مع اقتراب فصل الشتاء، يزداد القلق بشأن انتشار الفيروسات التنفسية، وعلى رأسها الإنفلونزا. تشير التقارير الأخيرة من الولايات المتحدة إلى أن نشاط الإنفلونزا لا يزال منخفضًا في معظم المناطق، لكنه بدأ يرتفع في أربع ولايات، مما يثير تساؤلات حول شكل الموسم القادم. هذا الارتفاع المبكر، بالإضافة إلى انتشار فيروسات أخرى مثل RSV والنوروفيروس، يستدعي الحذر واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.
الوضع الحالي للإنفلونزا في الولايات المتحدة
وفقًا لبيانات حديثة صادرة عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن نشاط الإنفلونزا كان مرتفعًا في أربع ولايات فقط حتى الأسبوع الماضي: كولورادو ولويزيانا ونيوجيرسي ونيويورك. في بقية الولايات، بقي النشاط منخفضًا أو ضئيلًا. ومع ذلك، يحذر المسؤولون من أن مؤشرات الخطورة تتزايد، لكنها لا تزال ضمن حدود ما يعتبر موسمًا “معتدلًا”.
من المهم ملاحظة أن مواسم الإنفلونزا غالبًا ما تصل إلى ذروتها في شهر فبراير، مما يعني أن الصورة الكاملة للموسم لا تزال غير واضحة. الوضع الحالي يتطلب مراقبة دقيقة، خاصة وأننا نشهد ارتفاعًا في حالات الإصابة بفيروسات تنفسية أخرى في نفس الوقت.
سلالات الإنفلونزا المقلقة هذا العام
يثير نوع معين من فيروس الإنفلونزا قلقًا خاصًا هذا العام، وهو فيروس A H3N2. تاريخيًا، هذا النوع هو المسؤول عن معظم حالات الدخول إلى المستشفى والوفيات بين كبار السن. الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن غالبية حالات الإصابة بفيروس H3N2 التي تم تحليلها (حوالي 89%) هي نسخة جديدة، تُعرف باسم متغير الفئة الفرعية K، والتي تختلف عن السلالة الموجودة في لقاحات الإنفلونزا لهذا العام.
هذا الاختلاف يثير تساؤلات حول مدى فعالية اللقاحات في الحماية من هذه السلالة الجديدة. على الرغم من ذلك، يؤكد خبراء الصحة العامة أن الحصول على اللقاح لا يزال هو أفضل وسيلة للوقاية من الإنفلونزا ومضاعفاتها، حتى لو لم يكن هناك تطابق تام بين اللقاح والسلالة المنتشرة.
أهمية التطعيم السنوي ضد الإنفلونزا
توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بأن يحصل كل شخص يبلغ من العمر 6 أشهر فما فوق على التطعيم السنوي ضد الإنفلونزا. حوالي 42% من البالغين و41% من الأطفال في الولايات المتحدة قد حصلوا على اللقاح هذا الموسم.
على الرغم من أن اللقاح قد لا يمنع جميع الأعراض، إلا أنه يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة تتطلب دخول المستشفى. تشير التحليلات الأولية من المملكة المتحدة إلى أن اللقاح هذا العام قد يكون فعالًا في هذا الصدد.
فيروسات تنفسية أخرى قيد المراقبة
بالإضافة إلى الإنفلونزا، يراقب الخبراء عن كثب فيروسين تنفسيين آخرين:
فيروس RSV (الفيروس المخلوي التنفسي)
يعتبر فيروس RSV سببًا شائعًا للأعراض الشبيهة بالبرد، ولكنه قد يكون خطيرًا بشكل خاص على الرضع وكبار السن. عادةً ما يصل هذا الفيروس إلى ذروته في شهري ديسمبر ويناير، ولكن يبدو أن الموسم الحالي بدأ في وقت متأخر. ومع ذلك، تشير التحديثات الأخيرة من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى زيادة في حالات الإصابة في الجنوب وبعض الولايات الساحلية.
لحسن الحظ، هناك لقاحات جديدة لفيروس RSV تم ترخيصها في عام 2023 للنساء الحوامل وكبار السن، بالإضافة إلى الأجسام المضادة الوقائية للرضع. هذه التطورات قد تساعد في الحد من انتشار الفيروس وتقليل تأثيره على الفئات الأكثر عرضة للخطر.
فيروس كوفيد-19
على الرغم من أن نشاط فيروس كوفيد-19 منخفض نسبيًا حاليًا، إلا أنه لا يزال من المهم مراقبته. أظهرت الأبحاث أن التطعيم ضد كوفيد-19 يمكن أن يمنع الأطفال من الإصابة بأمراض خطيرة. ومع ذلك، فإن معدلات التطعيم ضد كوفيد-19 منخفضة نسبيًا هذا العام، حيث حصل حوالي 7% من الأطفال و15% من البالغين على اللقاح المحدث.
الخلاصة: الاستعداد لموسم محتمل الصعوبة
مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروسات تنفسية متعددة، بما في ذلك الإنفلونزا، من الضروري اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية نفسك وعائلتك. يشمل ذلك الحصول على التطعيم السنوي ضد الإنفلونزا وكوفيد-19، وممارسة النظافة الجيدة، مثل غسل اليدين بانتظام وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس.
على الرغم من أن الوضع الحالي لا يزال ضمن الحدود المعتدلة، إلا أن الخبراء يحذرون من أن هذا الشتاء قد يكون صعبًا، خاصة مع ظهور سلالات جديدة من فيروس الإنفلونزا وانخفاض معدلات التطعيم. لذلك، من المهم البقاء على اطلاع دائم بأحدث التطورات واتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة.
كلمات مفتاحية ثانوية: فيروس RSV، كوفيد-19، التطعيم، الصحة العامة، الوقاية من الأمراض.
