في تطور هام يسلط الضوء على الجهود الدولية المتزايدة لمكافحة الجريمة المنظمة، تمكنت السلطات في سبع دول أوروبية، بدعم من يوروجست واليوروبول، من تفكيك شبكة إجرامية متطورة متخصصة في تهريب الآثار المسروقة. هذه العملية، التي استهدفت عصابة تعمل لأكثر من 16 عامًا، أسفرت عن اعتقال 35 مشتبهاً بهم وضبط مئات القطع الأثرية التي تقدر قيمتها بملايين اليوروهات.

عملية دولية واسعة النطاق لمكافحة تهريب الآثار

العملية المنسقة، التي شملت ألبانيا وبلغاريا وفرنسا وألمانيا واليونان وإيطاليا والمملكة المتحدة، تمثل ضربة قوية للشبكات الإجرامية التي تستغل التراث الثقافي لتحقيق مكاسب مالية غير مشروعة. وقد تم تنفيذ 131 عملية تفتيش استهدفت المنازل والمركبات وخزائن البنوك، مما أدى إلى مصادرة أكثر من 3000 قطعة أثرية، بما في ذلك عملات ذهبية وفضية أثرية، بالإضافة إلى أعمال فنية وأسلحة ومبالغ نقدية كبيرة.

تفاصيل الشبكة الإجرامية وأنشطتها

وفقًا للمدعي العام البلغاري أنخيل كانيف، فإن الشبكة الإجرامية كانت تعمل في أوروبا الغربية ومنطقة البلقان والولايات المتحدة، متخصصة في سرقة وبيع الآثار القديمة من المتاحف والمواقع الأثرية. ويواجه حوالي 20 شخصًا اتهامات بالاتجار بالآثار وغسل الأموال، حيث كشف التحقيق حتى الآن عن أكثر من مليار دولار من الأموال غير المشروعة. هذا يشير إلى حجم الأرباح الهائلة التي كانت تحققها هذه الشبكة من خلال استغلال التراث الثقافي المسروق.

دور اليوروبول ويوروجست في العملية

لعب اليوروبول ويوروجست دورًا حاسمًا في تنسيق هذه العملية المعقدة، حيث قاما بتسهيل تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الدول المشاركة وتوفير الدعم الفني واللوجستي اللازم. إن التعاون الدولي الوثيق هو مفتاح النجاح في مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، وخاصةً في مجال حماية التراث الأثري. باولو بيفيرا، نائب رئيس مديرية حماية التراث الثقافي المتخصصة التابعة لشرطة الكارابينيري الإيطالية، أشاد بالعملية واصفًا إياها بأنها “الأكبر من نوعها على الإطلاق”.

منطقة البلقان وإيطاليا: بؤرة للتهريب

تعتبر منطقة البلقان وإيطاليا من المناطق الأكثر عرضة لعمليات النهب والسرقة الأثرية، نظرًا لغناها بالكنوز الأثرية اليونانية والرومانية التي لا تقدر بثمن. وعلى الرغم من القوانين الوطنية الصارمة، لا تزال هذه القطع الأثرية مطلوبة بشدة في السوق السوداء الدولية، مما يشجع الشبكات الإجرامية على الاستمرار في أنشطتها.

التحديات المستمرة في مكافحة تهريب الآثار

على الرغم من هذا النجاح الكبير، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه جهود مكافحة تهريب الآثار. تشمل هذه التحديات صعوبة تتبع القطع الأثرية المسروقة، وتعقيد القوانين واللوائح المتعلقة بالتراث الثقافي، ونقص الموارد المخصصة لحماية المواقع الأثرية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الطلب المتزايد على الآثار في السوق السوداء الدولية يشكل حافزًا قويًا للشبكات الإجرامية. لذلك، من الضروري تعزيز التعاون الدولي وتبادل المعلومات الاستخباراتية، بالإضافة إلى زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي.

المضبوطات القيمة وأثرها

تضمنت المضبوطات في هذه العملية مجموعة واسعة من القطع الأثرية القيمة، بما في ذلك عملات ذهبية وفضية أثرية، وآثار أخرى تقدر قيمتها بأكثر من 100 مليون يورو. إن استعادة هذه القطع الأثرية يمثل انتصارًا كبيرًا لجهود حماية التراث الثقافي، حيث ستتم إعادتها إلى بلدانها الأصلية أو عرضها في المتاحف. بالإضافة إلى ذلك، فإن كشف هذه الشبكة الإجرامية سيساهم في تعطيل عمليات التهريب المستقبلية وحماية المواقع الأثرية من المزيد من النهب والسرقة.

في الختام، تمثل عملية تفكيك هذه الشبكة الإجرامية خطوة مهمة في مكافحة تهريب الآثار وحماية التراث الثقافي العالمي. إن التعاون الدولي الوثيق وتبادل المعلومات الاستخباراتية هما مفتاح النجاح في هذه المعركة المستمرة. ندعو إلى مزيد من الجهود لتعزيز حماية المواقع الأثرية وزيادة الوعي بأهمية الحفاظ على الآثار القديمة للأجيال القادمة. يمكنكم متابعة آخر الأخبار المتعلقة بحماية التراث الثقافي على موقع اليوروبول ويوروجست.

شاركها.