وفاة صوفي كينسيلا، مؤلفة “اعترافات مدمن تسوق”، تثير الحزن في الأوساط الأدبية (Sophie Kinsella Death)
توفيت الكاتبة البريطانية صوفي كينسيلا، المعروفة عالميًا بسلسلة رواياتها الرومانسية الخفيفة، وخاصةً “اعترافات مدمن تسوق” (Confessions of a Shopaholic) التي حققت مبيعات هائلة وتحولت إلى فيلم سينمائي ناجح، عن عمر يناهز 55 عامًا. أعلنت عائلتها عن وفاتها يوم الأربعاء، بعد صراع مع سرطان الدماغ. هذا النبأ المحزن أثار موجة من الحزن بين محبيها وقراءها في جميع أنحاء العالم.
حياة صوفي كينسيلا ومسيرتها الأدبية
ولدت مادلين ويكهام، الاسم الحقيقي لصوفي كينسيلا، في لندن لعائلة من المعلمين. لم تكن الكتابة هدفها الأول، بل كانت موهوبة في الموسيقى، حيث عزفت على البيانو والكمان في طفولتها. التحقت بجامعة أكسفورد لدراسة الموسيقى، لكنها تحولت لاحقًا إلى دراسة السياسة والفلسفة والاقتصاد. بعد تخرجها، عملت كصحفية مالية، وهو ما أثر لاحقًا في شخصية بيكي بلوموود، بطلة رواية “اعترافات مدمن تسوق”.
بدأت كينسيلا مسيرتها الأدبية بنشر روايتها الأولى “حفلة التنس” عام 1995 باسمها الحقيقي، ثم تبعتها أعمال أخرى. لكن الشهرة الحقيقية جاءت مع سلسلة “محبي التسوق” التي بدأت عام 2000 برواية “عالم الأحلام السري لمدمني التسوق” (The Secret Dreamworld of Shopaholics) والتي عُرفت باسم “اعترافات مدمن تسوق” في الولايات المتحدة.
نجاح ساحق لسلسلة “محبي التسوق”
حققت سلسلة “محبي التسوق” نجاحًا باهرًا، حيث بيعت منها أكثر من 45 مليون نسخة حول العالم، وتُرجمت إلى عشرات اللغات. تدور أحداث الرواية حول بيكي بلوموود، الصحفية المالية التي تعاني من إدمان التسوق وتواجه صعوبات مالية بسبب ذلك. تتميز الرواية بأسلوبها الفكاهي الخفيف وقدرتها على تصوير الحياة اليومية للمرأة العصرية بطريقة مرحة وجذابة.
اختارت كينسيلا اسمًا مستعارًا، صوفي كينسيلا، لنشر هذه السلسلة، وهو اسم والدتها قبل الزواج، وذلك لأنها أرادت تقديم عمل مختلف عن أعمالها السابقة. وقد نجحت في ذلك، حيث أصبحت “صوفي كينسيلا” اسمًا لامعًا في عالم الأدب الرومانسي. بالإضافة إلى “اعترافات مدمن تسوق”، كتبت كينسيلا العديد من الروايات الأخرى الناجحة مثل “محبي التسوق يأخذون مانهاتن” و”محبي التسوق يربطون العقدة”.
صراعها مع المرض وإرثها الأدبي
في أبريل 2024، أعلنت كينسيلا عن تشخيص إصابتها بالورم الأرومي الدبقي، وهو نوع عدواني من سرطان الدماغ. احتفظت بالأخبار سرًا لفترة من الوقت لحماية أطفالها، لكنها قررت مشاركتها مع الجمهور بعد ذلك. على الرغم من مرضها، استمرت كينسيلا في الكتابة، ونشرت رواية قصيرة بعنوان “كيف يبدو الأمر” تتناول تجربتها مع المرض.
تركت صوفي كينسيلا إرثًا أدبيًا غنيًا، حيث ألهمت أعمالها الملايين من القراء حول العالم. كانت تتميز بقدرتها على المزج بين الفكاهة والرومانسية في قصصها، مما جعلها محبوبة لدى جمهور واسع. بالإضافة إلى ذلك، كانت كينسيلا شخصية متواضعة ومحبة للحياة، وقد عبرت عائلتها عن حزنها العميق لفقدانها.
ردود الفعل على وفاة صوفي كينسيلا
أثارت وفاة صوفي كينسيلا ردود فعل واسعة النطاق في الأوساط الأدبية والإعلامية. عبر العديد من الكتاب والمشاهير عن حزنهم العميق، وأشادوا بموهبتها وإبداعها. كتبت العديد من الصحف والمجلات مقالات عن حياتها ومسيرتها الأدبية، مؤكدة على تأثيرها الكبير في عالم الأدب الرومانسي.
تعتبر صوفي كينسيلا مثالًا ملهمًا للعديد من الكتاب الطموحين، حيث أثبتت أن النجاح ممكن بالعمل الجاد والإصرار. ستظل أعمالها خالدة في ذاكرة القراء، وستستمر في إلهام الأجيال القادمة. صوفي كينسيلا، الاسم الذي ارتبط بالضحك والسعادة، سيظل محفورًا في قلوب محبيها.
في الختام، فقد العالم كاتبة موهوبة وشخصية محبوبة. وفاة صوفي كينسيلا هي خسارة كبيرة لعالم الأدب، ولكن إرثها الأدبي سيظل حيًا إلى الأبد. نتمنى لعائلتها الصبر والسلوان في هذا الوقت العصيب. يمكن للقراء استكشاف المزيد من أعمال الروايات الرومانسية المشابهة لكينسيلا، أو البحث عن معلومات حول سرطان الدماغ وسبل دعم الأبحاث المتعلقة به.
