في ختام عام مضطرب لصناعة السينما، شهدت شباك التذاكر في هوليوود انتعاشًا ملحوظًا خلال فترة الأعياد، مدفوعة بإيرادات قوية لفيلمي “أفاتار: النار والرماد” و”مارتي سوبريم”. هذا الأداء القوي يمثل بصيص أمل في عام شهد تحديات كبيرة، بما في ذلك الجائحة والإضرابات، ويضع تطلعات إيجابية لعام 2026. هذا المقال يستعرض تفاصيل هذا الانتعاش في شباك التذاكر، وأبرز الأفلام التي ساهمت فيه، والتوقعات المستقبلية للصناعة.

“أفاتار: النار والرماد” يواصل الهيمنة

رحلة جيمس كاميرون الملحمية إلى عالم باندورا لم تتوقف عند النجاح الذي حققه الجزء الأول. فيلم “أفاتار: النار والرماد” استطاع أن يسيطر على شباك التذاكر خلال عطلة عيد الميلاد، محققًا إيرادات بلغت 88 مليون دولار خلال أربعة أيام، و64 مليون دولار في عطلة نهاية الأسبوع نفسها.

على الرغم من أن انطلاق الفيلم محليًا كان أهدأ مقارنة بـ “أفاتار: طريق الماء” في عام 2022، إلا أنه تفوق عليه في الأداء خلال عطلة نهاية الأسبوع الثانية، حيث انخفضت إيراداته بنسبة 28% فقط، بينما انخفضت إيرادات “طريق الماء” بنسبة 53% في نفس الفترة.

حتى الآن، حقق “أفاتار: النار والرماد” إيرادات إجمالية بلغت 217.7 مليون دولار في أمريكا الشمالية، و542.7 مليون دولار على المستوى الدولي. لتحقيق إيرادات مماثلة للأجزاء السابقة، والتي تعتبر من بين الأفلام الأكثر ربحية على الإطلاق، يجب على الفيلم الحفاظ على هذا الزخم خلال فترة رأس السنة الجديدة وأوائل شهر يناير. إذا نجح في ذلك، فقد يصبح “أفاتار” أول سلسلة أفلام تتجاوز حاجز الـ 2 مليار دولار.

“مارتي سوبريم” مفاجأة شباك التذاكر

بعيدًا عن الأضواء التي سلطت على “أفاتار”، برز فيلم “مارتي سوبريم” كمفاجأة سارة في شباك التذاكر. هذا الفيلم الدرامي الذي يدور حول لعبة تنس الطاولة، من إخراج جوش سافدي وبطولة تيموثي شالاميت، حقق نجاحًا ساحقًا للاستوديو المستقل A24، محققًا إيرادات بلغت 27.1 مليون دولار خلال عطلة نهاية الأسبوع الممتدة لأربعة أيام.

بذل شالاميت جهودًا كبيرة في الترويج للفيلم، بما في ذلك ظهوره اللافت في قمة Sphere في لاس فيغاس. هذا الافتتاح القوي يؤكد على قوة النجم الشاب وقدرته على جذب الجمهور، ويمثل فوزًا نادرًا لفيلم أصلي بالكامل في صناعة السينما.

أداء يتفوق على التوقعات

حتى أن “مارتي سوبريم” تفوق على فيلم “أناكوندا” من إنتاج شركة سوني بيكتشرز، والذي كان يتوقع المحللون أن يحتل المرتبة الثانية. حقق الفيلم الكوميدي، بطولة جاك بلاك وبول رود، 23.7 مليون دولار خلال نفس الفترة. على الرغم من أن هذا الرقم يعتبر جيدًا بالنسبة للكوميديا، وهو نوع تخلت عنه العديد من الاستوديوهات في السنوات الأخيرة، إلا أن “أناكوندا” تأثر سلبًا بالتقييمات النقدية المتواضعة.

نهاية العام على وقع انتعاش ملحوظ

اختتمت هوليوود العام بأفضل أداء في شباك التذاكر خلال يوم عيد الميلاد منذ ما قبل جائحة كوفيد-19، مما يمثل نهاية احتفالية لعام صعب على صناعة السينما. ومع دخول العام الجديد، تتجه الأنظار نحو عام 2026، الذي يُتوقع أن يشهد انتعاشًا أكبر في الصناعة، خاصة مع غياب الجائحة والإضرابات.

قال بول ديرجارابيديان، كبير المحللين الإعلاميين في شركة كومسكور: “لقد كانت نهاية قوية حقًا لعام مضطرب. لقد كانت رحلة متقلبة، وأعتقد أنها أفضل الأخبار لهذه الصناعة.”

ومع ذلك، لا تزال مبيعات التذاكر المحلية لهذا العام تقريبًا على قدم المساواة مع الرقم المخيب للآمال البالغ 8.75 مليار دولار في عام 2024. ومع بقاء ثلاثة أيام على نهاية العام، يبلغ إجمالي إيرادات الأفلام 8.76 مليار دولار، وفقًا لشركة Comscore. بالمقارنة، بلغ هذا الإجمالي 11.4 مليار دولار في عام 2019.

أفلام PG تهيمن على المشهد

أظهر تحليل أداء الأفلام خلال عام 2025 أن الأفلام ذات التصنيف PG تفوقت على الأفلام ذات التصنيف PG-13 للسنة الثانية على التوالي. محليًا، حققت أفلام PG إيرادات بلغت 2.87 مليار دولار، بينما حققت أفلام PG-13 إيرادات بلغت 2.78 مليار دولار.

تصدرت ثلاثة أفلام ذات تصنيف PG قائمة الأفلام الأكثر ربحية في هوليوود: “زوتوبيا 2″ (1.42 مليار دولار عالميًا)، و”Lilo & Stitch” (1.04 مليار دولار)، و”A Minecraft Movie” (958.2 مليون دولار).

نظرة إلى المستقبل: عام 2026 واعد

تتزايد التوقعات بالفعل لعام انتعاش في صناعة السينما في عام 2026. من بين الأفلام الرئيسية القادمة: “The Super Mario Galaxy Movie”، و”Spider-Man: Brand New Day”، و”Moana”، و”Toy Story 5″، و”The Mandalorian and Grogu”.

من المتوقع أن يكون الأسبوع المقبل، مع عطلة المدارس وتوقف الكثير من الناس عن العمل، أحد أكثر الأسابيع ازدحامًا في دور العرض. بالإضافة إلى الأفلام المذكورة، هناك عدد من الإصدارات الأخرى التي تأمل في الاستفادة من هذا الزخم، مثل “الخادمة المنزلية” و”David” و”فيلم سبونج بوب: البحث عن سكوير بانتس” و”Song Sung Blue”.

يبدو أن فيلم “Song Sung Blue” في وضع جيد لتحقيق أداء قوي، حيث حصل على تقييمات ممتازة من الجمهور (CinemaScore “A”) وحقق إيرادات بلغت 12 مليون دولار خلال أربعة أيام من عرضه.

في الختام، يمثل انتعاش شباك التذاكر خلال فترة الأعياد علامة إيجابية لصناعة السينما، ويضع تطلعات واعدة لعام 2026. مع مجموعة متنوعة من الأفلام القادمة، يبدو أن دور العرض مستعدة لاستقبال جمهور متحمس ومستعد للعودة إلى تجربة السينما.

شاركها.