استعادت أسهم شركات التكنولوجيا زخمها يوم الخميس بعد أن أعطت شركة نفيديا (Nvidia) دفعة جديدة لتداولات الذكاء الاصطناعي المتراجعة في السوق. ارتفعت أسهم الشركة بنسبة 5٪، مما ساهم في رفع معنويات القطاع التكنولوجي ككل، وأثار تفاؤلاً متجدداً بشأن مستقبل الاستثمار في الذكاء الاصطناعي.

شهدت البورصات الأمريكية ارتفاعاً ملحوظاً، بعد أربعة أيام من التراجع الطفيف. قاد مؤشر ناسداك (Nasdaq) الارتفاع، حيث ارتفع بأكثر من 2٪، بينما سجلت المؤشرات الرئيسية الأخرى مكاسب كبيرة أيضاً.

نتائج نفيديا تدعم ثقة المستثمرين في سوق الذكاء الاصطناعي

جاء هذا الارتفاع في أعقاب إعلان شركة نفيديا عن أرباح قوية للربع الثالث من العام، مما طمأن المستثمرين بشأن استمرار الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي. وقد بلغت إيرادات الشركة 57 مليار دولار، بزيادة قدرها 62٪ على أساس سنوي. ساهمت بشكل خاص إيرادات قسم مراكز البيانات في هذا النمو، حيث سجلت 51.2 مليار دولار، بزيادة بلغت 66٪ مقارنة بالعام الماضي.

توقعات الشركة بإيرادات قدرها 65 مليار دولار للربع الحالي فاقت أيضاً تقديرات المحللين، البالغة 61 مليار دولار. هذه النتائج القوية عززت مكانة نفيديا كشركة رائدة في مجال تطوير حلول الذكاء الاصطناعي.

واشار ديفيد روزنبرغ، خبير اقتصادي بارز ورئيس أبحاث روزنبرغ، إلى أن “منذ عقود لم تشهد السوق تأثيراً لشركة واحدة مثل تأثير نفيديا”. وأضاف أن نتائج الشركة “أنهت حالة الركود في النمو التي سادت الأسابيع الأخيرة”.

أداء المؤشرات الأمريكية بعد الإغلاق

فيما يلي أداء المؤشرات الأمريكية الرئيسية بعد افتتاح التداول يوم الخميس:

بالإضافة إلى نتائج نفيديا، ساهم تقرير قوي عن سوق العمل لشهر سبتمبر في تعزيز المكاسب. أظهر التقرير إضافة 119 ألف وظيفة جديدة، بينما ارتفعت معدلات البطالة بشكل طفيف، مما أثار الآمال في احتمال خفض أسعار الفائدة خلال اجتماع الاحتياطي الفيدرالي القادم. أظهرت أداة CME FedWatch ارتفاعًا طفيفًا في احتمالات خفض سعر الفائدة بعد صدور البيانات.

في الآونة الأخيرة، كانت الثقة في التجمع الاستثماري المدفوع بالذكاء الاصطناعي تتزعزع بسبب المخاوف بشأن التقييمات المرتفعة والزيادة في الإنفاق الرأسمالي الموجه نحو تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.

ومع ذلك، فإن تصريحات جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة نفيديا، للمستثمرين، طمأنتهم بأن الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي سيستمر. كما أكد دان آيفز، المحلل في Wedbush Securities، أن هذه التصريحات كانت “ما يحتاجه المشجعون لقطاع التكنولوجيا لسماعه”.

وأضاف آيفز وآخرون في مذكرة: “باختصار، هناك شركة واحدة في العالم وهي الأساس لثورة الذكاء الاصطناعي، وهي نفيديا، مع وجود جينسن هوانغ في أفضل موقع لمناقشة الطلب العام على الذكاء الاصطناعي للمؤسسات”.

على الرغم من التفاؤل المتجدد، لا يزال البعض يعتقدون أن المخاوف بشأن فقاعة الذكاء الاصطناعي (AI bubble) مبررة. حذر روزنبرغ من أن “هذا لا يزال فقاعة ذات أبعاد ملحمية” وأعرب عن شكوكه في أن حجم سوق الذكاء الاصطناعي سيتضخم ثمانية أضعاف في السنوات الخمس المقبلة، وهو ما يتم تسعيره حالياً.

ويرى المحللون أن تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي قد تكون مبالغًا فيها، وأن هناك خطرًا من حدوث تصحيح في السوق. ومع ذلك، يظل الإجماع العام هو أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة استثمارية كبيرة على المدى الطويل، خاصة في ظل التطورات السريعة في هذا المجال مثل التعلم الإدراكي و النمذجة العصبية.

الآن، يترقب المستثمرون نتائج الشركات التكنولوجية الأخرى، وخاصة تلك التي تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي، لتقييم قوة الاتجاه العام. سيكون اجتماع الاحتياطي الفيدرالي القادم في نوفمبر / تشرين الثاني محط أنظار، حيث سيصدر قرارًا بشأن أسعار الفائدة قد يؤثر بشكل كبير على أداء السوق.

شاركها.