أزمة بي بي سي مع ترامب: اعتذار واتهامات بالتزييف
أصدرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) اعتذارًا علنيًا للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن تعديل خطابه في 6 يناير 2021، لكنها شددت على أنها “تعارض بشدة” وجود أساس لادعاء التشهير الذي قدمه ترامب. تأتي هذه الخطوة في خضم أزمة كبيرة شهدتها بي بي سي خلال الأسبوع الماضي، حيث شهدت استقالة مديرها العام ورئيس قسم الأخبار، بالإضافة إلى تساؤلات حول نزاهة عملها الصحفي.
ما الذي دفع الأزمة الأخيرة؟
بدأت الأزمة عندما نشرت صحيفة ديلي تلغراف اليمينية أجزاء من ملف داخلي لبي بي سي في 3 نوفمبر، والذي تضمن انتقادات لتغطية هيئة الإذاعة لقضايا المتحولين جنسيًا والتحيز المزعوم ضد إسرائيل في الخدمة العربية. كما أشار الملف إلى أن حلقة من سلسلة “بانوراما” بعنوان “ترامب: فرصة ثانية؟” كانت قد تم بثها قبل أيام من الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، وكانت محل نزاع بسبب التعديل المضلل.
التعديل المضلل ورد فعل ترامب
أظهرت الحلقة كيف قامت شركة إنتاج خارجية بدمج ثلاثة اقتباسات من خطاب ترامب في 6 يناير 2021 لتبدو وكأنها اقتباس واحد يحث فيه أنصاره على “القتال مثل الجحيم”. وقد أثار هذا التعديل غضب ترامب ومؤيديه، الذين اتهموا بي بي سي بالتحيز ضدهم. في استجابته، قال ترامب إنه على استعداد لتقديم دعوى قضائية بقيمة تتراوح بين مليار و5 مليارات دولار ضد بي بي سي.
بي بي سي تعتذر وترفض التعويضات
بعد ضغط متزايد، استقالت كبير المسؤولين التنفيذيين في بي بي سي، تيم ديفي، ورئيسة قسم الأخبار، ديبورا تورنيس، بسبب “خطأ في الحكم”. في 9 نوفمبر، أصدرت بي بي سي اعتذارًا علنيًا لترامب، حيث بعث رئيسها، سمير شاه، برسالة إلى البيت الأبيض يعبر فيها عن أسفه لتعديل الخطاب. ومع ذلك، شددت بي بي سي على أنها لن تدفع تعويضات لترامب.
مستقبل بي بي سي في ضوء الأزمة
ستظل بي بي سي تحت التدقيق، خاصة فيما يتعلق بموضوعية تغطيتها الإخبارية. كهيئة إذاعية عامة، من المتوقع أن تكون محايدة، وهو تحدٍ دائم يواجهها. ستكون مراجعة ميثاق هيئة الإذاعة البريطانية، التي ستبدأ قريبًا، فرصة للحكومة لتقييم أداء بي بي سي وتمويلها، بما في ذلك رسوم الترخيص التي تُمول منها.
الخاتمة
تواجه بي بي سي تحديات كبيرة في الحفاظ على نزاهتها وتغطيتها المحايدة للأحداث الإخبارية. بينما تسعى هيئة الإذاعة البريطانية إلى استعادة ثقة الجمهور، سيكون عليها التعامل بحذر مع الانتقادات الموجهة إليها والعمل على تحسين ممارساتها الصحفية. في النهاية، سيكون من المهم لبي بي سي أن تثبت قدرتها على تقديم تغطية إخبارية موضوعية وموثوقة، وستظل مراقبة الجمهور ووسائل الإعلام لها مستمرة. ومع استمرار التحديات التي تواجهها بي بي سي، سيكون أمامها فرصة لإثبات قيمتها كمصدر موثوق للمعلومات في المملكة المتحدة وخارجها.
