طوكيو (أ ف ب) – أصبحت عبارة رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايشي “العمل، العمل، العمل، العمل” هي العبارة الأكثر تداولاً هذا العام في اليابان، وذلك تقديراً لجهودها التاريخية كأول امرأة تتولى منصب رئيس الوزراء في البلاد. هذه العبارة، التي نطق بها المحافظة المتشددة في أكتوبر الماضي بعد انتخابها رئيسة للحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم، أثارت جدلاً واسعاً، لكنها في النهاية رسخت مكانتها كرمز لطموحها وعزيمتها. هذا المقال يستكشف قصة هذه العبارة، وتأثيرها على الرأي العام، والجدل الدائر حول سياسات تاكايشي، بالإضافة إلى تأثيرها على الموضة والثقافة الشعبية في اليابان.

ساناي تاكايشي و”العمل، العمل، العمل، العمل”: صعود إلى السلطة

في بلد يشتهر بثقافة العمل المرهقة، خاصة بالنسبة للنساء اللاتي يتحملن أعباء مزدوجة من العمل المنزلي والرعاية، كان التركيز على “العمل” موضوعاً حساساً. أثارت تصريحات تاكايشي ردود فعل متباينة، حيث اعتبرها البعض تهكماً على الواقع الياباني، بينما رآها آخرون تعبيراً عن حماسها والتزامها تجاه البلاد.

وقد أوضحت تاكايشي أنها لم تقصد تشجيع الإفراط في العمل، بل أرادت فقط التأكيد على تصميمها على بذل قصارى جهدها لخدمة اليابان. ومع ذلك، فإن ساعات عملها الطويلة وقلة نومها أثارت قلق زملائها، حيث عقدت اجتماعات مع مساعديها في وقت مبكر من الصباح، حتى مع تحملها مسؤولية رعاية زوجها الذي يتعافى من سكتة دماغية.

الجدل السياسي وتأثيرها على السياسة اليابانية

لم تقتصر تصريحات تاكايشي على ساعات العمل، بل امتدت لتشمل قضايا سياسية حساسة. ففي غضون أسابيع من توليها منصبها، أثارت خلافاً عميقاً مع بكين بتصريحاتها حول التدخل العسكري الياباني المحتمل في حالة قيام الصين بمهاجمة تايوان.

تهدف تاكايشي إلى استعادة دعم قاعدتها اليمينية بعد الخسائر الانتخابية الكبيرة التي مني بها الحزب الليبرالي الديمقراطي في عهد سلفها. وقد وعدت ببذل جهد شامل لإعادة بناء الحزب واستعادة الدعم الشعبي، مؤكدة على ضرورة العمل الجاد لتحقيق ذلك.

أيقونة الموضة وتأثيرها على الثقافة الشعبية

بعيداً عن السياسة، استحوذت تاكايشي على اهتمام الرأي العام بأسلوبها في الملبس. سارعت النساء إلى تقليد أسلوبها، مما أدى إلى زيادة الإقبال على بعض المنتجات التي تستخدمها، مثل حقيبة “Grace Delight Tote” السوداء، والتي أطلق عليها البعض اسم “حقيبة صنعاء”، وقلم Mitsubishi Pencil Jetstream 4&1 الوردي.

أصبحت هذه المنتجات رمزاً للولاء لتاكايشي، حيث يحرص المعجبون على اقتنائها كطريقة للتعبير عن دعمهم لها. وقد أدى ذلك إلى زيادة مبيعات هذه المنتجات بشكل كبير، حيث نفدت الكميات المتاحة في العديد من المتاجر.

“سانا كاتسو” وتأثيرها على الشباب

أصبح أسلوب تاكايشي في الملبس شائعاً بشكل خاص بين الشابات اللاتي يطلقن على أنفسهن اسم “سانا كاتسو” (مشجعو سناء)، مما يدل على تأثيرها المتزايد على الثقافة الشعبية. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت سياساتها المحافظة المتشددة ستحظى بنفس القدر من الثناء.

هل ساناي تاكايشي نموذجاً نسوياً؟

على الرغم من كونها أول رئيسة وزراء في اليابان، إلا أن تاكايشي لا تعتبر نفسها نموذجاً نسوياً بالمعنى التقليدي. فهي محافظة بشدة وتدافع عن القيم التقليدية للأبوة والجنس في اليابان، وقد أيدت إبقاء خلافة النظام الملكي للذكور فقط، وتعارض تغيير قانون القرن التاسع عشر الذي يسمح للمتزوجين بالاحتفاظ بألقاب منفصلة.

ومع ذلك، يرى البعض أنها تمثل نموذجاً جديداً للنساء اللاتي لم يكن من المعتاد أن يتولين منصب رئيس الوزراء في الماضي. فهي تبرز بقصة شعرها القصيرة وملابس العمل الخالية من الرتوش عن العارضات التقليديات، مما يجعلها نموذجاً يحتذى به للعديد من النساء اللاتي يبحثن عن قدوة.

الخلاصة: مستقبل ساناي تاكايشي واليابان

إن قصة ساناي تاكايشي هي قصة طموح وعزيمة وتحدي. فمن خلال عبارة “العمل، العمل، العمل، العمل”، استطاعت أن تلهم الكثيرين وتثير الجدل في الوقت نفسه. وبينما تواجه تحديات سياسية واجتماعية كبيرة، فإن مستقبلها ومستقبل اليابان يعتمدان على قدرتها على تحقيق التوازن بين التقاليد والتحديث، وبين العمل الجاد والرفاهية. ساناي تاكايشي تمثل نقطة تحول في السياسة اليابانية، وستبقى العمل هو الشعار الذي يرافق مسيرتها. من المؤكد أن تأثيرها على الموضة والثقافة الشعبية سيستمر في النمو، مما يجعلها شخصية محورية في المشهد الياباني المعاصر.

شاركها.