في تطور دراماتيكي للقضية التي شغلت الأوساط الموسيقية والقانونية لعقود، ألغت قاضية أمريكية الإدانة بحق أحد المتهمين في مقتل نجم الراب جاسم ماستر جاي، عضو فرقة Run-DMC الشهيرة، عام 2002. القرار، الذي صدر يوم الجمعة، يمثل نقطة تحول مفاجئة في هذه القضية المعقدة، ويطرح تساؤلات جديدة حول ملابسات الجريمة ودوافعها. القضية، التي استعصت على المحققين لسنوات طويلة، عادت إلى الواجهة مع إدانة رجلين في عام 2024، لكن هذا الحكم بات الآن موضع شك.

إلغاء الإدانة: غياب الدليل على الدافع

القاضية لاشان دي أرسي هول، من المحكمة الفيدرالية في بروكلين، أمرت بإلغاء إدانة كارل جوردان جونيور بتهمة القتل. السبب الرئيسي وراء هذا القرار هو عدم كفاية الأدلة التي تثبت وجود دافع لدى جوردان لارتكاب الجريمة. هذا التطور يأتي في الوقت الذي أيدت فيه القاضية إدانة المتهم الآخر، رونالد واشنطن، مما يزيد من التعقيد والغموض حول القضية.

كان الادعاء قد قدم شهودًا زعموا رؤية جوردان وهو يطلق النار على جاسم ماستر جاي في استوديو التسجيل الخاص به في كوينز عام 2002. كما شهد أحد المستأجرين في منزل جوردان أنه سمع اعترافًا منه بالجريمة. ومع ذلك، وبعد دراسة متأنية للأدلة، خلصت القاضية إلى أن هذه الأدلة لا تدعم بشكل قاطع الادعاء بأن جوردان كان لديه دافع للانتقام من صفقة مخدرات فاشلة، وهو الدافع الذي استند إليه الادعاء بشكل كبير.

ملابسات القضية وتاريخ جاسم ماستر جاي

جاسم ماستر جاي، واسمه الحقيقي جيسون ميزيل، كان شخصية محورية في فرقة Run-DMC، التي ساهمت بشكل كبير في انتشار موسيقى الهيب هوب في الثمانينيات من خلال أغانيها الناجحة مثل “It’s Tricky” وريمكس أغنية “Walk This Way” لفرقة إيروسميث. وفاته المفاجئة في عام 2002، بعد سنوات قليلة من مقتل كل من توباك شاكور وThe Notorious BIG، أضافت إلى سلسلة العنف المأساوية التي شهدتها أوساط موسيقى الراب في مطلع الألفية. كان ميزيل يبلغ من العمر 37 عامًا وقت وفاته.

التحقيقات في القضية استمرت لسنوات طويلة دون تحقيق نتائج ملموسة. لم يتم اعتقال أي مشتبه به حتى عام 2020، عندما تم القبض على واشنطن والأردن. كانت إدانتهما في عام 2024 بمثابة بارقة أمل في تحقيق العدالة لأحد رواد موسيقى الراب. لكن قرار إلغاء الإدانة بحق جوردان يعيد القضية إلى نقطة البداية، ويفتح الباب أمام المزيد من التساؤلات.

دوافع القتل: صفقات المخدرات والشكوك

وفقًا للادعاء، كان جاسم ماستر جاي متورطًا في صفقات الكوكايين، مما جعله هدفًا محتملًا للانتقام. كان الدافع المزعوم وراء القتل هو صفقة مخدرات فاشلة بين واشنطن والأردن وميزيل. الادعاء قدم أدلة على وجود علاقات مشبوهة بين واشنطن وبائع مخدرات في بالتيمور، وأن هذه العلاقات قد أدت إلى إفشال صفقة كوكايين محتملة بقيمة كبيرة.

القاضية هول اعترفت بأن الأدلة المتعلقة بهذا الدافع كانت أقوى ضد واشنطن منها ضد جوردان. وقد كتبت في قرارها أن هيئة المحلفين يمكن أن تستنتج بشكل معقول أن واشنطن كان لديه دافع للانتقام من ميزيل بسبب استبعاده من الصفقة المحتملة. لكنها في المقابل، تساءلت عن وجود أي دليل يربط جوردان بالرغبة في الانتقام من ميزيل.

تطورات أخرى في القضية ومستقبل التحقيقات

في الوقت نفسه، رفضت القاضية طلب واشنطن بالبراءة أو بمحاكمة جديدة. محامية واشنطن، سوزان كيلمان، أشارت إلى أنهم قد يتابعون المزيد من الاستئنافات.

يجدر بالذكر أن هناك متهمًا ثالثًا في القضية، وهو جاي براينت، الذي اتُهم بقتل ميزيل في عام 2023. الادعاء قدم أدلة تشير إلى وجود الحمض النووي لبراينت على قبعة عثر عليها في مكان الجريمة، بالإضافة إلى شهادة من عم براينت زعم فيها أن ابن أخيه قد اعترف له بالجريمة. لكن براينت ينفي التهم الموجهة إليه وينتظر المحاكمة.

العدالة المتأخرة ومستقبل قضية جاسم ماستر جاي

هذا التطور يذكرنا بالصعوبات التي تواجه تحقيق العدالة في القضايا المعقدة التي مرت عليها سنوات طويلة. قضية جاسم ماستر جاي، على الرغم من مرور أكثر من عقدين على وقوع الجريمة، لا تزال تثير اهتمامًا كبيرًا وتستحق المزيد من التحقيقات.

القرار بإلغاء الإدانة بحق كارل جوردان جونيور يفتح الباب أمام إعادة تقييم الأدلة والبحث عن حقائق جديدة. من الضروري أن يتم إجراء تحقيق شامل وشفاف لضمان محاسبة جميع المسؤولين عن مقتل هذا النجم الأسطوري لموسيقى الهيب هوب. العدالة، حتى وإن تأخرت، يجب أن تتحقق في النهاية.

الكلمات المفتاحية الثانوية المستخدمة: Run-DMC، موسيقى الراب، التحقيقات الجنائية.

شاركها.