أورلاندو، فلوريدا – شهدت ولاية فلوريدا نهاية الأسبوع الماضي أول عملية صيد منظمة للدب الأسود منذ عقد من الزمان، وانتهت بقتل 52 دبًا. وقد أثارت هذه العملية جدلاً واسعًا بين دعاة الحفاظ على البيئة ومسؤولي الولاية، مع مخاوف تتعلق بشفافية العملية وتقديرات أعداد الدببة. صيد الدب الأسود هذا العام كان له قواعد أكثر صرامة من محاولة عام 2015، إلا أنه لم يخلُ من الانتقادات.
أعداد الدببة القتيلة و تفاصيل عملية الصيد
بدأت عملية الصيد في 6 ديسمبر واستمرت حتى يوم الأحد، وشارك فيها 172 صيادًا حصلوا على التصاريح من خلال يانصيب عشوائي من بين أكثر من 160 ألف متقدم. الأمر اللافت للنظر هو أن ما لا يقل عن 40 من هؤلاء الصيادين كانوا معارضين لعملية الصيد، وقد تقدموا بطلباتهم بهدف الحصول على التصريح وعدم استخدامه، في محاولة لتقليل أعداد الدببة القتيلة.
كل صياد مُنح الحق في قتل دب واحد كجزء من استراتيجية إدارة الحياة البرية التي تتبعها الولاية. وتشير التقديرات إلى أن أعداد الدببة السوداء في فلوريدا قد تحسنت بشكل ملحوظ، حيث ارتفعت من بضع مئات في السبعينيات إلى أكثر من 4000 دب حاليًا. على الرغم من هذا التحسن، أصر مسؤولو الولاية على ضرورة إجراء عملية الصيد، وهو ما أثار استياءً شديدًا من قبل المنظمات البيئية.
جدل حول الشفافية ودقة الأرقام
أثار نقص الشفافية من جانب لجنة فلوريدا للحفاظ على الأسماك والحياة البرية حول العدد الدقيق للدببة المقتولة، تساؤلات حول دقة البيانات المُقدمة. فقد رفضت اللجنة الكشف عن التفاصيل حتى يوم الثلاثاء، على الرغم من طلبات وسائل الإعلام المتكررة.
سوزانا راندولف، مديرة فرع نادي سييرا في فلوريدا، أعربت عن شكوكها قائلة: “لقد صمموا العملية بحيث لا يعرفون الأرقام فعلياً، وكانوا يتهربون من وسائل الإعلام”. وأضافت أن هذا الأمر “مريب للغاية” ويعزز من القلق بشأن صحة المعلومات.
الإجراءات المتبعة في عملية التسجيل أيضاً أثارت الشكوك، حيث لم تكن هناك محطات تسجيل مخصصة للصيادين كما هو الحال في عام 2015. بدلاً من ذلك، كان على الصيادين الإبلاغ عن عمليات القتل بأنفسهم من خلال تطبيق الصيد الخاص باللجنة. هذه الطريقة تفتقر إلى الرقابة المستقلة وقد تسمح بـ تضليل الأرقام.
هل كانت عملية الصيد ضرورية؟
تعتبر هذه النقطة جوهر الجدل الدائر. رهنًا بالبيانات العلمية التي قدمتها الولاية، يرى المؤيدون أن الصيد ضروري لإدارة أعداد الدببة ومنع حدوث صراعات مع البشر. بينما يرى المعارضون أن أعداد الدببة لا تزال هشة وأن الصيد يمكن أن يعرض جهود الحماية للخطر. كما يتسائلون عن الحاجة إلى الصيد في ظل التحسن الملحوظ في أعداد الدببة.
رد فعل المسئولين وتقييم النتائج
على الرغم من الانتقادات، دافع روجر يونج، المدير التنفيذي للجنة فلوريدا للحفاظ على الأسماك والحياة البرية، عن العملية مؤكدًا أنها كانت “ناجحة” وتستند إلى “بيانات علمية سليمة”. غير أنه لم يقدم تفصيلاً حول هذه البيانات أو كيف تم التوصل إلى هذا التقييم.
تشير راندولف إلى أن العدد الفعلي للدببة القتيلة قد يكون أقل من المعلن، مع الأخذ في الاعتبار إمكانية المبالغة في تقدير أعداد الدببة من قبل الولاية، ونجاح دعاة الحفاظ على البيئة في الحصول على تصاريح بهدف منع الصيد. بالإضافة إلى ذلك، هناك احتمال لوفاة دببة صغيرة بسبب فقدان أمهاتها خلال عملية صيد الحيوانات البرية.
مستقبل إدارة الدببة في فلوريدا
تفتح هذه العملية نقاشًا أوسع حول إدارة الحياة البرية في فلوريدا. سيكون من الضروري على اللجنة توفير المزيد من الشفافية في المستقبل، وتقديم بيانات دقيقة وموثوقة حول أعداد الدببة وعمليات الصيد.
كما يجب عليها النظر في بدائل غير مميتة لإدارة الصراعات بين الإنسان والدببة، مثل زيادة برامج التثقيف والتوعية، وتحسين إدارة النفايات، واستخدام وسائل ردع غير ضارة. إن الحفاظ على الدببة في فلوريدا يتطلب اتباع نهج متوازن يأخذ في الاعتبار احتياجات كل من الحيوانات والبشر.
المعالجة المستدامة لأعداد الدببة السوداء، ستبقى مهمة رئيسية لحماية التنوع البيولوجي الفريد في فلوريدا. يجب على أصحاب المصلحة، بما في ذلك الولاية، ومنظمات الحفاظ على البيئة، والمجتمعات المحلية، العمل معًا لضمان مستقبل مزدهر لكل من الدببة والولاية.
