مع اقتراب موسم الأعياد، يعود إلى مانهاتن تقليد ساحر ومحبوب يضفي البهجة على قلوب الزوار: شجرة الأوريجامي في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي. هذه الشجرة، التي تختلف عن شجرة مركز روكفلر الشهيرة، ليست مجرد زينة عطلة، بل هي تحفة فنية ورسالة أمل وتجديد. تفتح الشجرة أبوابها للجمهور يوم الاثنين القادم، واعدةً تجربة فريدة من نوعها تجمع بين الفن والتاريخ الطبيعي.
سحر الأوريجامي: تقليد عريق في قلب مانهاتن
منذ أكثر من أربعين عامًا، أصبحت شجرة الأوريجامي معلمًا بارزًا في موسم الأعياد في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي. تتميز هذه الشجرة بآلاف الزخارف الورقية المطوية يدويًا، والتي يصنعها فنانو الأوريجامي من جميع أنحاء العالم. هذا العام، تحمل الشجرة موضوعًا خاصًا مستوحى من المعرض الجديد للمتحف “التأثير: نهاية عصر الديناصورات”، مما يجعلها أكثر من مجرد زينة، بل قصة بصرية مؤثرة.
إلهام من نهاية عصر الديناصورات
يركز المعرض الجديد على الكويكب الذي ضرب الأرض منذ حوالي 66 مليون سنة، وكيف أدى ذلك إلى انقراض الديناصورات وتغيير مسار الحياة على كوكبنا. شجرة الأوريجامي تعكس هذا الحدث الكوني، ولكنها تركز بشكل خاص على “البدايات الجديدة” التي أعقبت الانقراض الجماعي. كما أوضح تالو كاواساكي، المصمم المشارك للشجرة، فإنها تحتفي بالحياة الجديدة التي ازدهرت بعد زوال الديناصورات، وتطور الثدييات الذي أدى في النهاية إلى ظهور البشرية.
تصميم فريد يروي قصة التطور
تقف الشجرة الاصطناعية، التي يبلغ ارتفاعها 13 قدمًا (4 أمتار)، قبالة المدخل الغربي لسنترال بارك للمتحف. يعلوها كويكب ذهبي مشتعل، يرمز إلى الحدث الذي غير وجه الأرض. تتزين فروع الشجرة بأعمال الأوريجامي التي تمثل مجموعة متنوعة من الحيوانات والحشرات، بما في ذلك الثعالب والرافعات والسلاحف والخفافيش وأسماك القرش والفيلة والزرافات والقرود.
الديناصورات تتجسد في فن الأوريجامي
بالطبع، لا يمكن أن تكون شجرة الأوريجامي مستوحاة من عصر الديناصورات دون تمثيل هذه المخلوقات المهيبة. ترايسيراتوبس والتيرانوصور ريكس، وغيرهما من الديناصورات المفضلة، تجسدت في أعمال فنية ورقية مطوية بدقة وإتقان. هذا التنوع في التصميم يجعل الشجرة تجربة بصرية غنية وممتعة لجميع الأعمار. بالإضافة إلى ذلك، تتضمن الشجرة نماذج قديمة يعود تاريخها إلى أوائل السبعينيات، مما يضيف إليها قيمة تاريخية ومعنوية.
متطوعون من جميع أنحاء العالم يساهمون في إبداع الشجرة
إن صنع شجرة الأوريجامي ليس مهمة سهلة، بل هو جهد جماعي يتطلب مساهمة العديد من المتطوعين الموهوبين من جميع أنحاء العالم. يتم تجنيد هؤلاء المتطوعين لصنع مئات النماذج الجديدة، والتي غالبًا ما يتم تصنيعها من ورقة واحدة فقط. قد يستغرق إكمال قطعة أوريجامي واحدة أيامًا أو حتى أسابيع، مما يعكس التفاني والمهارة العالية التي يتمتع بها هؤلاء الفنانين.
تقدر روزاليند جويس، المصممة المشاركة للشجرة، أن هناك ما يتراوح بين 2000 إلى 3000 عمل أوريجامي مدمج في الشجرة هذا العام. وتقول: “هذا العام، هناك الكثير من الأشياء المحشوة هناك، لذلك أنا لا أحسب.” هذا العدد الهائل من الأعمال الفنية يعكس الجهد الكبير الذي بذل في إعداد هذه التحفة الفنية. زخارف الأعياد في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي ليست مجرد عرض بصري، بل هي شهادة على قوة التعاون والإبداع البشري.
تجربة لا تُنسى في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي
شجرة الأوريجامي ليست مجرد زينة عطلة، بل هي تجربة ثقافية وتعليمية فريدة من نوعها. إنها فرصة للاستمتاع بجمال فن الأوريجامي، والتعرف على تاريخ الحياة على الأرض، والتأمل في قوة التجديد والأمل. إذا كنت تخطط لزيارة مدينة نيويورك خلال موسم الأعياد، فلا تفوت فرصة زيارة المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي والاستمتاع بسحر شجرة الأوريجامي. إنها تجربة ستبقى في ذاكرتك لفترة طويلة. لا تتردد في مشاركة تجربتك مع الآخرين واستكشاف المزيد عن فن الأوريجامي والفعاليات الأخرى التي يقدمها المتحف خلال موسم الأعياد. يمكنك أيضًا البحث عن فعاليات الأعياد في نيويورك للاستمتاع بأجواء المدينة الساحرة.
