لندن تحتفي بـ “بريدجيت جونز” بتمثال دائم في ليستر سكوير، لتنضم إلى نخبة من الشخصيات السينمائية المحبوبة. هذا الحدث يمثل علامة فارقة في تاريخ السينما البريطانية، ويحتفي بـ 25 عامًا من الضحك والمغامرات التي قدمتها لنا “بريدجيت جونز”. الاحتفال بتراث هذه الشخصية الكوميدية يعكس تأثيرها الدائم على الثقافة الشعبية، ويجعلها جزءًا لا يتجزأ من المشهد السينمائي في لندن.
بريدجيت جونز تنضم إلى أساطير ليستر سكوير
أُزيح الستار مؤخرًا عن تمثال برونزي جديد يجسد شخصية “بريدجيت جونز” الشهيرة في ساحة ليستر الصاخبة في لندن. هذا التمثال، الذي يصور الممثلة رينيه زيلويغر في دورها المميز، وهي ترتدي تنورة قصيرة وتمسك بمذكراتها وقلمها، هو أحدث إضافة إلى مسار “مشاهد في الساحة” (Scenes in the Square). هذا المسار يضم بالفعل تماثيل لشخصيات أيقونية أخرى مثل هاري بوتر، وماري بوبينز، وبادينغتون، ومستر بين، وحتى أبطال خارقين مثل باتمان ووندر وومان.
أهمية ليستر سكوير في تاريخ السينما
ليستر سكوير ليست مجرد ساحة عامة؛ بل هي قلب صناعة السينما في لندن. لطالما استضافت العديد من العروض الأولى للأفلام العالمية، وأصبحت وجهة مفضلة لمحبي الأفلام والمشاهير على حد سواء. تم إطلاق مبادرة “مشاهد في الساحة” في عام 2020 للاحتفال بمرور قرن على السينما، وتهدف إلى تكريم الشخصيات التي تركت بصمة لا تُمحى في تاريخ الشاشة الفضية. إضافة “بريدجيت جونز” إلى هذا المسار تعكس مكانتها كواحدة من أبرز الشخصيات الكوميدية الرومانسية في العصر الحديث.
رينيه زيلويغر وهيلين فيلدينغ تحتفلان بالإرث السينمائي
حفل إزاحة الستار عن تمثال “بريدجيت جونز” شهد حضورًا مميزًا، حيث شاركت الممثلة رينيه زيلويغر، التي جسدت الشخصية في أربعة أجزاء من السلسلة، المؤلفة الأصلية هيلين فيلدينغ في هذه المناسبة التاريخية. زيلويغر، التي عادت لتلعب دور بريدجيت في الفيلم الأخير “Bridget Jones: Mad About The Boy”، أعربت عن سعادتها وفخرها بأن تكون شخصيتها جزءًا دائمًا من هذا المعلم الشهير.
“بريدجيت جونز”: أكثر من مجرد سلسلة أفلام
تعد سلسلة أفلام “بريدجيت جونز” بمثابة ظاهرة ثقافية، حيث استطاعت أن تعكس بشكل واقعي ومضحك تحديات الحياة العصرية، خاصة بالنسبة للنساء. الشخصية نفسها، بريدجيت جونز، أصبحت رمزًا للانفتاح والصدق والتغلب على الصعاب، مما جعلها محبوبة لدى جمهور واسع حول العالم. بالإضافة إلى الأفلام، حققت كتب هيلين فيلدينغ نجاحًا كبيرًا، مما عزز مكانة بريدجيت جونز كأيقونة أدبية وسينمائية.
تأثير “بريدجيت جونز” على الثقافة الشعبية
لا يمكن إنكار التأثير الكبير الذي أحدثته “بريدجيت جونز” على الثقافة الشعبية. لقد ألهمت العديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية التي تتناول موضوعات مماثلة، كما أثرت على طريقة تعاملنا مع العلاقات والحب في الحياة الواقعية. الأفلام لم تقتصر على الترفيه فحسب، بل قدمت أيضًا لمحة عن التغيرات الاجتماعية والثقافية التي شهدتها بريطانيا في العقدين الماضيين.
“بريدجيت جونز” هي أيضًا بمثابة تجسيد لروح لندن العصرية والديناميكية، والتمثال الجديد في ليستر سكوير يمثل تكريمًا لهذه الروح. يُتوقع أن يجذب التمثال أعدادًا كبيرة من الزوار والسياح، وأن يصبح مكانًا مفضلًا لالتقاط الصور والتعبير عن الإعجاب بهذه الشخصية المحبوبة. هذا المعلم الجديد يضيف قيمة ثقافية وسياحية لمدينة لندن، ويعزز مكانتها كواحدة من أهم عواصم السينما في العالم.
مستقبل “مشاهد في الساحة” وتأثيره على السياحة
مع إضافة “بريدجيت جونز” إلى مسار “مشاهد في الساحة”، يتضح أن هذه المبادرة تحظى بشعبية كبيرة وتستقطب اهتمامًا متزايدًا. من المرجح أن يتم إضافة المزيد من التماثيل لشخصيات سينمائية أخرى في المستقبل، مما سيجعل هذا المسار أكثر جاذبية للسياح وعشاق الأفلام.
هذا النوع من المعالم السياحية يلعب دورًا هامًا في تعزيز الاقتصاد المحلي، وتشجيع السياحة الثقافية. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يساهم في الحفاظ على التراث السينمائي، ونقله إلى الأجيال القادمة. إن تكريم “بريدجيت جونز” في ليستر سكوير هو خطوة رائعة نحو تحقيق هذه الأهداف، وتعزيز مكانة لندن كمدينة تحتفي بالسينما والفن والثقافة.
تأثير بريدجيت جونز على الأجيال لا يزال مستمرًا، والتمثال يجسد ذلك.
