يعد بلع حفنة من الحبوب طقوسًا يومية لكثير من الناس، بدءًا من الشباب الذين يتعاملون مع قلق إلى كبار السن الذين يديرون الأمراض المزمنةبشكل عام، يتناول 13% من الأشخاص في الولايات المتحدة خمسة أدوية بوصفة طبية أو أكثر. وبالنسبة لمن يبلغون من العمر 65 عامًا أو أكثر، فإن هذا الرقم يصل إلى 42%.
إذا كنت تتناول أدوية متعددة، فمن الحكمة أن تكون على دراية بالمشاكل المحتملة. فقد يؤدي تناول حبة واحدة إلى ظهور آثار جانبية، مما يؤدي بدوره إلى تناول حبة أخرى وتأثير جانبي آخر، فيما يطلق عليه الخبراء “تسلسل الوصفات الطبية”.
قد تسبب بعض الأدوية ضررًا إذا تم تناولها لسنوات. وبعضها الآخر يتوقف عن العمل أو يتفاعل بشكل سيئ مع دواء جديد. يمكن أن يسبب الدواء الذي يتم تحمله جيدًا في البداية آثارًا جانبية لاحقًا، مما يؤدي إلى تدهور الإدراك والإصابات الناتجة عن السقوط.
تقول الدكتورة إليزابيث بايليس، التي تدرس عملية التوقف عن وصف الأدوية في معهد أبحاث الصحة التابع لمؤسسة كايزر بيرمانينت في أورورا بولاية كولورادو: “تتغير عملية التمثيل الغذائي لدينا مع تقدمنا في السن. وقد تتغير قدرة كل شخص على استقلاب الأدوية التي يتناولها لفترة طويلة”.
يصف معهد لون غير الربحي الوضع برمته بأنه الإفراط في تناول الأدوية وهذا من شأنه أن يتسبب في 4.6 مليون زيارة للمستشفيات خلال هذا العقد.
إذا كان روتين تناولك اليومي للأدوية يخرج عن السيطرة، فاطلب مراجعة الدواء. وإليك كيفية البدء بعملية تسمى “إلغاء الوصفة الطبية”.
اطلب فحص الوصفة الطبية
ابدأ مع متخصص تثق به، مثل طبيب أو صيدلاني، كما قالت ليزا مكارثي، وهي صيدلانية وخبيرة في إلغاء وصفات الأدوية في جامعة تورنتو.
تعد هذه المقالة جزءًا من تغطية وكالة أسوشيتد برس لبرنامج Be Well، مع التركيز على العافية واللياقة البدنية والنظام الغذائي والصحة العقلية. اقرأ المزيد كن بخير.
إذا كنت تسأل طبيبك، فلا تنتظر حتى نهاية الزيارة التي تستغرق 15 دقيقة. بدلاً من ذلك، حدد موعدًا محددًا وأخبره عند الحجز أنك تريد التحدث عن أدويتك، كما قال مكارثي.
قد لا يكون لدى طبيبك صورة كاملة لما تتناوله إذا كان هناك أطباء آخرون يشاركون في الوصفة، ويتردد بعض الأطباء في إدارة الأدوية التي يصفها آخرون. في هذه الحالة، يمكن للصيدلي المساعدة من خلال مراجعة كل شيء وكتابة اقتراحات يمكنك مشاركتها مع أطبائك، كما قال الصيدلاني برادلي فيليبس من كلية الصيدلة بجامعة فلوريدا.
“نحن نعتبر خبراء في الأدوية”، قال فيليبس.
