في السنوات الأخيرة، اكتسبت أفلام العطلات شعبية هائلة، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من تقاليد موسم الأعياد للكثيرين. وبينما قد لا نرى هذه الأفلام تنافس على جوائز الأوسكار، إلا أنها تجذب جماهير مخلصة تقدر قصصها الدافئة والمريحة. ولا يقتصر الأمر على مشاهدة هذه الأفلام فحسب، بل إن المعجبين بدأوا في زيارة المواقع التي تم تصويرها فيها، مما أدى إلى ازدهار “سياحة الأفلام” في ولايات مثل كونيتيكت. هذا المقال سيتناول ظاهرة أفلام عيد الميلاد في كونيتيكت، وكيف تستفيد الولاية من هذا الاهتمام المتزايد، وتأثير ذلك على المجتمعات المحلية.

كونيتيكت: أرض أفلام العطلات

أصبحت ولاية كونيتيكت مركزًا رئيسيًا لإنتاج أفلام العطلات، حيث استضافت تصوير ما لا يقل عن 22 فيلمًا من إنتاج Hallmark و Lifetime وغيرها. هذا النجاح لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة جهود الولاية في الترويج لنفسها كوجهة مثالية لتصوير هذه الأفلام، وذلك بفضل مناظرها الطبيعية الخلابة، ومدنها وبلداتها الساحرة التي تشبه بطاقات المعايدة، وبنيتها التحتية الداعمة.

الاهتمام المتزايد بهذه الأفلام دفع الولاية إلى إطلاق “مسار أفلام عيد الميلاد في كونيتيكت” (Christmas Movie Trail)، وهو دليل سياحي يضم المواقع التي ظهرت في هذه الأفلام. يهدف هذا المسار إلى جذب السياح وتشجيعهم على استكشاف جمال الولاية وتاريخها، بالإضافة إلى زيارة الأماكن التي أحبوها في أفلامهم المفضلة.

جولات سياحية في مواقع التصوير

تستفيد شركات السياحة بشكل كبير من هذا الاتجاه الجديد. شركة Mayfield Tours، على سبيل المثال، نظمت جولة لمدة أسبوع في مواقع تصوير أفلام عيد الميلاد في كونيتيكت والولايات الشمالية الشرقية الأخرى. بيعت الجولة بالكامل في غضون أسبوعين فقط، مما يدل على الطلب الكبير على هذه التجارب.

تضمنت الجولة إقامة في الفنادق، ووجبات الطعام، وتذاكر السفر، وحتى تذكرة لحضور عرض Rockettes الشهير في مدينة نيويورك. لكن أبرز ما يميز هذه الجولة هو فرصة زيارة المواقع التي ظهرت في الأفلام، مثل Heirloom Market في Comstock Ferry، حيث تم تصوير أجزاء من أفلام Hallmark “Christmas on Honeysuckle Lane” و “Rediscovering Christmas”.

تأثير أفلام العطلات على المجتمعات المحلية

لا يقتصر تأثير أفلام عيد الميلاد في كونيتيكت على السياحة فقط، بل يمتد ليشمل المجتمعات المحلية. فالمتاجر والمطاعم والفنادق في المدن والبلدات التي استضافت تصوير الأفلام تشهد إقبالًا متزايدًا من السياح والمعجبين.

على سبيل المثال، Heirloom Market، الذي كان في السابق موطنًا لأقدم شركة بذور في أمريكا، أصبح الآن وجهة سياحية شهيرة بفضل ظهوره في أفلام Hallmark. وقد بدأ المتجر في بيع قمصان تحمل شعار Hallmark وعبارة “أعيش في فيلم عيد الميلاد”، مما ساهم في زيادة مبيعاته وتعزيز علامته التجارية.

وقالت جوليا كولوريس، صاحبة المتجر، إن الناس يعرفون عنا الآن، ونسبت الفضل جزئيًا إلى مسار الفيلم. “وترى هذه الأشياء على Instagram والأشياء التي يضع الأشخاص عليها علامات وينشرونها.”

لماذا نحب أفلام العطلات؟

تكمن جاذبية أفلام عيد الميلاد في كونيتيكت وفي أفلام العطلات بشكل عام في قدرتها على إثارة مشاعر الدفء والأمل والسعادة. غالبًا ما تدور هذه الأفلام حول قصص حب بسيطة وقابلة للتصديق، تنتهي دائمًا بنهاية سعيدة.

جوانا ويلسون، مؤلفة كتاب “هذا الموسم التلفزيوني”، تشير إلى أن Hallmark اكتشفت هذه الوصفة الناجحة في عام 2006 مع فيلم “بطاقة عيد الميلاد”، ومنذ ذلك الحين بدأت في إنتاج المزيد والمزيد من هذه الأفلام.

“إنهم يريدون رؤية الناس يجتمعون معًا. يريدون رؤية هذه الرومانسية. إنه جزء من أمل هذا الموسم”، تقول ويلسون. “من لا يحب الحب؟ وله دائمًا نهاية سعيدة يمكن التنبؤ بها.”

مستقبل سياحة أفلام العطلات

تعتبر ولاية كونيتيكت أن مسار أفلام عيد الميلاد هو جزء من جهد أوسع لإعادة تسمية العلامة التجارية للولاية، والترويج لها ليس فقط كوجهة سياحية، بل أيضًا كمكان للعمل والعيش. ومع ذلك، لا يزال هناك جدل حول ما إذا كان سيتم إلغاء أو تحديد الإعفاءات الضريبية لصناعة الأفلام، وهو ما قد يؤثر على عدد الأفلام التي يتم إنتاجها محليًا.

على الرغم من هذه التحديات، يبدو مستقبل سياحة أفلام عيد الميلاد في كونيتيكت واعدًا. فمع استمرار شعبية هذه الأفلام، من المتوقع أن يزداد عدد السياح الذين يزورون الولاية لاستكشاف مواقع التصوير والاستمتاع بجمالها وسحرها.

في الختام، أصبحت كونيتيكت وجهة مفضلة لعشاق أفلام العطلات، وذلك بفضل جهودها في الترويج لنفسها كمركز لإنتاج هذه الأفلام. هذا الاهتمام المتزايد له تأثير إيجابي على المجتمعات المحلية، ويساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي. سواء كنت من محبي أفلام Hallmark أو Lifetime، أو كنت تبحث ببساطة عن مكان ساحر لقضاء عطلتك، فإن كونيتيكت هي الوجهة المثالية لك.

شاركها.