في تطور مثير للجدل، قامت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بتغيير لغة موقعها الإلكتروني المتعلقة باللقاحات والتوحد، مما أثار عاصفة من الانتقادات من خبراء الصحة العامة وعلماء التوحد. التغيير، الذي يتعلق بالادعاء الطويل الأمد بأن اللقاحات لا تسبب التوحد، أثار تساؤلات حول تأثير السياسات الجديدة على الثقة العامة في التحصينات وسلامة الصحة العامة.

تغيير مثير للجدل في موقف مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بشأن اللقاحات والتوحد

أعلنت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) عن تعديل في صفحة “سلامة اللقاحات” على موقعها الإلكتروني، حيث أشارت إلى أن عبارة “اللقاحات لا تسبب التوحد” لم تعد مدعومة بالأدلة بشكل قاطع. هذا التغيير يأتي في سياق مراجعة أوسع من قبل وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية (HHS) للإجماع العلمي القائم حول سلامة اللقاحات والمنتجات الصيدلانية الأخرى.

هذا التحول في اللغة أثار غضبًا واسع النطاق بين العلماء والمدافعين عن الصحة العامة. مؤسسة علوم التوحد أصدرت بيانًا قويًا، معربة عن “فزعها” من التغييرات التي وصفتها بأنها “تشويه” للمعلومات واستبدالها “بخطاب مناهض للقاحات وأكاذيب صريحة”.

عقود من الدراسات تؤكد سلامة اللقاحات

على الرغم من هذا التغيير، يظل الإجماع العلمي السائد، المدعوم بعقود من الدراسات، ثابتًا: لا يوجد أي دليل على وجود صلة بين اللقاحات ومرض التوحد. الدكتورة سوزان كريسلي، رئيسة الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، أكدت على هذا الاستنتاج “الواضح ولا لبس فيه”.

وأضافت كريسلي، في بيان لها، أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها يجب أن تتوقف عن “إهدار الموارد الحكومية لتضخيم الادعاءات الكاذبة التي تزرع الشك في واحدة من أفضل الأدوات التي لدينا للحفاظ على صحة الأطفال وازدهارهم: التحصينات الروتينية”.

دور روبرت كينيدي جونيور وتأثيره المحتمل

يثير هذا التغيير تساؤلات حول تأثير روبرت كينيدي جونيور، وزير الصحة والخدمات الإنسانية الجديد، والذي طالما دعا إلى إجراء المزيد من البحوث حول العلاقة المحتملة بين اللقاحات والتوحد. لم يتضح بعد ما إذا كان كينيدي قد تدخل بشكل مباشر في تغيير محتوى موقع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، لكن العديد من المسؤولين في الوكالة أعربوا عن دهشتهم من التغيير.

الدكتورة ديبرا حوري، وهي مسؤولة سابقة في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أشارت إلى أن العديد من العلماء في الوكالة لم يكونوا على علم بهذا التغيير، وأن استبعاد العلماء من المراجعات العلمية يمكن أن يؤدي إلى معلومات غير دقيقة.

تقييم شامل و”المعيار الذهبي” للعلوم القائمة على الأدلة

ردت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية على الانتقادات بالإعلان عن إطلاق تقييم شامل لأسباب مرض التوحد، بما في ذلك التحقيقات حول الآليات البيولوجية المحتملة والروابط السببية. المتحدث باسم الوزارة، أندرو نيكسون، أوضح أن التحديثات على موقع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تهدف إلى “تعكس المعيار الذهبي والعلوم القائمة على الأدلة”.

ومع ذلك، يرى العديد من المسؤولين السابقين في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن مصداقية المعلومات التي تنشرها الوكالة حول سلامة اللقاحات قد تضررت. الدكتور دانييل جيرنيجان، وهو مسؤول سابق آخر، اقترح أن كينيدي قد يكون “ينتقل من اتخاذ القرارات القائمة على الأدلة إلى صنع الأدلة القائمة على القرار”.

موقف المشرعين والجدل المستمر

السيناتور بيل كاسيدي، الجمهوري عن ولاية لويزيانا، لعب دورًا في الموافقة على ترشيح كينيدي لمنصب وزير الصحة والخدمات الإنسانية. في البداية، أعرب كاسيدي عن شكوكه حول كينيدي، لكنه ذكر في فبراير أن كينيدي قد تعهد بعدم إزالة اللغة من موقع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها التي تشير إلى أن اللقاحات لا تسبب التوحد.

على الرغم من ذلك، يظل الموقع الجديد يحمل عنوانًا رئيسيًا يقول “اللقاحات لا تسبب مرض التوحد”، ولكنه مصحوب بعلامة نجمة تشير إلى ملاحظة في أسفل الصفحة توضح أن الصياغة “لم تتم إزالتها بسبب الاتفاق مع رئيس لجنة الصحة والتعليم والعمل والمعاشات بمجلس الشيوخ الأمريكي على أنها ستبقى على موقع مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها”.

الخلاصة: أهمية الثقة في اللقاحات

إن تغيير لغة موقع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بشأن اللقاحات والتوحد يمثل تطورًا مقلقًا. في حين أن البحث العلمي المستمر ضروري لفهم أسباب التوحد بشكل كامل، فإن تقويض الثقة في اللقاحات يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على الصحة العامة. من الضروري أن تستند السياسات الصحية إلى الأدلة العلمية القوية، وأن يتم الحفاظ على الشفافية والنزاهة في التواصل مع الجمهور. يجب على الأفراد الاعتماد على مصادر معلومات موثوقة، مثل الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ومنظمة الصحة العالمية، للحصول على معلومات دقيقة حول سلامة وفعالية اللقاحات.

الكلمات المفتاحية الثانوية: سلامة اللقاحات، مرض التوحد، وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية.

شاركها.