هل من الممكن أن يسبب دوائي مشكلة؟
التورم، وسلس البول، والأرق، كلها أعراض جانبية ناجمة عن أدوية شائعة يتم علاجها أحيانًا بأدوية جديدة. يريد مكارثي أن يسأل الناس أطبائهم سؤالاً بسيطًا: هل يمكن أن تكون هذه الأعراض مرتبطة بأحد أدويتي؟
قالت مكارثي: “إذا تمكنا من تعليم الجمهور طرح هذا السؤال، فسيكون ذلك مؤثرًا للغاية”. وفي سؤال متابعة، اقترحت: هل ما زلت بحاجة إلى هذا الدواء؟
تلاحظ الصيدلانية باربرا فاريل تغيرات جذرية في حياة العديد من الأشخاص الذين تساعدهم في مركز رعاية المسنين في أوتاوا، أونتاريو. فقد تعافى البعض من الخرف الناجم عن تناول الأدوية بعد تقليل جرعات الأدوية التي يتناولونها. امرأة تبلغ من العمر 77 عامًا تمكنت من ترك كرسيها المتحرك والمشي باستخدام عصا بعد خفض جرعات حبوبها اليومية من 32 إلى 17. وصلت إلى المستشفى وهي تحت تأثير المهدئ وغير قادرة على التواصل، وبعد بضعة أشهر عادت إلى هوايتها الحياكة.
التوقف عن تناول الدواء يحتاج إلى وقت
يمكن إيقاف بعض الأدوية فجأة، لكن البعض الآخر يتطلب تقليل الجرعة تدريجيًا لتجنب أعراض الانسحاب غير المريحة – أو حتى النوبات التي تهدد الحياة. يعد تقليل الجرعة تدريجيًا أمرًا مهمًا بشكل خاص مع الأدوية المستخدمة لعلاج الاكتئاب والأرق والقلق.
بعد مرور عقدين من الزمن على تناول أنواع مختلفة من الحبوب لعلاج هذه الحالات، بدأت المعالجة النفسية مولي برناردي من سبوكين بواشنطن في تقليل جرعاتها بالتدريج.
كانت السيدة البالغة من العمر 45 عامًا تشك في أن الحبوب كانت السبب في تفاقم مشاكلها المتعلقة بالهضم والتوازن والذاكرة وتصلب العضلات وظهور نقاط متلألئة في مجال رؤيتها. وعندما استبعدت الفحوصات وجود أمراض أخرى، توقفت تدريجيًا عن تناول كل من الأدوية الأربعة.
قال برناردي “لقد كان هذا أصعب شيء قمت به على الإطلاق”.
كان أحد الأدوية الأخيرة التي توقفت عن تناولها هو الأصعب: البنزوديازيبين، وهو فئة من المهدئات التي قد تكون ضارة إذا تم تناولها لفترة طويلة. وعلى مدار ثلاثة أشهر، استخدمت سكين المطبخ ومبرد الأظافر لتقطيع قرصها اليومي الذي يبلغ وزنه مليجرام واحد إلى قطع أصغر حجمًا.
لقد استمعت إلى جسدها، ووجدت مجموعات دعم على الفيسبوك واستخدمت التنفس والصلاة للتغلب على أعراض الانسحاب.
“الآن عندما أحظى بيوم جيد، أو ساعة جيدة، أو لحظة جيدة، أشعر بالسلام والحضور كما لم أشعر من قبل منذ أن كنت أتناول الأدوية”، قالت برناردي. “أنا فقط أعيش القليل من العظمة. والقليل من العظمة عظيم جدًا لدرجة أنه يجعلني أستمر”.
كن مسؤولاً عن قائمة الأدوية الخاصة بك
قال مكارثي إنه حتى في أفضل أنظمة الرعاية الصحية، لا يتم تبادل المعلومات حول الوصفات الطبية دائمًا بين الأطباء. ولن يعرفوا شيئًا عن أدويتك التي لا تحتاج إلى وصفة طبية أو الفيتامينات أو الحلوى التي تحتوي على مادة سي بي دي التي تتناولها كل ليلة.
قال مكارثي إن الشخص الوحيد الذي يعرف كل ما تتناوله هو أنت. لذا، احتفظ بقائمة محدثة بالأدوية التي تتناولها، ولماذا تم وصفها لك ومتى بدأت في تناولها.
للحصول على مثال لقائمة الأدوية، والتي وصفها مكارثي بأنها أداة “قوية للغاية”، انظر إلى مواد الورشة صممت هي وزملاؤها.
___
يتلقى قسم الصحة والعلوم في وكالة أسوشيتد برس الدعم من مجموعة العلوم والإعلام التعليمي التابعة لمعهد هوارد هيوز الطبي. وكالة أسوشيتد برس هي المسؤولة الوحيدة عن كل المحتوى.