في بداية موسم العطلات المزدحم، وبعد ساعات طويلة من السفر، وجدت جوردان جولوتا ملاذًا في مكان يمنحها الراحة والسلام. في “The Gentle Barn”، وهي منظمة لإنقاذ الحيوانات في ولاية تينيسي تقدم العلاج بالحيوانات، يمكنها أن تحتضن بقرة ودودة أو تداعب أغنامًا بيضاء رقيقة. هذه المرة، اختارت جولوتا تجربة فريدة من نوعها: احتضان ديك رومي أعمى.

العلاج بالاحتضان: تجربة غير تقليدية في The Gentle Barn

لم تكن جلسة احتضان الديك الرومي ضمن خطط جولوتا الأولية، لكنها سرعان ما وجدت نفسها تحتضن “سمادج”، وهو ديك رومي بني اللون، الذي أغلق عينيه ونام بين ذراعيها بعد دقائق قليلة. هذه التجربة المميزة ليست مجرد لحظة عابرة، بل هي جزء من برنامج متنامٍ يهدف إلى تسليط الضوء على الفوائد العلاجية للحيوانات، حتى تلك التي غالبًا ما يُنظر إليها بشكل مختلف مثل الديوك الرومية.

إيلي لاكس، مؤسس The Gentle Barn، يرى أن العالم بدأ يدرك القيمة العلاجية للحيوانات التقليدية مثل الكلاب والقطط والخيول. “لذلك، في The Gentle Barn، نفكر: لماذا لا نضم الديوك الرومية؟” يقول لاكس. الفكرة بدأت تتشكل لديه منذ سنوات، عندما لاحظ أن ديكًا روميًا كان يتبعه في جميع أنحاء المزرعة أثناء قيامه بالأعمال المنزلية، وكأنه يبحث عن التواصل والراحة.

أكثر من مجرد طيور: فهم طبيعة الديوك الرومية

غالبًا ما يُساء فهم الديوك الرومية وتُصوَّر على أنها حيوانات غبية أو غير محبة. لكن لاكس يؤكد أن هذا التصور خاطئ تمامًا. “الديوك الرومية ذكية للغاية ويمكن أن تقدم للناس الراحة والاهتمام الفردي.” يوضح لاكس أن الديوك الرومية لديها القدرة على الشعور بالتعاطف وتقديم الدعم العاطفي، تمامًا مثل الحيوانات العلاجية الأخرى.

جوردان جولوتا، وهي طالبة في علوم الحيوان في جامعة ولاية تينيسي الوسطى، كانت متحمسة لزيارة The Gentle Barn لمقابلة الأبقار، وهي حيوانها المفضل. لكنها اعترفت بأنها اكتشفت شيئًا جديدًا عن الديوك الرومية من خلال هذه التجربة. “إن الديوك الرومية لها طريقتها الخاصة في الحب، وهي مختلفة عن بقية الحيوانات.” تقول جولوتا، مضيفة أنها شعرت بالدفء والراحة بشكل لا يصدق أثناء احتضان الديك الرومي الأعمى.

ملاذ للحيوانات المحتاجة ونافذة للعلاج

The Gentle Barn ليست مجرد مكان للعلاج بالحيوانات، بل هي أيضًا ملاذ للحيوانات التي تم إنقاذها من ظروف معيشية سيئة أو سوء المعاملة. تضم المزرعة حوالي ستين حيوانًا، يعاني العديد منها من إصابات أو يحتاج إلى رعاية خاصة. أحد الديوك الرومية يتلقى علاجًا بالإبر لعلاج آلام الوركين وصعوبة المشي، بينما فقدت إحدى الماعز حوافرها الخلفية بسبب انخفاض حرارة الجسم وتتحرك على كرسي متحرك مخصص.

يهدف لاكس وفريقه إلى إعادة تأهيل هذه الحيوانات ومنحها ملاذًا آمنًا. “نقوم بإعادة تأهيلهم، ونمنحهم الملاذ، وبعد ذلك عندما يصبحون جاهزين، نتشارك معهم لعلاج الأشخاص الذين لديهم نفس قصص الصدمة وربط الناس بحب الحيوانات وسحرها.” يشرح لاكس.

برنامج العطلات والرعاية المستمرة

بالإضافة إلى جلسات العلاج بالحيوانات المنتظمة، يقدم The Gentle Barn جلسات خاصة خلال العطلات، مثل عيد الشكر. خلال هذه الجلسات، يمكن للناس إطعام الديوك الرومية واحتضانها كطريقة بديلة للاحتفال بالعيد، بعيدًا عن فكرة تناولها كوجبة.

كما تتيح المنظمة للناس فرصة رعاية أحد الديوك الرومية التي تم إنقاذها، مما يساعد في تغطية تكاليف رعايتهم. هذه المبادرة لا توفر الدعم المالي للمزرعة فحسب، بل تسمح أيضًا للأفراد بتكوين علاقة خاصة مع هذه الحيوانات الرائعة والمساهمة في رفاهيتها.

مستقبل العلاج بالديوك الرومية

تُظهر تجربة The Gentle Barn أن العلاج بالحيوانات يمكن أن يتجاوز الحيوانات التقليدية ليشمل أنواعًا أخرى قد تكون قادرة على تقديم فوائد علاجية فريدة من نوعها. من خلال تسليط الضوء على ذكاء الديوك الرومية وقدرتها على التعاطف، يأمل لاكس في تغيير التصورات السائدة وتشجيع المزيد من الناس على استكشاف هذه العلاجات غير التقليدية.

في الختام، تقدم The Gentle Barn نموذجًا مبتكرًا للعلاج بالحيوانات، حيث يتم استخدام الديوك الرومية، إلى جانب الحيوانات الأخرى، لمساعدة الناس على التغلب على الصدمات العاطفية وإيجاد السلام والراحة. هذه المبادرة ليست مجرد قصة عن إنقاذ الحيوانات، بل هي أيضًا قصة عن قوة الحب والتعاطف في الشفاء. ندعوكم لزيارة The Gentle Barn أو دعم منظمات مماثلة لتعزيز الرفق بالحيوان والاستفادة من فوائد العلاج بالحيوانات.

شاركها.