عيد الشكر بطريقة مختلفة: تبني الديوك الرومية كبديل للذبح

مع اقتراب عيد الشكر، يتبادر إلى الذهن تقليد تناول الديك الرومي المشوي. لكن هذا العام، يشهد مفهوم جديد رواجًا متزايدًا، وهو تبني الديك الرومي بدلاً من تحويله إلى وجبة. في محمية لوفين آرمز للحيوانات بولاية كولورادو، الديك الرومي “جوس” يقضي أيام العيد محاطًا بالحب والرعاية، بعيدًا عن مصير ملايين من بني جنسه في جميع أنحاء الولايات المتحدة. هذه الظاهرة المتنامية تلقي الضوء على التغيرات في القيم والمواقف تجاه الحيوانات، وتوفر بديلاً أخلاقيًا للتقليد السائد.

زيادة شعبية تبني الديوك الرومية

لم يعد الأمر مجرد حلمًا بعيد المنال بالنسبة للمدافعين عن حقوق الحيوان. فمع تزايد الوعي بقسوة مزارع الدواجن، يختار المزيد والمزيد من الناس تبني الديوك الرومية كوسيلة لإنقاذ حياة هذه الكائنات الواعية. بدأت محمية لوفين آرمز برنامجها في عام 2022، وشهدت المحمية تضاعف عدد الرعايات كل عام.

“ما رأيك؟ هل تريد أن تقوم بالدفء اليوم؟” – هذه الكلمات اللطيفة التي تخاطب بها لانيت كوك، مديرة التعليم والمشاركة في المحمية، “جوس” تعكس العلاقة الفريدة التي تسعى المحمية لبنائها مع هذه الطيور. لا يتعلق الأمر فقط بتقديم المأوى والغذاء، بل يتعلق بالاعتراف بشخصياتهم الفردية وعواطفهم.

لماذا نتبنى الديوك الرومية بدلًا من ذبحها؟

يكمن الدافع الرئيسي وراء اختيار تبني الديك الرومي في الرغبة في تقليل المعاناة التي تتعرض لها هذه الحيوانات. فمعظم الديوك الرومية التي يتم تربيتها للاستهلاك تعيش في ظروف قاسية في مزارع المصانع، حيث يتم حرمانها من المساحة والضوء الطبيعي والتفاعل الاجتماعي.

بالإضافة إلى ذلك، يهدف هذا التحول إلى إثارة النقاش حول قيمة حياة الحيوانات، وتشجيع الناس على التفكير مليًا في عاداتهم الغذائية وتقاليدهم. يرى الكثيرون أن عيد الشكر يمكن أن يُحتفل به بتقدير الامتنان دون الحاجة إلى التسبب في موت كائن حي.

كيف يعمل برنامج التبني؟

تقدم محمية لوفين آرمز، وغيرها من المنظمات المماثلة، خيارات مختلفة لبرامج رعاية الديك الرومي. يمكن للأفراد أو العائلات اختيار “تبني” ديك رومي محدد من خلال التبرع بمبلغ مالي، عادةً ما يبدأ من 25 دولارًا.

مقابل هذا التبرع، يتلقى الراعي شهادة تبني، وصورة للديك الرومي الذي يرعونه، وإمكانية زيارته افتراضيًا أو شخصيًا. الأموال المتبرع بها تُستخدم لتغطية تكاليف رعاية الديوك الرومية، بما في ذلك الطعام، والرعاية البيطرية، وتوسيع المرافق. ومن الجدير بالذكر أن هذه الأموال تساعد المحمية في إنقاذ المزيد من الديوك الرومية من مزارع المصانع والاعتناء بها.

Farm Sanctuary: رائدة في مجال تبني الحيوانات

تعتبر منظمة Farm Sanctuary، التي بدأت عملها في عام 1986، رائدة في مجال برامج تبني الحيوانات. تقول جين باور، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للمنظمة، إن الهدف الأولي كان إثارة الوعي حول مصير حيوانات المزرعة. كان الأمر صعبًا في البداية، حيث كان الجمهور غير معتاد على فكرة إنقاذ هذه الحيوانات، لكن مع مرور الوقت، أصبح البرنامج شائعًا بشكل متزايد.

واليوم، تقوم Farm Sanctuary بإنقاذ الآلاف من الديوك الرومية كل عام، وتتلقى تبرعات كبيرة لدعم هذه المهمة النبيلة.

ما بعد التبني: بناء مجتمع من المحبين للحيوانات

إن رعاية الديك الرومي لا تقتصر على الجانب المادي، بل تمتد لتشمل الجانب التعليمي والتواصل المجتمعي. تنظم محمية لوفين آرمز وبرامج أخرى فعاليات وورش عمل لتعريف الجمهور بحياة الديوك الرومية، وظروف تربيتها، وأهمية احترام الحيوانات.

علاوة على ذلك، تسعى هذه المنظمات إلى بناء مجتمع من الأفراد الذين يشاركون حبهم ورعايتهم للحيوانات. يتيح برنامج التبني للناس التواصل مع بعضهم البعض، وتبادل الخبرات، والمساهمة في خلق عالم أكثر رحمة. أشارت كيلي نيكس إلى أن البرنامج يساعد في “جعل الناس يفكرون مرتين في ما هم على وشك القيام به” أو يدركون أن الديك الرومي هو “حياة كائن واعي.”

مستقبل عيد الشكر: نحو تقاليد أكثر وعيًا

إن شعبية تبني الديوك الرومية تشير إلى تحول محتمل في الطريقة التي نحتفل بها بعيد الشكر. فبينما يظل الديك الرومي المشوي جزءًا لا يتجزأ من هذه المناسبة بالنسبة للكثيرين، إلا أن هناك عددًا متزايدًا من الناس يبحثون عن طرق بديلة للاحتفال تعبر عن قيمهم.

إن اختيار تبني ديك رومي ليس مجرد عمل فردي، بل هو رسالة قوية تدعو إلى التفكير في علاقتنا بالحيوانات، وإلى بناء مستقبل أكثر استدامة ورحمة. إنه يمثل فرصة لإعادة تعريف التقاليد، وتحويل عيد الشكر إلى احتفال حقيقي بالامتنان، دون التسبب في معاناة الآخرين.

الكلمات المفتاحية: تبني الديك الرومي، رعاية الديك الرومي، عيد الشكر، حقوق الحيوان، مزارع المصانع، Farm Sanctuary، محميات الحيوانات.

شاركها.