في كل عام، ومع اقتراب الأعياد، يجد الكثيرون أنفسهم في حاجة ماسة إلى بعض البهجة والدعم. هذا العام، تلقى مئات من بائعي الكتب المستقلين في الولايات المتحدة هدية غير متوقعة من المؤلف الشهير جيمس باترسون، وهي مكافأة مالية تقدر بـ 500 دولار. هذه اللفتة الكريمة ليست مجرد دعم مالي، بل هي تقدير لدور هؤلاء الأشخاص الحيوي في تعزيز القراءة والثقافة في المجتمع.
جيمس باترسون يكافئ بائعي الكتب المستقلين بمناسبة الأعياد
منذ عشرين عامًا، يخصص جيمس باترسون جزءًا كبيرًا من أرباحه لدعم المدارس والمكتبات وبرامج محو الأمية في جميع أنحاء الولايات المتحدة. هذه المبادرة تعكس إيمانه الراسخ بأهمية القراءة في بناء مجتمع مثقف ومزدهر. وقد تطورت هذه المبادرة لتشمل تقليدًا سنويًا يتمثل في تقديم شيكات بقيمة 500 دولار إلى بائعي الكتب المستقلين، الذين يتم ترشيحهم من قبل زملائهم أو عملائهم.
هذا العام، شملت قائمة المستفيدين أسماء لامعة في عالم بيع الكتب، مثل كاتي غابرييلو، منسقة وسائل التواصل الاجتماعي لـ Whitelam Books في ماساتشوستس، وكيت تشيزيفسكي، مديرة متجر Thunder Road Books في نيو جيرسي. هؤلاء الأفراد، وغيرهم الكثير، يمثلون القلب النابض لصناعة الكتب، ويعملون بلا كلل لربط القراء بالكتب التي يحبونها.
قصة ميلاني مور: أكثر من مجرد مكافأة
تعد قصة ميلاني مور، صاحبة Cincy Book Bus في أوهايو، مثالًا مؤثرًا على التفاني الذي يبديه بائعو الكتب المستقلون. فقد صرحت مور أنها لم تتقاضَ راتبًا قط من المكتبة، وأن جميع الأرباح كانت تذهب لشراء كتب للأطفال المحتاجين.
“هذه الهدية من جيمس باترسون ستكون أول راتب لي!”، قالت مور في بيان رسمي. هذا التصريح يوضح الأثر العميق الذي يمكن أن تحدثه هذه المكافأة، ليس فقط من الناحية المالية، بل أيضًا من ناحية الاعتراف والتقدير.
أهمية دعم بائعي الكتب المستقلين
يعتبر جيمس باترسون من أبرز الأصوات التي تدعو إلى دعم مكتبات بيع الكتب المستقلة. وفي بيان له، أكد باترسون على الدور المحوري الذي يلعبه هؤلاء البائعون في المجتمع، قائلاً: “لقد قلت هذا من قبل، ولكن لا أستطيع أن أقول ذلك بما فيه الكفاية – بائعو الكتب ينقذون الأرواح”.
وأضاف: “ما يفعلونه أمر بالغ الأهمية، خاصة في الوقت الحالي. ويسعدني أن أكون قادرًا على الاعتراف بهم وبعملهم الشاق في موسم العطلات هذا.” هذه الكلمات تعكس تقدير باترسون العميق للجهود التي يبذلها هؤلاء الأشخاص في نشر ثقافة القراءة وتشجيعها.
تأثير المكتبات المستقلة على المجتمعات المحلية
تساهم المكتبات المستقلة بشكل كبير في إثراء الحياة الثقافية والاجتماعية للمجتمعات المحلية. فهي لا تقدم الكتب فحسب، بل توفر أيضًا مساحات آمنة ومريحة للقاء والتفاعل وتبادل الأفكار. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما تستضيف هذه المكتبات فعاليات ثقافية متنوعة، مثل قراءات الكتب وورش العمل والمحاضرات، مما يعزز الشعور بالانتماء للمجتمع.
كما أن بائعي الكتب المستقلين يتميزون بمعرفتهم العميقة بالكتب وقدرتهم على تقديم توصيات شخصية للقراء، بناءً على اهتماماتهم وتفضيلاتهم. هذه الخدمة المتميزة لا تتوفر عادة في المتاجر الكبيرة أو عبر الإنترنت.
إرث جيمس باترسون في دعم الأدب والقراءة
لا يقتصر دعم جيمس باترسون على بائعي الكتب المستقلين فحسب، بل يمتد ليشمل مجموعة واسعة من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز القراءة والكتابة في المجتمع. فقد تبرع بملايين الدولارات للمدارس والمكتبات وبرامج محو الأمية على مدار العشرين عامًا الماضية.
وقد حصل باترسون على تقدير كبير لجهوده في دعم الأدب، حيث مُنح ميدالية فخرية لجائزة الكتاب الوطني في عام 2015 “عن خدمته المتميزة للمجتمع الأدبي الأمريكي”. هذا التكريم يعكس إيمانه الراسخ بأهمية القراءة ودوره الفعال في نشرها.
في الختام، تعتبر مبادرة جيمس باترسون بمكافأة بائعي الكتب المستقلين بمناسبة الأعياد لفتة كريمة تعكس تقديره لدورهم الحيوي في المجتمع. إن دعم صناعة الكتاب و بائعي الكتب المستقلين هو استثمار في مستقبلنا الثقافي والاجتماعي. نشجع الجميع على زيارة مكتباتهم المحلية ودعمهم، والاستفادة من الخبرات والمعرفة التي يقدمها بائعو الكتب المتفانون. شاركنا رأيك حول أهمية دعم المكتبات المستقلة في تعليقاتك أدناه!