واشنطن – أثار قرار محتمل لإدارة ترامب بتقييد الوصول إلى قروض الطلاب غضبًا واسعًا في أوساط منظمات التمريض والرعاية الصحية في الولايات المتحدة. الخطة المثيرة للجدل قد تحد بشكل كبير من المساعدات المالية المتاحة للطلاب الذين يسعون للحصول على درجات عليا في مجالات حيوية مثل التمريض والعلاج الطبيعي والصحة العامة، مما يثير مخاوف بشأن مستقبل هذه القطاعات الحيوية.

خطة ترامب المثيرة للجدل: قيود على قروض الطلاب

تعتبر هذه الخطة جزءًا من ما يسمى بـ “فاتورة الجميل الكبيرة” التي أقرها الكونجرس، وتهدف إلى إعادة تعريف البرامج التي تعتبر “مهنية” لأغراض الحصول على قروض الطلاب الفيدرالية. في السابق، كان بإمكان طلاب الدراسات العليا اقتراض مبالغ تغطي تكلفة شهاداتهم بالكامل. لكن القواعد الجديدة ستقوم بوضع حدود قصوى بناءً على تصنيف البرنامج، مما يعني أن بعض التخصصات ستكون مؤهلة للحصول على قروض أكبر من غيرها.

تعتبر إدارة التعليم المجالات التالية برامج مهنية: الصيدلة، طب الأسنان، الطب البيطري، تقويم العمود الفقري، القانون، الطب، قياس البصر، طب العظام، طب الأرجل، وعلم اللاهوت. بينما تم استبعاد مجالات حيوية مثل التمريض والعلاج الطبيعي ونظافة الأسنان والعلاج المهني والعمل الاجتماعي، بالإضافة إلى تخصصات أخرى مثل الهندسة المعمارية والتعليم والمحاسبة.

التأثير المحتمل على طلاب الرعاية الصحية

من المتوقع أن تدخل هذه القيود حيز التنفيذ في يوليو المقبل، مما يثير قلقًا بالغًا بين الطلاب الحاليين والمستقبليين في مجالات الرعاية الصحية. قد يجد الطلاب أنفسهم يواجهون صعوبات أكبر في تحمل تكاليف التعليم العالي، مما قد يؤدي إلى تقليل عدد المتقدمين لهذه التخصصات.

بموجب الخطة الجديدة، سيتمكن الطلاب في البرامج المهنية من اقتراض ما يصل إلى 50 ألف دولار سنويًا وبحد أقصى 200 ألف دولار إجمالاً. في المقابل، سيقتصر طلاب الدراسات العليا الآخرين، بما في ذلك طلاب التمريض والعلاج الطبيعي، على 20,500 دولار سنويًا وبحد أقصى 100 ألف دولار إجمالاً. هذا الفرق الكبير في حدود القروض قد يجعل الحصول على شهادة متخصصة أكثر تكلفة وصعوبة.

دوافع الإدارة الأمريكية وراء هذه القيود

تزعم إدارة ترامب أن هذه القيود ضرورية لخفض تكاليف التعليم، وأن تحديد سقف للقروض سيشجع الجامعات على خفض الرسوم الدراسية. وتستند الإدارة في هذا التصنيف إلى قانون عام 1965 الذي ينظم المساعدات المالية للطلاب، والذي يتضمن أمثلة للدرجات المهنية ولكنه لا يعتبرها قائمة شاملة. إلا أن إدارة ترامب تشدد على أن الدرجات المذكورة في اللائحة الجديدة فقط هي التي يمكن اعتبارها برامج مهنية.

مخاوف متزايدة بشأن نقص الكوادر التمريضية

تثير هذه الخطة قلقًا خاصًا في ظل النقص المتزايد في الكوادر التمريضية في الولايات المتحدة. وفقًا للجمعية الأمريكية لكليات التمريض، حصل واحد من كل 6 ممرضين مسجلين في البلاد على درجة الماجستير اعتبارًا من عام 2022. وتخشى المنظمات الصحية من أن هذه القيود ستؤدي إلى تفاقم هذا النقص، مما قد يؤثر سلبًا على جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى.

ردود فعل من منظمات الرعاية الصحية

أعرب ائتلاف من منظمات الرعاية الصحية عن غضبه الشديد من هذه الخطة، وحث وزارة التعليم على إعادة النظر في قرارها. ويجادلون بأن درجات الرعاية الصحية بعد البكالوريوس، والتي تعتبر ضرورية للترخيص أو الشهادة، يجب أن تعتبر برامج مهنية. كما يشيرون إلى أن المجالات المستبعدة غالبًا ما يشغلها النساء، وأن الطلب عليها يتزايد باستمرار.

وتؤكد هذه المنظمات أن تحديد سقف لقروض الطلاب الفيدرالية سيجعل النقص المستمر في التمريض أسوأ، ويجبر الطلاب على البحث عن قروض خاصة أكثر تكلفة، ويهدد رعاية المرضى. الرابطة الأمريكية لكليات التمريض حذرت من أن “التأثير على القوى العاملة في مجال التمريض التي تواجه تحديات بالفعل سيكون مدمرا”.

أصوات من داخل المجتمع التمريضي

سوزان برات، ممرضة ورئيسة نقابة تمثل الممرضات في توليدو، أوهايو، أعربت عن خيبة أملها العميقة من هذه الخطة. وقالت إن منح الممرضات فرصة لمواصلة تعليمهن والتقدم في حياتهن المهنية قد اجتذب الشباب إلى هذه المهنة، وأن جعل ذلك أكثر صعوبة قد يؤدي إلى إبعاد الممرضات في المستقبل. وأضافت: “إنها مجرد صفعة على الوجه. عندما كنا أثناء الوباء، ظهرت الممرضات، وهذا هو الشكر الذي نتلقاه”.

الخلاصة

إن خطة إدارة ترامب لتقييد الوصول إلى قروض الطلاب تثير مخاوف جدية بشأن مستقبل الرعاية الصحية في الولايات المتحدة. من خلال استبعاد مجالات حيوية مثل التمريض والعلاج الطبيعي من قائمة البرامج المهنية، قد تؤدي هذه الخطة إلى تفاقم نقص الكوادر التمريضية، وزيادة تكاليف التعليم، وتقليل جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى. من الضروري أن تقوم وزارة التعليم بإعادة النظر في هذا القرار، وأن تأخذ في الاعتبار التأثير المحتمل على الطلاب والمهنيين في مجال الرعاية الصحية والمجتمع ككل. يجب أن يكون الهدف هو تسهيل الوصول إلى التعليم العالي، وليس تقييده، لضمان وجود قوة عاملة مؤهلة قادرة على تلبية احتياجات الرعاية الصحية المتزايدة في البلاد.

شاركها.