بانكوك (أ ف ب) – في ليلة مليئة بالدراما والجدل، توجت المكسيكية فاطمة بوش فرنانديز بلقب ملكة جمال الكون 2025. هذا الفوز، الذي تحقق يوم الجمعة، لم يكن مجرد تتويج لجمالها وأناقتها، بل كان انتصارًا لقوة الشخصية والقدرة على مواجهة التحديات، خاصةً بعد المواقف الصعبة التي واجهتها خلال الدورة 74 من المسابقة في بانكوك. ملكة جمال الكون 2025 أثبتت أن الجمال الحقيقي يكمن في الثقة بالنفس والتمسك بالقيم.

فوز تاريخي في ظل ظروف استثنائية

لم يكن طريق فاطمة بوش نحو التاج مفروشًا بالورود. فقد بدأت القصة بتوبيخ لاذع تعرضت له من قبل المدير الوطني التايلاندي، نوّات إتساراجريسيل، خلال فعاليات المسابقة. هذا التوبيخ، الذي يتعلق بعدم اتباعها تعليماته بشأن الأنشطة الترويجية، أثار عاصفة من الانتقادات والتضامن معها. الجدل تصاعد بسرعة، وشهدت المسابقة انسحابات واعتذارات مؤثرة، مما زاد من حدة التوتر.

وعند إعلان فوزها، انفجر الجمهور بالتصفيق والهتافات، ولوح المشجعون بالأعلام المكسيكية تعبيرًا عن فرحتهم. في حديثها بعد التتويج، عبرت بوش عن أملها في أن يتذكرها الجميع كشخص “غيّر قليلاً النموذج الأولي لملكة جمال الكون وشخص حقيقي يمنح القلب”. كما أشادت بالمسابقة باعتبارها “منصة قوية توفر المساحة التي تبحث عنها النساء ليكون لهن صوت”.

النتائج النهائية وتألق المتسابقات

حلّت برافينار سينغ من تايلاند في المركز الثاني، بينما حصلت ستيفاني أدريانا أباسالي ناصر من فنزويلا على المركز الثالث. أما الفلبينية أهتيسا مانالو، فجاءت في المركز الرابع، في حين حلت ملكة جمال ساحل العاج، أوليفيا ياسي، في المركز الخامس. هذه النتائج تعكس التنافس الشديد بين المتسابقات، وتنوع الجمال والثقافة الذي تمثلهن. مسابقة ملكة جمال الكون ليست مجرد عرض للأزياء، بل هي احتفال بالمرأة وقدراتها.

أزمة التوبيخ وتصاعد التضامن

الأزمة الحقيقية بدأت عندما قام نوّات إتساراجريسيل بتوبيخ فاطمة بوش علنًا، واتهمها بعدم احترام التعليمات. وقد وصل الأمر إلى استدعاء الأمن عندما حاولت بوش الدفاع عن نفسها. هذا التصرف أثار غضبًا واسعًا، وتضامن معه العديد من المتسابقات، بما في ذلك ملكة جمال الكون 2024، فيكتوريا كيار ثيلفيج من الدنمارك.

بوش ردت على التوبيخ بتصريح قوي، قائلة: “ما فعله مديرك غير محترم. وصفني بالغبية. إذا أخذ ذلك كرامتك، عليك أن تذهب.” هذا الرد الحازم أظهر قوة شخصيتها ورفضها للإهانة. رئيس منظمة ملكة جمال الكون، رجل الأعمال المكسيكي راؤول روشا كانتو، أدان بشدة سلوك نوّات، ووصفه بأنه “عدوان عام” و”إساءة خطيرة”.

دعم رسمي ورفض للتقاليد

حتى رئيسة المكسيك، كلوديا شينباوموتكدست، تدخلت لدعم بوش، معربة عن “اعترافها” بملكة جمال المكسيك لتعبيرها عن رفضها بطريقة “كريمة”. وأضافت: “يبدو لي أن هذا مثال على الكيفية التي ينبغي بها على النساء أن يرفعن أصواتهن.” هذا الدعم الرسمي يعكس التقدير المتزايد لدور المرأة في المجتمع، وأهمية التعبير عن الرأي بحرية. المرأة القوية هي رمز للمستقبل.

اعتذار متأخر وخلافات أخرى

بعد الضغوط الكبيرة، اضطر نوّات إتساراجريسيل إلى الاعتذار عن تصرفاته، وبدا عليه التأثر الشديد. وقال أمام المتسابقات: “إذا كان أي شخص (كان) متأثرًا ولم يكن مرتاحًا لما حدث، فأنا آسف جدًا.” ثم حاول التقليل من شأن الأمر قائلاً: “لقد مر الأمر. حسنًا؟ هل أنتم سعداء؟”

لم يكن هذا هو الجدل الوحيد الذي واجهته المسابقة. فقد شهدت استقالة اثنين من الحكام، حيث أشار أحدهم إلى وجود تزوير في النتائج، وهو ما تم نفيه لاحقًا. كما كشفت تحقيقات الشرطة التايلاندية عن ترويج غير قانوني للكازينوهات على الإنترنت كجزء من الدعاية للحدث.

الدروس المستفادة من مسابقة ملكة جمال الكون 2025

مسابقة ملكة جمال الكون 2025 لم تكن مجرد حدث ترفيهي، بل كانت فرصة للتفكير في قضايا مهمة تتعلق بالمرأة والمساواة والاحترام. لقد أظهرت المسابقة أهمية التعبير عن الرأي، ورفض الإهانة، والتضامن مع الآخرين. كما سلطت الضوء على التحديات التي تواجهها المرأة في المجتمع، والحاجة إلى دعمها وتمكينها. هذه المسابقة ستظل محفورة في الذاكرة كرمز للانتصار على الظلم، وقوة الإرادة، وأهمية التمسك بالقيم. الجمهور ينتظر بفارغ الصبر رؤية ما ستحققه فاطمة بوش خلال فترة ولايتها كملكة جمال الكون.

شاركها.