نيويورك تتألق: إضاءة شجرة عيد الميلاد في مركز روكفلر تضيء سماء المدينة
تألقت مدينة نيويورك بأجواء احتفالية ساحرة مع إضاءة شجرة عيد الميلاد في مركز روكفلر، الحدث الذي يمثل انطلاق موسم الأعياد. ليلة الأربعاء، شهدت ساحة مركز روكفلر تجمعًا حاشدًا من الناس، يرتدون قبعات سانتا وقلائد الأضواء، للاحتفال بهذا التقليد العريق الذي يضيء القلوب والأجواء. هذا العام، ازدانت الشجرة بأكثر من 50 ألف مصباح LED متعدد الألوان، وتزينت قمتها بنجمة سواروفسكي براقة تزن 408 كيلوجرامات، مما جعلها مشهدًا لا يُنسى.
تاريخ عريق وتقاليد متجددة لشجرة عيد الميلاد في مركز روكفلر
لم تكن شجرة عيد الميلاد في مركز روكفلر مجرد زينة مؤقتة، بل هي رمز للأمل والتكاتف في أوقات عصيبة. يعود تاريخ أول شجرة عيد ميلاد في المركز إلى عام 1931، حيث قام عمال البناء بجمع الأموال لشراء شجرة بسيطة من التنوب البلسمي بارتفاع 6 أمتار. كانت هذه المبادرة بمثابة محاولة لرفع الروح المعنوية خلال فترة الكساد الكبير.
بعد ذلك، أصبح إضاءة الشجرة تقليدًا سنويًا، وأقيم أول حفل رسمي لإضاءة الشجرة في عام 1933. ومنذ ذلك الحين، تطورت الاحتفالات لتصبح حدثًا عالميًا يجذب الملايين من المشاهدين حول العالم. تعتبر هذه الشجرة جزءًا لا يتجزأ من احتفالات رأس السنة في نيويورك، حيث تتزامن مع الاستعدادات للاحتفال بالعام الجديد في تايمز سكوير.
لمسة فنية ونجوم تتألق في حفل الإضاءة
استضافت نجمة موسيقى الريف ريبا ماكنتاير حفل إضاءة الشجرة لهذا العام، خلفًا للمغنية كيلي كلاركسون التي قدمت الحفل في السنوات الأخيرة. وقد أضفى تواجدها أناقة خاصة على الحدث.
لم يقتصر الحفل على إضاءة الشجرة فحسب، بل تضمن فقرات غنائية راقية قدمها نخبة من النجوم، بما في ذلك مايكل بوبليه، ومارك أنتوني، وهالي بيلي، وجوين ستيفاني، وكريستين تشينويث. كما شاركت فرقة الرقص الشهيرة “راديو سيتي روكيتس” التي تحتفل بمرور قرن على تأسيسها، بأداء مبهر أضاف المزيد من البهجة إلى الأمسية. هذا التنوع في العروض الغنائية والراقصة جعل الحفل مناسبًا لجميع الأذواق والأعمار.
قصة مؤثرة وراء اختيار شجرة هذا العام
تأتي شجرة عيد الميلاد لهذا العام من منزل في ضواحي ألباني، على بعد حوالي 240 كيلومترًا شمال مانهاتن. وهي شجرة تنوب نرويجية شامخة يبلغ ارتفاعها 23 مترًا. ما يميز هذه الشجرة هو القصة المؤثرة وراء تبرع العائلة بها.
صاحبة المنزل، جودي روس، أوضحت أن العائلة قررت التبرع بالشجرة تكريمًا لزوجها الراحل دان، الذي توفي قبل خمس سنوات عن عمر يناهز 32 عامًا. وقالت إن الشجرة زرعها أجدادها في عشرينيات القرن الماضي، وأنها تمثل جزءًا من تاريخ عائلتها. وأضافت أن هذا التبرع يساعد في تخفيف حزنهم وتذكرى زوجها الراحل، ويجمع أفراد عائلتهم معًا. إن هذه القصة الإنسانية أضافت بعدًا أعمق لمعنى شجرة عيد الميلاد في مركز روكفلر، وجعلتها رمزًا ليس فقط للفرح والاحتفال، بل أيضًا للتضحية والحب.
مصير الشجرة بعد انتهاء الاحتفالات
بعد انتهاء موسم الأعياد، لن يتم التخلص من شجرة عيد الميلاد في مركز روكفلر بشكل عشوائي. بل سيتم طحنها وتحويلها إلى خشب لاستخدامه في مشاريع الإسكان الميسر التي تنفذها منظمة “Habitat for Humanity” غير الربحية.
هذه المبادرة تعكس التزام مركز روكفلر بالمسؤولية الاجتماعية والبيئية. فبدلًا من أن تتحول الشجرة إلى نفايات، ستساهم في بناء منازل لأسر محتاجة. وهذا يتماشى مع روح العطاء والتكافل التي تمثلها الأعياد. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الخطوة تساهم في تقليل الأثر البيئي للاحتفالات، وتعزيز الاستدامة.
شجرة الأمل: رمز دائم لروح نيويورك
تظل شجرة عيد الميلاد في مركز روكفلر معروضة حتى منتصف شهر يناير، لتستمر في إضفاء البهجة على زوار المدينة. إنها ليست مجرد شجرة مزينة، بل هي رمز للأمل والتفاؤل، وشهادة على قدرة نيويورك على التغلب على التحديات والاحتفال بالحياة. تعتبر هذه الشجرة جزءًا من الهوية الثقافية للمدينة، وتجذب السياح من جميع أنحاء العالم. إنها تذكير دائم بأن الأعياد هي وقت للتجمع مع العائلة والأصدقاء، ومشاركة الفرح والحب مع الآخرين. لا تفوتوا فرصة زيارة هذه التحفة الفنية والتقاط الصور التذكارية بجانبها، والاستمتاع بأجواء الأعياد الساحرة في قلب مدينة نيويورك. كما يمكنكم مشاركة صوركم وتجاربكم عبر وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام هاشتاج #RockefellerChristmasTree.
