في خضم استعدادات نهاية العام، تظهر صورة لواقع أمريكي متغيّر. فبينما تتأهب الأسر للاحتفال، يكشف استطلاع حديث أجرته AP-NORC عن توجهات جديدة حول الهدايا، وتقاليد العطلات، وكيف يقضي الأمريكيون أوقاتهم مع اقتراب عام 2026. يظهر الاستطلاع أن معظم البالغين الأمريكيين يعتبرون النقود كهدية أمرًا مقبولًا، بل ومرحبًا به، في الوقت الذي يفضل فيه الكثيرون قضاء أمسية هادئة في المنزل بدلاً من السهر حتى منتصف الليل.

قبول متزايد للهدايا النقدية وبطاقات الهدايا

لقد تغيّرت فكرة “الهدايا المثالية” في السنوات الأخيرة، حيث باتت الحاجة العملية تحل محل الرغبة في المفاجأة. يظهر الاستطلاع أن حوالى 6 من كل 10 أمريكيين يعتبرون النقود كهدية أو بطاقات الهدايا مقبولة “جدًا” خلال موسم الأعياد. هذه النسبة أعلى بشكل ملحوظ بين الشباب، حيث يرى حوالي ثلثي الأمريكيين دون سن 45 أن النقود كهدية هي الخيار الأمثل.

نانسي ويانت، وهي سائقة حافلة متقاعدة من ولاية أيوا، تعبر عن هذا الاتجاه قائلة: “أعتقد أن المال أمر جيد بالنسبة للأحفاد. أنا مانح الهدايا.” وتعكس كلماتها شعورًا متزايدًا بأن إعطاء المال يمنح المستلم حرية اختيار ما يحتاجه حقًا أو ما يرغب فيه.

التخلي عن السهر: ليلة رأس السنة الهادئة تكتسب شعبية

لا يقتصر التغيّر على نوع الهدايا، بل يمتد ليشمل طريقة الاحتفال نفسها. يكشف الاستطلاع أن 44% من الأمريكيين يخططون لقضاء ليلة رأس السنة الجديدة في النوم مبكرًا، أي قبل حلول عام 2026. هذه النسبة ترتفع بشكل كبير بين كبار السن، حيث أن نصف الأمريكيين فوق سن 45 لن يتمكنوا من البقاء مستيقظين حتى منتصف الليل.

أوتيس فيليبس، وهو طالب ماجستير يبلغ من العمر 23 عامًا في سياتل، يصف شعوره تجاه هذه العطلة قائلاً: “إنها إحدى العطلات التي لا أشعر فيها بالخصوصية حقًا.” وهذا الشعور بالضغط الاجتماعي قد يكون أحد الأسباب التي تدفع الشباب أيضًا إلى اختيار قضاء الليلة بشكل أكثر هدوءًا. فبدلًا من السعي للمشاركة في الاحتفالات الصاخبة، يفضل الكثيرون الاسترخاء والاستعداد لبداية عام جديد.

الهدايا المستعملة: تقبل متزايد مع بعض التحفظات

بالإضافة إلى النقود كهدية، يظهر الاستطلاع اتجاهًا متزايدًا نحو تقبل الهدايا المستعملة. حوالي 9 من كل 10 أمريكيين يعتبرون الهدايا المستعملة مقبولة “إلى حد ما” على الأقل. ومع ذلك، يظل هناك بعض التحفظات، خاصة بين كبار السن، حيث يرى حوالي 40% منهم أن الهدايا المستعملة “غير مقبولة” إطلاقًا.

تيريزا بيدروزا، وهي أم لطفلين، تعبر عن رأيها قائلة: “أنا لا أحب عندما يقول الأطفال أنهم يريدون المال، أو يجب أن أحصل على بطاقات هدايا للمراهقين. إنه نوع ما يأخذ بعضًا من سحر تقديم الهدايا.” وتعكس كلماتها الحنين إلى التقاليد القديمة، ولكنها تعترف أيضًا بالراحة العملية التي توفرها هذه الخيارات الحديثة.

تقاليد أخرى في طريقها إلى التلاشي

لا تقتصر التغييرات على الهدايا والسهر، بل تمتد لتشمل تقاليد أخرى. يكشف الاستطلاع أن العديد من الأمريكيين يتركون زينة العطلات معلقة بعد يوم رأس السنة، بل إن حوالي ثلثهم يتركونها معلقة لفترة أطول. كما أن مشاهدة الألعاب الرياضية في يوم عيد الميلاد تظل تقليدًا شائعًا، خاصة بين الرجال وكبار السن.

أما بالنسبة لتقليد “القزم على الرف”، فإنه لا يزال غير شائع نسبيًا، حيث أن حوالي 10% فقط من الأمريكيين يمارسونه. بيدروزا تعلق على هذا الأمر قائلة: “لا. كان ابني الأصغر حسن التصرف. ولم أضطر إلى استخدام أي نوع من التكتيكات.”

هدايا الحيوانات الأليفة تزداد شعبية

على الرغم من بعض التغييرات في التقاليد، هناك بعض الأمور التي تظل ثابتة، بل وتكتسب شعبية أكبر. حوالي 30% من الأمريكيين يخططون لتقديم هدايا لحيواناتهم الأليفة هذا العام، مما يعكس العلاقة القوية التي تربطهم برفقة حيواناتهم. ويانت، التي تمتلك كلبة مدللة تدعى إندي، تؤكد هذا الأمر قائلة: “إنها كلبة مدللة للغاية. لديها الكثير من الألعاب، لذا فهي ستحصل على مكافآت هذا العام. إنها تحب مكافآتها.”

الخلاصة: موسم أعياد أكثر واقعية وعملية

بشكل عام، يعكس استطلاع AP-NORC صورة لموسم أعياد أمريكي يتجه نحو الواقعية والعملية. بدلاً من السعي المثالي، يفضل الكثيرون اختيار الهدايا التي تلبي احتياجاتهم الفعلية، وقضاء وقت ممتع وهادئ مع أحبائهم. إن قبول النقود كهدية والاتجاه نحو ليالي رأس السنة الهادئة يعكسان تغيرًا في الأولويات، حيث يركز الأمريكيون بشكل متزايد على الصحة والسعادة والراحة.

هل تعكس هذه النتائج تجربتك الشخصية؟ شاركنا رأيك في التعليقات أدناه! وما هي خططك لقضاء هذه العطلة؟ هل تفضل الهدايا النقدية أم المفاجآت التقليدية؟ دعنا نبدأ حوارًا حول كيفية تطور تقاليد العطلات في عصرنا الحديث.

شاركها.