نيويورك (أ ف ب) – أخذ مدير الإبداع الجديد لـ “شانيل”، ماتيو بلازي، تصميماته إلى مكان غير متوقع يوم الثلاثاء: محطة مترو أنفاق في نيويورك. هذا العرض المبتكر، الذي أقيم في محطة “باوري” المهجورة، لم يكن مجرد استعراض للأزياء، بل كان احتفالًا بالحياة الحضرية وروح مجموعة شانيل للأزياء الراقية، مع التركيز على الحرفية المتقنة التي تشتهر بها الدار. بعد عرضه الأول في باريس قبل أسابيع قليلة، قدم بلازي رؤيته الفريدة لـ “شانيل” في مدينة تعج بالحياة والطاقة.
عرض أزياء شانيل في محطة مترو باوري: مفاجأة نيويورك
كان الموقع سرًا محفوظًا للغاية، حيث تم توجيه الضيوف عبر مدخل متواضع في شارع “باوري”. في البداية، بدا الأمر وكأن “شانيل” قامت ببناء مساحة مناسبات مستوحاة من محطات المترو، مع البلاط المألوف والأبواب الدوارة وكشك لبيع الصحف. لكن المفاجأة الحقيقية كانت في الأسفل، حيث تحولت منصة المترو إلى مدرج للأزياء.
جلس الضيوف على مقاعد تشبه مقاعد المترو، بينما كان الإعلان الصوتي المألوف لسكان نيويورك يتردد: “ابتعدوا عن الأبواب المغلقة!”. ثم، وبشكل غير متوقع، وصل “قطار” – أو بالأحرى، خرجت منه العارضات، لتبدأ بذلك عرضًا فريدًا من نوعه. حضر العرض حشد من المشاهير، بما في ذلك A$AP Rocky، وتيلدا سوينتون، وآيو إديبيري، وكريستين ستيوارت، وصوفيا كوبولا، وغيرهم الكثير، مما أضفى على الحدث بريقًا إضافيًا.
إلهام من المدينة: رؤية بلازي الجديدة لـ “شانيل”
يمثل هذا العرض تحولًا ملحوظًا عن عرض “شانيل” السابق في نيويورك عام 2018، والذي أقيم في معبد دندور المصري في متحف المتروبوليتان للفنون. في ذلك الوقت، أظهر كارل لاغرفيلد، المدير الإبداعي الراحل، تصميمات مستوحاة من فخامة الحضارة المصرية. بينما اختار بلازي التركيز على الحياة اليومية في المدينة، مستلهمًا من ركاب المترو العاديين، من مختلف الأعمار والخلفيات.
وقال بلازي في ملاحظاته حول العرض: “مترو أنفاق نيويورك ملك للجميع”. وأضاف: “إنه مكان مليء باللقاءات الرائعة والصراعات بين الأنماط المختلفة”. هذا التنوع انعكس في التصميمات، التي جمعت بين عناصر من مختلف العصور، بدءًا من عشرينيات القرن الماضي وحتى الوقت الحاضر. أزياء شانيل المستوحاة من المدينة كانت بمثابة لوحة فنية تعكس ديناميكية الحياة في نيويورك.
الحرفية اليدوية في قلب التصميم
لم يكن الهدف من العرض مجرد استعراض الملابس، بل إبراز الحرفية اليدوية التي تقف وراء كل قطعة. كانت العارضات يتجولن على المنصة، ويتصرفن وكأنهن ركاب مترو عاديون، ينتظرن القطارات أو يتكئون على الأعمدة. هذا الأسلوب غير التقليدي ساهم في خلق جو من الأصالة والواقعية.
لاحظت كريستين ستيوارت، بعد حضور عرض ما بعد الظهر، أن العرض بدا وكأنه “كسر للنظام”. وأضافت: “شعرت وكأنني رأيت للتو العديد من الإصدارات المختلفة لشخص يمشي. ولم تكن امرأة واحدة”. هذا الشعور بالتنوع والواقعية كان مقصودًا، حيث أراد بلازي أن يعكس حقيقة أن أزياء شانيل مصممة لجميع النساء، بغض النظر عن أسلوبهن أو خلفياتهن.
“لا غازيت”: صحيفة شانيل الخاصة
لإضفاء المزيد من الأصالة على العرض، قامت “شانيل” بطباعة صحيفة خاصة بها بعنوان “لا غازيت” (La Gazette). تضمنت الصحيفة مقالات ومقابلات تتعلق بالعرض والمجموعة الجديدة.
وكشفت مقابلة مع بلازي أنه استلهم من زيارة غابرييل “كوكو” شانيل إلى نيويورك عام 1931. وقال بلازي إن مترو الأنفاق “يبدو وكأنه دوامة المدينة. إنه يربط كل شيء”. هذا الإلهام من الماضي، جنبًا إلى جنب مع رؤيته المعاصرة، ساهم في خلق مجموعة فريدة من نوعها تعكس روح “شانيل” الخالدة.
خلاصة: عودة شانيل إلى نيويورك بأسلوب جريء
لقد كان عرض “شانيل” في محطة مترو باوري حدثًا تاريخيًا، يمثل عودة جريئة للدار إلى نيويورك. من خلال اختيار موقع غير تقليدي والتركيز على الحرفية اليدوية والتنوع، نجح ماتيو بلازي في تقديم رؤية جديدة لـ “شانيل” تتماشى مع روح المدينة. هذا العرض ليس مجرد استعراض للأزياء، بل هو احتفال بالحياة الحضرية والإبداع والجمال. يمكنكم متابعة أحدث أخبار “شانيل” و تصميمات الأزياء الراقية على موقعنا الإلكتروني وصفحاتنا على وسائل التواصل الاجتماعي.
