في تطور يثير تساؤلات حول النزاهة والشفافية في إدارة الطيران الفيدرالية (FAA)، اتُهم رئيس الإدارة، براين بيدفورد، بعدم الوفاء بوعده بالتخلص من استثماراته الشخصية في شركة طيران، مما يضع الإدارة تحت ضغط متزايد في وقت تواجه فيه تحديات كبيرة تتعلق بالسلامة الجوية. هذه القضية المتعلقة بـ تضارب المصالح تزامنت مع سلسلة من الحوادث والمشاكل التي أدت إلى تدقيق مكثف في أداء الإدارة.
اتهامات بتضارب المصالح ومطالبات بالمساءلة
وجهت السيناتورة الديمقراطية ماريا كانتويل رسالة حادة إلى براين بيدفورد هذا الأسبوع، تتهمه فيها بالاحتفاظ بأسهم كبيرة في شركة Republic Airways، على الرغم من تعهده ببيعها كجزء من اتفاقية أخلاقية. كان بيدفورد قد وعد ببيع جميع أسهمه في Republic Airways في غضون 90 يومًا من تأكيده في منصبه، لكن مرت الآن 150 يومًا دون أي دليل على التخارج الكامل من الاستثمار.
تشير الإفصاحات المالية لبيدفورد إلى أن قيمة أسهمه في Republic Airways تتراوح بين 6 ملايين دولار و 30 مليون دولار. تأتي هذه الاتهامات بعد إتمام Republic Airways لعملية اندماج مع مجموعة ميسا الجوية، مما أدى إلى ارتفاع قيمة أسهمها بشكل ملحوظ، حيث أغلق السهم يوم الخميس عند 19.02 دولارًا، أي ما يقرب من ضعف قيمته قبل الإعلان عن الصفقة في أبريل.
في رسالتها، أكدت كانتويل أن “الاحتفاظ بأسهم كبيرة في هذه الأصول المتضاربة بعد أشهر من الموعد النهائي المحدد للتخارج الكامل من ريبابليك، يشكل انتهاكًا واضحًا لاتفاقية الأخلاقيات الخاصة بك. وهذا أمر غير مقبول ويتطلب محاسبة كاملة”. لم يصدر رد رسمي من بيدفورد حتى الآن، لكن متحدثًا باسم إدارة الطيران الفيدرالية صرح بأنه يخطط للرد مباشرة على كانتويل.
سلسلة من الأزمات تضع إدارة الطيران الفيدرالية تحت المجهر
لم تأتِ هذه الاتهامات في وقت مناسب بالنسبة لإدارة الطيران الفيدرالية، التي كانت بالفعل تحت ضغط كبير بسبب سلسلة من الحوادث والمشاكل التي أثارت مخاوف جدية بشأن سلامة الطيران. ففي يناير الماضي، تسبب اصطدام طائرة بمروحية عسكرية فوق واشنطن العاصمة في مقتل 67 شخصًا، وكشف التحقيق اللاحق عن أوجه قصور في الإدارة، بما في ذلك عدم التعرف على عدد مقلق من المواقف الخطرة بالقرب من مطار ريجان الوطني في السنوات السابقة.
بالإضافة إلى ذلك، سلطت المشاكل الفنية التي ظهرت في الربيع في مركز التحكم الجوي التابع لإدارة الطيران الفيدرالية في مطار نيوارك ليبرتي الدولي في نيوجيرسي الضوء على نظام قديم وهش يعتمد عليه مراقبو الحركة الجوية. هذه المشاكل أدت إلى تأخير وإلغاء العديد من الرحلات الجوية، وأثارت تساؤلات حول الاستثمار الكافي في تحديث البنية التحتية للطيران.
تحديث نظام مراقبة الحركة الجوية: أولوية معلقة
واجهت إدارة الطيران الفيدرالية تحديات إضافية في الخريف الماضي بسبب النقص المزمن في وحدات التحكم في الحركة الجوية. أدى هذا النقص إلى إلغاء آلاف الرحلات الجوية وتأخيرها، خاصة خلال فترة الإغلاق الحكومي الطويل، حيث غاب المزيد من وحدات التحكم عن العمل بسبب عدم تلقي رواتبهم.
تعهد براين بيدفورد بإعطاء الأولوية للسلامة الجوية وتحديث نظام مراقبة الحركة الجوية القديم في البلاد. وقد وافق الكونجرس مؤخرًا على تخصيص 12.5 مليار دولار لهذا المشروع، كما وافق الأسبوع الماضي على اختيار الشركة التي ستشرف على العمل. السلامة الجوية هي الشغل الشاغل، ولكن هذه القضية المتعلقة بـ الاستثمار الشخصي لبيدفورد تلقي بظلالها على هذه الجهود.
تأثير هذه القضية على ثقة الجمهور
تأثير هذه القضية يتجاوز مجرد انتهاك محتمل لاتفاقية أخلاقية. إنها تثير تساؤلات حول نزاهة عملية صنع القرار في إدارة الطيران الفيدرالية، وقدرة رئيس الإدارة على اتخاذ قرارات موضوعية تخدم المصلحة العامة. الشفافية هي مفتاح بناء الثقة، وغيابها في هذه الحالة يضر بسمعة الإدارة.
من الضروري إجراء تحقيق شامل في هذه الاتهامات، واتخاذ الإجراءات المناسبة إذا تبين أن بيدفورد قد انتهك اتفاقية الأخلاقيات الخاصة به. يجب على إدارة الطيران الفيدرالية أن تثبت للجمهور أنها ملتزمة بالنزاهة والشفافية، وأنها ستضع السلامة الجوية فوق أي مصالح شخصية.
مستقبل إدارة الطيران الفيدرالية
هذه القضية تمثل اختبارًا حقيقيًا للقيادة في إدارة الطيران الفيدرالية. يجب على بيدفورد أن يتعامل مع هذه الاتهامات بشفافية كاملة، وأن يقدم تفسيرات مقنعة لسبب عدم وفائه بوعده بالتخلص من استثماراته في Republic Airways.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على الإدارة أن تواصل جهودها لتحديث نظام مراقبة الحركة الجوية، ومعالجة النقص في وحدات التحكم، وتحسين السلامة الجوية بشكل عام. فقط من خلال اتخاذ هذه الخطوات يمكن لإدارة الطيران الفيدرالية استعادة ثقة الجمهور، وضمان مستقبل آمن وموثوق به للطيران في الولايات المتحدة. التركيز على تحديث البنية التحتية للطيران أمر بالغ الأهمية.
