متحف ريكس في أيندهوفن: خطوة نحو إتاحة الفن الهولندي للجميع

أعلن متحف ريكس الهولندي، الكنز الفني الذي يضم روائع رامبرانت وفيرمير، عن خطط جريئة لإنشاء فرع جديد في مدينة أيندهوفن الجنوبية. يهدف هذا المشروع الطموح إلى توسيع نطاق الوصول إلى المجموعة الفنية الهولندية الغنية، وإتاحة الفرصة لعدد أكبر من الزوار للاستمتاع بها. يأتي هذا الإعلان في وقت يشهد فيه قطاع المتاحف تحولات كبيرة، مع التركيز المتزايد على إزالة الحواجز أمام الوصول إلى الفن والثقافة.

متحف ريكس أيندهوفن: رؤية جديدة للوصول إلى الفن

لطالما كان متحف ريكس في أمستردام وجهة رئيسية لمحبي الفن من جميع أنحاء العالم، حيث يضم أكثر من مليون قطعة فنية وتاريخية. ومع ذلك، فإن غالبية هذه المجموعة الهائلة لا تزال مخزنة بعيدًا عن أعين الجمهور. يمثل إنشاء فرع في أيندهوفن فرصة فريدة لعرض المزيد من هذه الكنوز، خاصةً في منطقة جنوب هولندا التي قد لا تتمكن من الوصول بسهولة إلى المتحف الرئيسي في أمستردام.

صرح تاكو ديبيتس، مدير المتحف الوطني، بأن متحف ريكس يسعى باستمرار إلى طرق جديدة لمشاركة مجموعته مع الجمهور في جميع أنحاء هولندا. وأضاف أن متحف ريكس في أيندهوفن يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف، وجعل الفن أكثر سهولة للجميع.

دعم محلي وشراكات استراتيجية

لا يتم هذا المشروع بمعزل عن الدعم المحلي. فالمتحف الجديد سيتم بناؤه بفضل التعاون الوثيق بين بلدية أيندهوفن وشركة ASML، الرائدة في صناعة أشباه الموصلات. هذا الدعم المالي واللوجستي يضمن أن يكون للمتحف الجديد تأثير كبير على المشهد الثقافي في المنطقة.

مساحة فنية حديثة في قلب أيندهوفن

من المقرر أن يمتد المتحف الجديد على مساحة تزيد عن 3500 متر مربع في الحدائق الجميلة على ضفاف نهر دوميل، بالقرب من محطة السكك الحديدية المركزية في أيندهوفن. هذا الموقع الاستراتيجي يجعله سهل الوصول إليه من جميع أنحاء المدينة والمنطقة المحيطة بها. من المتوقع أن يستغرق بناء المتحف ما بين ستة وثمانية سنوات، مما يعكس حجم وتعقيد هذا المشروع.

روائع العصر الذهبي الهولندي في متناول اليد

بالإضافة إلى أعمال رامبرانت الشهيرة، مثل لوحة “Nightwatch”، سيضم متحف ريكس في أيندهوفن مجموعة رائعة من روائع العصر الذهبي الهولندي لفنانين بارزين مثل يوهانس فيرمير وفرانس هالس وراشيل رويش. هذه المجموعة المتنوعة ستعرض ثراء وتنوع الفن الهولندي في تلك الفترة التاريخية الهامة.

أيندهوفن: مركز ثقافي وتكنولوجي ناشئ

اختيار أيندهوفن كموقع للفرع الجديد لمتحف ريكس ليس مصادفة. فقد شهدت المدينة تحولًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، من كونها مركزًا صناعيًا تقليديًا إلى مدينة تكنولوجية متطورة. بفضل وجود شركة ASML وجامعة التكنولوجيا المرموقة، أصبحت أيندهوفن تجذب العمال ذوي المهارات العالية من جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى زيادة الاهتمام بالثقافة والفنون.

يعتقد عمدة أيندهوفن، جيروين ديسلبلوم، أن المتحف سيكون إضافة قيمة إلى المشهد الثقافي في المدينة والمنطقة المحيطة بها. بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود متحف ريكس في أيندهوفن سيساهم في تعزيز السياحة في المنطقة، وجذب المزيد من الزوار المهتمين بالفن والتاريخ.

متحف ريكس ينضم إلى قائمة المتاحب ذات الفروع المتعددة

إن مبادرة متحف ريكس لإنشاء فرع جديد في أيندهوفن ليست الأولى من نوعها في عالم المتاحب. فقد سبق لعدة مؤسسات فنية كبرى أن اتخذت خطوات مماثلة لتوسيع نطاق وصولها إلى جمهور أوسع. على سبيل المثال، افتتح متحف اللوفر أبو ظبي في عام 2017 كجزء من شراكة تبادل ثقافي بين الإمارات العربية المتحدة وفرنسا. كما أن هناك متحفًا للوفر في مدينة لانس، شمال فرنسا.

وبالمثل، يضم متحف فيكتوريا وألبرت في لندن، بالإضافة إلى مقره الرئيسي في جنوب كنسينغتون، فرعين آخرين في المدينة، بما في ذلك مخزن حديث تم افتتاحه مؤخرًا في المنطقة الشرقية، حيث يمكن للزوار استكشاف أجزاء من مجموعته الهائلة والتفاعل معها بشكل مباشر.

مستقبل متحف ريكس: نحو إتاحة أوسع للفن الهولندي

يمثل مشروع متحف ريكس في أيندهوفن خطوة مهمة نحو تحقيق رؤية المتحف في إتاحة الفن الهولندي لجمهور أوسع. من خلال توفير مساحة فنية حديثة وسهلة الوصول إليها في قلب مدينة متنامية، سيتمكن المتحف من الوصول إلى شريحة جديدة من الزوار، وتعزيز التقدير للفن والثقافة في جميع أنحاء هولندا.

بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا المشروع سيساهم في تخفيف الضغط على المتحف الرئيسي في أمستردام، الذي يشهد إقبالًا كبيرًا من الزوار، خاصةً في ظل جهود العاصمة الهولندية للحد من السياحة المفرطة. متحف ريكس في أيندهوفن ليس مجرد فرع جديد، بل هو استثمار في مستقبل الفن والثقافة في هولندا.

هل أنت متحمس لزيارة متحف ريكس في أيندهوفن؟ شاركنا رأيك في التعليقات!

شاركها.