أخبار سارة لمحبي السينما وصناع الأفلام الطموحين! جامعة ميشيغان تستعد لفتح أبواب أرشيفها الثمين أمام الباحثين والمهتمين، ليحتوي هذا الأرشيف على كنوز سينمائية حقيقية تخص المخرج والكاتب الشهير لورانس كاسدان. هذه الخطوة تتيح فرصة فريدة للغوص في عقل أحد أبرز صناع الأفلام في جيلهم، واستكشاف أسرار نجاح أعماله الخالدة.

أرشيف لورانس كاسدان: رحلة عبر تاريخ السينما

يتكون الأرشيف من أكثر من 150 صندوقًا مليئة بالوثائق والمواد التي توثق مسيرة لورانس كاسدان المهنية الغنية. تشمل هذه المواد نصوصًا أولية، وأوراق عمل، وصورًا فوتوغرافية نادرة، وتسجيلات صوتية تكشف عن تفاصيل مثيرة وراء الكواليس. يعتبر هذا الأرشيف بمثابة كنز دفين للباحثين في مجال السينما، والطلاب، وعشاق الأفلام الذين يرغبون في فهم عملية صناعة الأفلام بشكل أعمق.

كاسدان، البالغ من العمر 76 عامًا، عبّر عن سعادته الغامرة بإتاحة هذه الفرصة للجمهور. “كل ما أردت فعله هو أن أصبح مخرجًا سينمائيًا. وهكذا، كانت كل التفاصيل تعني شيئًا بالنسبة لي. لا يمكنني أن أكون أكثر سعادة بإتاحة هذا الكم الهائل من الأشياء لأي شخص مهتم.” هذا التصريح يعكس مدى شغفه بالسينما وأهمية الحفاظ على تاريخها.

من “The Big Chill” إلى “Star Wars”: لمحات من الأرشيف

الأرشيف لا يقتصر على أعماله المعروفة فحسب، بل يتضمن أيضًا مشاريع لم ترَ النور. من بين أبرز ما يحتويه، مواد تتعلق بفيلم “The Big Chill” عام 1983، والذي شهد بداية ظهور الممثل كيفن كوستنر في عالم السينما.

في الواقع، يكشف الأرشيف عن قصة مثيرة حول مشهد حُذف من الفيلم، والذي كان من المفترض أن يكون نقطة انطلاق لكوستنر. يُعتقد أن الأرشيف يحتوي على الصور الوحيدة المتبقية لهذا المشهد المحذوف، مما يجعله اكتشافًا هامًا لمحبي الفيلم والممثل.

بالإضافة إلى ذلك، يضم الأرشيف مواد قيمة حول مشاريع كاسدان الضخمة مثل “غزاة السفينة المفقودة” (Raiders of the Lost Ark)، حيث يمكن للباحثين العثور على تسجيلات صوتية لمناقشاته مع المخرج ستيفن سبيلبرغ والمنتج جورج لوكاس. كما يتضمن صورًا فوتوغرافية حصرية التقطها فريق العمل أثناء تصوير الأفلام.

كنوز سينمائية ملموسة: الدعائم والأزياء

لا يقتصر الأرشيف على الوثائق والصور، بل يمتد ليشمل دعائم وأزياء أصلية من أفلام كاسدان. من بين هذه الدعائم، قبعة رعاة البقر التي ارتداها كيفن كوستنر في فيلم “Silverado” عام 1985. هذه القطع المادية تضيف بعدًا إضافيًا للأرشيف، وتسمح للباحثين بالتفاعل مع تاريخ السينما بطريقة ملموسة.

كاسدان وكوستنر تعاونا أيضًا في فيلم “Wyatt Earp” في التسعينيات، بالإضافة إلى فيلم “The Bodyguard” الذي كتبه كاسدان. هذه الشراكات السينمائية المثمرة تعكس العلاقة القوية بين المخرج والممثل، وتظهر في العديد من المواد الموجودة في الأرشيف.

ترتيب الأرشيف وإتاحته للجمهور

يعمل موظفو المكتبة حاليًا على ترتيب وفهرسة مواد لورانس كاسدان بشكل زمني. الأعمال الأولى التي ستكون متاحة للباحثين هي تلك التي تعود إلى بدايات مسيرته المهنية، مثل “Body Heat” و”The Big Chill”، بالإضافة إلى نصوصه الكلاسيكية من سلسلة “Star Wars” مثل “The Empire Strikes Back” و”Return of the Jedi”.

من المتوقع أن يتم الانتهاء من معالجة جميع المواد بحلول نهاية عام 2026. ويأمل أمين المجموعة، فيل هولمان، أن يتمكن كاسدان من زيارة الأرشيف في الخريف المقبل، والمشاركة في ندوة لمناقشة أعماله.

مكانة كاسدان في تاريخ السينما

يُعد لورانس كاسدان من بين أبرز صناع الأفلام في جيلهم، وقد ترك بصمة واضحة في تاريخ السينما. بصفته كاتبًا ومخرجًا، ساهم في إعادة إحياء شخصيات سينمائية شهيرة مثل إنديانا جونز ويودا، كما أنه أخرج أداءً مذهلاً من ممثلين بارزين مثل جينا ديفيس، وجلين كلوز، ومورجان فريمان، وكيفن كوستنر.

يُعد كاسدان خريجًا فريدًا لجامعة ميشيغان، حيث إنه الوحيد في قائمة “Mavericks & Makers” المرموقة التي تضم أورسون ويلز، وروبرت التمان، وجوناثان ديم، ونانسي سافوكا، وجون سايلز. ويعبر عن فخره بالانتماء إلى هذه المجموعة المتميزة، وبالعودة إلى المكان الذي بدأ فيه حلمه السينمائي.

في الختام، يمثل أرشيف لورانس كاسدان إضافة قيمة لمكتبة جامعة ميشيغان، ويوفر فرصة لا تقدر بثمن للباحثين وعشاق السينما لاستكشاف عالم صناعة الأفلام من خلال عيون أحد أبرز روادها. نتطلع إلى رؤية الاكتشافات المثيرة التي ستخرج من هذا الكنز السينمائي. لا تترددوا في زيارة موقع جامعة ميشيغان للاطلاع على آخر المستجدات حول الأرشيف وكيفية الوصول إليه.

شاركها.