تعد اللقاحات موضوعًا حيويًا للصحة العامة، وشهدت الأيام الأخيرة تطورات مهمة في الولايات المتحدة الأمريكية، تحديدًا فيما يتعلق باللجنة الاستشارية للقاحات (ACIP). أعلن مسؤولون فيدراليون عن تغييرات في قيادة اللجنة، بالإضافة إلى مناقشات حول جدول تطعيم الأطفال، وخاصةً لقاح التهاب الكبد الوبائي (ب). هذه التغييرات تأتي في ظل جدل متزايد حول فعالية وسلامة اللقاحات، وتثير تساؤلات حول مستقبل برامج التطعيم في البلاد.

إعادة تشكيل اللجنة الاستشارية للقاحات

أعلن وزير الصحة الأمريكي روبرت إف كينيدي جونيور عن تغييرات جذرية في اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين (ACIP). سيغادر مارتن كولدورف، الرئيس الحالي للجنة، منصبه لتولي دور قيادي داخل إدارة الصحة والخدمات الإنسانية. ويأتي هذا التغيير بعد فترة شهدت فيها اللجنة قرارات مثيرة للجدل، خاصةً فيما يتعلق بلقاحات كوفيد-19.

تولي الدكتور كيرك ميلهون رئاسة اللجنة

سيحل الدكتور كيرك ميلهون، وهو طبيب قلب أطفال، محل كولدورف كرئيس جديد للجنة. ميلةون معروف بآرائه التي تربط بين اللقاحات وزيادة حالات أمراض القلب والأوعية الدموية، وهو ما أثار قلقًا واسعًا في الأوساط الطبية. تم تعيين ميلهون في اللجنة في سبتمبر الماضي، ويعكس تعيينه تحولًا ملحوظًا في توجهات اللجنة.

جدول أعمال اللجنة القادم: لقاحات الأطفال والتهاب الكبد الوبائي

من المقرر أن تجتمع اللجنة في وقت لاحق من هذا الأسبوع لمناقشة جدول تطعيم الأطفال وتطعيمات التهاب الكبد الوبائي (ب) المقدمة لحديثي الولادة. هذه المناقشات تأتي في وقت حرج، حيث يواجه برنامج التطعيم الوطني تحديات متزايدة بسبب تزايد الشكوك حول اللقاحات.

الجدل حول لقاح التهاب الكبد الوبائي (ب)

تعتبر توصية إعطاء الجرعة الأولى من لقاح التهاب الكبد الوبائي (ب) للمواليد الجدد خلال 24 ساعة من الولادة من أكثر الجوانب المثيرة للجدل في جدول التطعيم. في سبتمبر، ناقش أعضاء اللجنة الاستشارية للتطعيم ما إذا كان ينبغي تأخير هذا التطعيم الأولي، وهو أمر يمكن للأطباء وأولياء الأمور اختيار القيام به بالفعل. لكن اللجنة انسحبت من التصويت وسط انتقادات من متخصصين مستقلين في طب الأطفال والأمراض المعدية، الذين يؤكدون على سلامة اللقاح وفعاليته في الوقاية من العدوى المزمنة.

قرارات سابقة أثارت جدلاً واسعاً

خلال فترة رئاسة كولدورف، اتخذت اللجنة عدة قرارات أثارت غضب المجموعات الطبية الكبرى. ففي اجتماع يونيو، أوصت اللجنة بإزالة مادة حافظة تسمى الثيميروسال من جرعات لقاح الأنفلونزا، على الرغم من عدم وجود دليل قاطع على أنها تسبب ضررًا. كما أوصت في سبتمبر بفرض قيود جديدة على جرعة مركبة تحمي من الجديري المائي والحصبة والنكاف والحصبة الألمانية. الأكثر إثارة للجدل كان قرار اللجنة بعدم التوصية بلقاحات كوفيد-19، حتى للفئات الأكثر عرضة للخطر، وترك الأمر مسألة اختيار شخصي.

هذه القرارات أثارت انتقادات واسعة من الأطباء والعلماء، الذين حذروا من أنها قد تؤدي إلى تراجع الثقة في التحصين وزيادة انتشار الأمراض المعدية. وقد نصحت العديد من المجموعات الطبية الأطباء والمرضى بالالتزام بالتوجيهات السابقة.

تأثير التغييرات على الثقة العامة في اللقاحات

تأتي هذه التغييرات في وقت يشهد فيه العالم تراجعًا في الثقة في اللقاحات، بسبب انتشار المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة. وقد أعرب 15 من حكام الولايات عن قلقهم من أن قرارات اللجنة تضر بثقة الجمهور في اللقاحات وقدرة الناس على الحصول على جرعات بأسعار معقولة.

من المهم التأكيد على أن الدراسات العلمية أظهرت أن لقاح التهاب الكبد الوبائي (ب) فعال بنسبة 85% إلى 95% في الوقاية من عدوى التهاب الكبد الوبائي المزمن، وأن التطعيمات تعتبر آمنة وفعالة. ومع ذلك، فإن التغييرات الأخيرة في اللجنة الاستشارية للقاحات تثير تساؤلات حول مستقبل برامج التطعيم في الولايات المتحدة، وتدعو إلى مزيد من الشفافية والحوار المفتوح حول قضايا الصحة العامة.

الخلاصة

إن التغييرات الأخيرة في اللجنة الاستشارية للقاحات، وخاصةً تعيين الدكتور كيرك ميلهون رئيسًا، تمثل تحولًا كبيرًا في توجهات هذه اللجنة الهامة. من الضروري مراقبة قرارات اللجنة القادمة وتأثيرها على برامج التطعيم والثقة العامة في اللقاحات. يجب على الأطباء والمرضى الاعتماد على الأدلة العلمية الموثوقة واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن التطعيم، مع الأخذ في الاعتبار المخاطر والفوائد المحتملة. إن الحفاظ على معدلات التطعيم العالية أمر بالغ الأهمية لحماية الصحة العامة والوقاية من الأمراض المعدية.

شاركها.