، وارتفاع كبير في المعروض من السندات.
أولاً، وفقًا لسلوك، قد يشهد الاقتصاد الأمريكي تسارعًا في النمو في عام 2026، مدفوعًا بتلاشي مخاطر الحروب التجارية وتأثير قانون “One Big Beautiful Bill Act” الذي من المتوقع أن يعزز الطلب. ومع ذلك، فإن هذا السيناريو يحمل خطرًا يتمثل في عودة الضغوط التضخمية، مما قد يعيق مسار خفض أسعار الفائدة الذي يتوقعه المستثمرون.
بالإضافة إلى ذلك، يتوقع سلوك انتعاشًا في النمو العالمي، خاصة في قطاع التصنيع. ويعتقد أن العديد من الدول ستركز على تعزيز قدراتها التصنيعية المتقدمة والاستثمار في البنية التحتية والطاقة والدفاع وسلاسل الإمداد، مما سيساهم في تعزيز النمو الاقتصادي العالمي.
تسييس السياسة النقدية
يشير سلوك إلى أن تعيين رئيس جديد للبنك الفيدرالي، والذي من المرجح أن يكون كيفن هاسيت، كبير المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض، قد يؤدي إلى تسييس السياسة النقدية. ويرى أن خفض أسعار الفائدة لأسباب سياسية بحتة قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم، مما يستدعي إجراءات أكثر صرامة في المستقبل، وبالتالي تقليل جاذبية الاستثمار في الأسهم.
فقاعة الذكاء الاصطناعي
أثار الذكاء الاصطناعي الكثير من التفاؤل في عام 2025، لكن سلوك يحذر من أن هذه الإثارة قد تكون مبالغًا فيها. ويعتقد أن هناك خطرًا من انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي في عام 2026، مما قد يؤدي إلى تصحيح كبير في أسواق الأسهم، خاصة أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى المعروفة باسم “Magnificent 7″، وتقليل الإنفاق الرأسمالي لهذه الشركات.
زيادة المعروض من السندات
يتوقع سلوك زيادة كبيرة في المعروض من السندات الحكومية والشركات في عام 2026، حيث تسعى الشركات إلى اقتراض المزيد من الأموال لتمويل طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي، وتواصل الحكومات إنفاقها الكبير. قد يؤدي هذا الارتفاع في المعروض من السندات إلى زيادة أسعار الفائدة، مما يضع ضغوطًا إضافية على أسواق الأسهم والائتمان والاقتصاد بشكل عام. هذا الارتفاع في المعروض من السندات قد يؤثر على أسعار الفائدة.
في المقابل، يرى البعض أن هذه الزيادة في المعروض من السندات قد تكون فرصة للمستثمرين الذين يبحثون عن عوائد آمنة، خاصة في ظل حالة عدم اليقين التي تشوب الأسواق المالية.
بشكل عام، تشير تحليلات اقتصادية إلى أن عام 2026 قد يكون عامًا مليئًا بالتحديات والفرص على حد سواء. يتوقع أن يراقب المستثمرون عن كثب التطورات في الاقتصاد الأمريكي والعالمي، بالإضافة إلى قرارات البنك الفيدرالي وتطورات التكنولوجيا.
من المتوقع أن يصدر البنك الفيدرالي قراراته بشأن السياسة النقدية في اجتماعاته القادمة، والتي ستكون حاسمة في تحديد مسار الأسواق في عام 2026. كما أن تطورات الذكاء الاصطناعي ووتيرة الابتكار في هذا المجال ستلعب دورًا مهمًا في تحديد أداء شركات التكنولوجيا. يبقى التحدي الأكبر هو إدارة المخاطر والتكيف مع التغيرات المتوقعة في البيئة الاقتصادية العالمية.
