في تطور مثير للجدل، أثار قرار إعادة تسمية مركز كينيدي للفنون المسرحية بإضافة اسم الرئيس دونالد ترامب ردود فعل غاضبة، وتصاعدت الأزمة مع انسحاب موسيقي بارز من حفل كان من المقرر إقامته عشية عيد الميلاد. هذا القرار، الذي اتخذه مجلس إدارة المركز المعين من قبل ترامب، أثار انتقادات واسعة النطاق، واعتبره البعض تجاوزًا لسلطة الكونجرس وتشويهًا لإرث الرئيس جون كينيدي. وتأتي هذه الأحداث في سياق نقاش أوسع حول إرث ترامب وتأثيره على المؤسسات الثقافية الأمريكية.
أزمة إعادة تسمية مركز كينيدي: انسحاب موسيقي وتصعيد للانتقادات
أعلن الموسيقي تشاك ريد، عازف الطبول والفيبرافون الذي يتولى قيادة حفل “Jazz Jams” السنوي في مركز كينيدي منذ عام 2006، عن انسحابه من الأداء المقرر عشية عيد الميلاد. جاء هذا القرار بعد أيام قليلة من إعلان البيت الأبيض عن إضافة اسم الرئيس ترامب إلى المركز، وهو ما اعتبره ريد بمثابة “إهانة” لإرث كينيدي.
في رسالة شاركها مع وكالة أسوشيتد برس، أوضح ريد أنه اتخذ هذا القرار بعد رؤية الاسم الجديد يظهر على موقع المركز وفي المبنى نفسه. وأضاف أن الحدث كان “تقليدًا شائعًا جدًا للعطلات” وغالبًا ما يضم طلابًا موسيقيين، معربًا عن أسفه الشديد لإلغاء الحفل.
رد فعل رئيس مركز كينيدي والمطالبة بتعويض
رد رئيس مركز كينيدي، ريتشارد جرينيل، بقوة على قرار ريد، واصفًا إياه بأنه “تعصب كلاسيكي ومكلف للغاية” لمؤسسة فنية غير ربحية. وفي رسالة موجهة إلى ريد، اتهمه جرينيل بأن قراره بالانسحاب كان “بشكل واضح ردًا على إعادة تسمية المركز”، واعتبر ذلك “حيلة سياسية”.
ولم يكتف جرينيل بالانتقاد اللفظي، بل أعلن عن نيته المطالبة بتعويض قدره مليون دولار من ريد “عن هذه الحيلة السياسية”. ولم يصدر رد فوري من ريد على طلب التعليق.
الجدل القانوني والسياسي حول إعادة التسمية
يثير قرار إعادة تسمية مركز كينيدي جدلاً قانونيًا وسياسيًا واسعًا. يرى العديد من الخبراء والمشرعين أن هذا القرار مخالف للقانون، حيث يحظر قانون الكونجرس صراحةً تحويل المركز إلى نصب تذكاري لأي شخص آخر غير الرئيس جون كينيدي، أو وضع اسم شخص آخر على السطح الخارجي للمبنى.
وقد أعربت كيري كينيدي، ابنة أخت الرئيس الراحل، عن تعهدها بإزالة اسم ترامب من المبنى بمجرد مغادرته منصبه. كما انتقد راي سموك، المؤرخ السابق لمجلس النواب، القرار، مشيرًا إلى أن أي تغييرات يجب أن تتم بموافقة الكونجرس.
إرث كينيدي وأهمية مركز كينيدي للفنون المسرحية
تم تسمية مركز كينيدي للفنون المسرحية تكريمًا للرئيس جون كينيدي بعد اغتياله عام 1963. وقد تم تأسيس المركز ليكون نصبًا تذكاريًا حيًا له، ويعتبر رمزًا للثقافة والفنون في الولايات المتحدة.
يستضيف مركز كينيدي مجموعة متنوعة من العروض الفنية، بما في ذلك المسرحيات الموسيقية والباليه والأوبرا والحفلات الموسيقية. كما يضم المركز العديد من المتاحف والمعارض الفنية، ويقدم برامج تعليمية للشباب.
مستقبل مركز كينيدي: تحديات وفرص
تواجه إعادة تسمية مركز كينيدي تحديات كبيرة، حيث تثير انتقادات واسعة النطاق وتثير تساؤلات حول مستقبل المؤسسة. ومع ذلك، يمكن أن توفر هذه الأزمة أيضًا فرصة لإعادة النظر في دور المركز وأهميته في المجتمع الأمريكي.
من المهم أن يظل مركز كينيدي مكانًا يحتفي بالإبداع والفنون، ويعكس قيم التسامح والتنوع. يجب على القادة الجدد للمركز العمل على بناء جسور التواصل مع جميع أفراد المجتمع، وضمان أن يظل المركز رمزًا للفخر الوطني.
الخلاصة:
إن أزمة إعادة تسمية مركز كينيدي تعكس الانقسامات السياسية والثقافية العميقة في الولايات المتحدة. قرار إضافة اسم الرئيس ترامب إلى المركز أثار غضبًا واسع النطاق، وأدى إلى انسحاب موسيقي بارز من حفل كان من المقرر إقامته عشية عيد الميلاد. يبقى مستقبل مركز كينيدي غير واضح، ولكن من المهم أن يظل المركز مكانًا يحتفي بالفنون ويعكس قيم التسامح والتنوع. هذا الجدل حول مركز كينيدي يبرز أهمية الحفاظ على الرموز الوطنية وتجنب تسييس المؤسسات الثقافية. النقاش الدائر حول إعادة تسمية مركز كينيدي يثير تساؤلات حول إرث الرؤساء وتأثيرهم على الثقافة الأمريكية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الخلاف حول مركز كينيدي يسلط الضوء على أهمية احترام إرث جون كينيدي.
