في مواجهة ضغوط شعبية كبيرة، اتخذت لجنة الإشراف على تلفزيون ألاباما العام قرارًا حاسمًا يوم الثلاثاء، بالمحافظة على عقدها مع شبكة PBS، رافضة بذلك، على الأقل في الوقت الحالي، أن تكون الولاية الأولى التي تقطع علاقاتها مع هذه الشبكة الإعلامية العملاقة. يأتي هذا القرار وسط جدل حول التمويل الفيدرالي، والاتهامات بالتحيز السياسي، ومخاوف واسعة النطاق بشأن فقدان برامج تعليمية وترفيهية قيّمة. هذا المقال سيتناول تفاصيل هذا القرار، الأسباب التي أدت إليه، والردود الفعل التي أثارها، مع التركيز على أهمية تلفزيون ألاباما العام ودوره في المجتمع.

قرار تاريخي: الحفاظ على بث PBS في ألاباما

صوّتت لجنة التلفزيون التعليمي في ألاباما بالإجماع لصالح الالتزام بالعقد الحالي مع PBS، والذي يستمر حتى شهر يوليو القادم. كما قررت اللجنة تشكيل لجنة فرعية جديدة مهمتها استكشاف مستقبل تلفزيون ألاباما العام وتحديد أفضل السبل لضمان استمراريته وخدمته للمجتمع.

الاقتراح الذي كان يهدف إلى إرسال إشعار بعدم التجديد للعقد، والذي يعتبر الخطوة الأولى نحو قطع العلاقات مع PBS، لم يحصل على تأييد كافٍ ليعتمد. هذا يعني أن برامج PBS المحبوبة، مثل “شارع سمسم” و”حارة السيد روجرز” و”Antiques Roadshow” و”PBS NewsHour”، ستستمر في البث عبر قناة الولاية في المستقبل القريب.

خلفية الجدل: تخفيضات الميزانية والاتهامات بالتحيز

بدأ الجدل حول مستقبل PBS في ألاباما الشهر الماضي، عندما طرح عضوان في اللجنة فكرة الانفصال عن الشبكة. استند هذا الطرح إلى عدة عوامل، أبرزها التخفيضات المتزايدة في الميزانية الفيدرالية المخصصة للبث العام، والاتهامات التي وجهها الرئيس السابق دونالد ترامب وأنصاره الآخرون بالتحيز في البرامج الإخبارية التي تقدمها PBS.

هذه المقترحات أثارت ردود فعل غاضبة من مشاهدي التلفزيون العام في ألاباما، ومن الجهات المانحة التي تدعم البث العام في الولاية. العديد اعتبروا أن قطع العلاقات مع PBS سيكون بمثابة خسارة كبيرة للمجتمع، خاصةً للأطفال والعائلات التي تعتمد على برامجها التعليمية والترفيهية.

مظاهرات شعبية ودعم واسع لـ PBS

شهد اجتماع اللجنة يوم الثلاثاء تجمعًا حاشدًا لأكثر من 150 شخصًا، داخل وخارج مبنى الاجتماعات، للتعبير عن دعمهم لـ PBS ومعارضتهم لأي محاولة لقطع العلاقات معها.

المتظاهرون حملوا لافتات كتب عليها شعارات مثل “أنقذوا PBS” و”إلمو يقول لا تكن لئيمًا مع أطفال ألاباما”. كما ارتدى بعضهم ملابس أو قمصانًا مستوحاة من شخصيات PBS الشهيرة، مثل Cookie Monster وBig Bird. شارك العديد من المتحدثين قصصًا شخصية حول الفوائد التي جنيتها عائلاتهم من برامج PBS.

ديانا إيسوم، وهي معلمة بديلة تبلغ من العمر 28 عامًا، كانت من بين المتحدثين المؤثرين. روت كيف ساهمت برامج PBS في تطوير مهارات ابنها المصاب بالتوحد، الذي كان يعاني في البداية من صعوبة في التحدث والمشي، ولكنه الآن يلحق بمرحلة ما قبل رياض الأطفال. وأكدت أن الأطفال في عيادة التوحد التي يرتادها ابنها يشاهدون برامج PBS كل يوم، وأن هذه البرامج تحدث فرقًا كبيرًا في حياتهم.

التداعيات المالية المحتملة

على الرغم من قرار الحفاظ على العقد، لا تزال هناك تحديات مالية تواجه تلفزيون ألاباما العام. توفر مؤسسة البث العام حوالي 2.8 مليون دولار سنويًا لتلفزيون ألاباما العام، ولكن هذه الأموال مخصصة للمؤسسة بشكل عام، ولا تُستخدم بشكل مباشر لشراء برامج PBS. مع التخفيضات المتوقعة في الميزانية الفيدرالية، من المتوقع أن تتضاءل هذه الأموال.

يدفع تلفزيون ألاباما العام حوالي 2.2 مليون دولار سنويًا لشراء برامج PBS. وحسب تقديرات المدير التنفيذي للتلفزيون، واين ريد، فإن استبدال هذه البرامج والدعم الرقمي الذي يتلقونه حاليًا من PBS سيكلف ما يقدر بنحو 3.5 مليون دولار سنويًا. كما حذر من أن قطع العلاقات مع PBS قد يؤدي إلى انخفاض عدد العضويات، التي تعتبر مصدرًا هامًا للدعم المالي.

مستقبل البث العام في ألاباما

على الرغم من أن قرار يوم الثلاثاء يمثل انتصارًا مؤقتًا لمؤيدي PBS، إلا أن القضية لم تحسم بعد. أكد رئيس اللجنة، فيريس ستيفنز، أن هذا القرار يمثل “إشارة إلى أنهم غير مهتمين بالسير في هذا الاتجاه” في الوقت الحالي، ولكنه لم يستبعد عودة القضية إلى الظهور في المستقبل.

عضو اللجنة بيت كونروي، الذي كان من الداعمين للحفاظ على برامج PBS، يعتقد أن الإقبال القوي والقصص الشخصية ساعدت في التأثير على قرار اللجنة. لكنه حذر من ضرورة اليقظة، وأكد أن الأمر يتطلب “تصحيحًا للمسار” لضمان استمرار دعم البرامج التعليمية في الولاية.

في الختام، يمثل قرار لجنة تلفزيون ألاباما العام بالحفاظ على عقدها مع PBS لحظة حاسمة في مستقبل البث العام في الولاية. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات مالية وسياسية قائمة، ويتطلب الأمر جهودًا متواصلة من المجتمع المحلي والجهات المانحة لضمان استمرار هذا المورد القيّم للأجيال القادمة. ندعو القراء إلى مشاركة آرائهم حول هذا الموضوع، والتعبير عن دعمهم للبث العام في ألاباما.

شاركها.